ابن يزدانيار الأرموي والتَّصوف

 

خالد محمد عبده

 

يحمل اسم ابن يَزْدَانْيَار في التراث الصوفي شخصيتان، أولهما: أبو بكر الحسين بن علي بن يَزْدَانْيَار، التي تروي المراجع أنه قدَّم نقدًا للتصوف في عصره، واختُلف فيه باعتباره معادٍ للصوفية، أو ناقد يريد الإصلاح، واحتفت كتب التصوف على الرغم من ذلك بالرواية عنه سواء المعاصرين له أو من أتوا من بعده كعبد الرحمن السلمي، أو المتأخرين كالإمام الشعراني.

والشخصية الثانية التي تحمل هذا الاسم، هو: أبو جعفر السّعيديِّ محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يَزْدَانْيَار الهمذاني الصوفيُّ. ويُعرف بالقاضي. وهو صاحبُ كتابِ روضةِ المُريدين، ويرد اسمه في مقدمة الكتاب على النحو التالي: الشيخُ أبو جعفر محمد بن الحسين بن أحمد بن يَزْدَانْيَار. يقولُ عن سبب تأليفه لكتابه:

سألني بعضُ الإخوان أن أجمع لهم فُصولاً في معنى آداب الصُّوفيةِ وأحكامِهم وطريقتِهم وأحوالِهم وأخلاقِهم، فأجبتُه إلى مُلتمسِه، واختصرتُ له طرفًا مما سمعنا من المشايخِ – رحمهم الله - ولكنِّي تركتُ الأسانيد للتَّطويلِ، وجعلتُه كتابًا موجزًا لطيفًا؛ وسمِّيتُه: روضةُ المريدين، وبالله أستعينُ فيه، وفي جميع أموري، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ونحاولُ في هذه المقالة أن ننشر جزءًا من هذا الكتاب معتمدين على مخطوطة جامعة برنستون Princeton من أجل إلقاء الضوء على هذه الشخصية التي لا نجد اهتمامًا بها في الدرس العربي للتصوف الإسلامي، لكننا نودُّ قبل ذلك أن نعرف بالشخصيتين حتى يزال الالتباس والخلط بينهما.

أبو بكر الحسين بن علي بن يَزْدَانْيَار

هو من أهل أرمية[1]. له طريقة في التَّصوف يختصُّ بها. وكان ينكر على بعض مشايخ العراق أقاويلهم[2]. ويعلِّق السراج الطوسي ت (378هـ) على هذا الإنكار قائلاً:

كان أبو بكر بن يَزْدَانْيَار ممن قد صحب المشايخ وسافر معهم وتكلَّم وأجاب عن المسائل الكبيرة في علوم المعارف والأحوال والمقامات، فمضى على ذلك بُرهة من الدهر، فلما رجع إلى ناحيته وأسرته أهواؤه ومال إلى الرياسة وإلى جمع الناس عليه وانصراف الوجوه إليه واستحلى جمع الناس والسياسة، فبسط لسانه في مشايخه بالوقيعة ونسبهم إلى البدعة والضلالة وإلى الغلط والجهالة ونصب معهم العداوة والمناوأة من التمرد، والمباهاة فحلَّ به البلاء، ونزع منه الحياء، وصار من المطرودين، وقد كان قبل ذلك من المعدودين، فبعد المعرفة أنكرهم، ومن بعد المواصلة هجرهم، فضيَّع الأمانة، وحالف الخيانة، وترك المحجة، وركب اللُجة، فما ترك في كنانته سهمًا إلاَّ رماهم به، حتى كتب إلى البلاد يُحذِّر منهم العباد، وينسبهم إلى الكفر والبدع. كلُّ ذلك لطلب الرياسة واتخاذ الجاه عند العامة[3].

لكن ما يورده الشعراني في الطبقات يجعل كلام الطوسي غير صحيح، إذ يورد رواية عن علي بن إبراهيم الأرموي تجعل نقد ابن يَزْدَانْيَار من باب البناء لا الهدم:

كان علي بن إبراهيم الأرموي يقول: سمعت ابن يَزْدَانْيَار يقول: تراني تكلمتُ في الصُّوفية بما تكلمت به إنكارًا على التصوف والصوفية؟! والله ما تكلمت به إلا غيرةً عليهم حيث أفشوا أسرار الحق، وأظهروها بين من ليس من أهلها، وإلا فهم السادة بمحبتهم أتقرب إلى الله تعالى[4].

الكلمات الملتقطة من فوائد ابن يَزْدَانْيَار الصوفية

التَّصوفُ حُسنُ القبولِ مع الدِّیانة والصدق مع الصیانة والصفا مع الوفا[5].

وقَالَ في الحياءِ[6]:

-       الحَياءُ على وجوهٍ، منها: حياءُ الجناية، كما روي أنَّ آدم عليه السَّلام هَامَ على وجهه بعد الجنايةِ في الجنان، قال: فأوحى الله إليه: أفرارًا منِّي يا آدم؟! قال: لا يا ربُّ، بل حياءٌ منك.

-       ومنها: حياءُ التَّقصيرِ، كقوْلِ الملائكةِ عليهم السلام: سبحانك ما عبدناك حقَّ عبادتك.

-       ومنها: حياءُ الإجلال، كما روي أن إسرافيل عليه السلام تسرْبلَ بجناحه حياءً من ربِّه تعالى.

-       ومنها: حياءُ الغيرةِ، كما روي أنَّ عيينة بن حصن الفزاري دخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة أمُّ المؤمنين رضي الله عنها، فرفع النبيُّ يده، وسترها عنه، فقال له: يا محمد، ما هذا؟ فقال عليه السلام: "هذا الحياء الذي أعطيناه ومنعتموه". أو لفظة هذا معناها[7].

-       ومنها: حياء الكرم ، كقوله عزَّ وجلَّ في تأديب الصحابة رضي الله عنهم: فَإِذٰا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاٰ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذٰلِكُمْ كٰانَ يُؤْذِي اَلنَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ [الأحزاب:53].

-       ومنها: حياءُ المعروف، كما روي أنَّه قيل للنبيِّ صلى الله عليه و سلم: يا رسول الله، إنَّ الله لا يكلِّفك هذا. فقال: "تسألوني، ويأبى الله لي البخل"[8].

-       ومنها: حياءُ الخلق[9]، كما روي عن عمر رضي الله عنه: أنَّه دخل في الصلاة، فذكر أنَّه على غير طُهْر، فخرج من الصلاة، فقال: إنِّي أردت أن أمرَّ في الصلاة حياء من الناس.

-       ومنها: حياءُ التَّحقيق، وإسقاط رؤية الخلق من قبل الآفة، وإثباتها من قبل الحقيقة، كما روي أنَّ بعض الصحابة فاتته الصلاة، وهو يأتي المسجد، فتلقَّاه الناس منصرفين، فانصرف بوجهه حياء بلا علَّة و لا آفة، وهذا معروف عند أهل المعرفة بالقلوب.

-       ومنها: حياءُ الاستحقار، كما روي عن موسى عليه السلام قال في بعض مناجاته: إنَّه لتعرض لي الحاجة من الدنيا فأستحيي منك أن أسألك يا ربّ. فقال عزَّ وجل: لا، سلني حتَّى ملح عجينك، وعلف حمارك[10].

-       ومنها: حياءُ الصيانة والعفَّة، كقول عثمان رضي الله عنه: ما زنيت في الجاهلية ولا في الإسلام[11].

-       ومنها: حياءُ الوقار، لعثمان أيضًا، وذلك حياؤه من الملائكة عند الخلاء.

-       ومنها: حياء توقير: حياءُ الملائكة عليهم السلام من عثمان عليه السلام، وكحياء النبيِّ صلى الله عليه وسلم من عثمان، وقوله: "إنِّي لأستحيي ممَّن تستحيي منه الملائكة"[12].

-       ومنها: حياء الحشمة، كقول عليٍّ كرَّم الله وجهه للمقداد بن الأسود: "سل رسول الله عن المذي؛ فإنَّ ابنته عندي، وأنا أستحيي أن أساله لمكانها منِّي"[13].

-       ومنها: حياء التَّعجُّب و الاستبعاد[14]، كما روي عن عائشة رضي الله عنها، لمَّا سمعت أمَّ سليم تسأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن المرأة إذا رأت في المنام ما يرى الرَّجل، تغتسل؟ فقال: "نعم، إذا رأت الماء"، فقالت عائشة عليها السلام: "أو ترى المرأة ما يرى الرجل؟". فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: "تربت يمينك، وإلا فمن أين يكون الشَّبه؟"[15].

-       ومنها: حياء العزبة، كقوله تعالى في حقِّ ابنة شعيب عليه السلام: "فَجٰاءَتْهُ إِحْدٰاهُمٰا تَمْشِي عَلَى اِسْتِحْيٰاءٍ [القصص:25].

-       ومنها: حياء الأمثال لبيان الحقِّ كقوله تعالى: "إِنَّ اَللهَ لاٰ يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً مٰا بَعُوضَةً فَمٰا فَوْقَهٰا [البقرة:26].

-       ومنها: حياء الحقِّ كقوله تعالى: "وَاَللهُ لاٰ يَسْتَحْيِي مِنَ اَلْحَقِّ" [الأحزاب:53].

-       ومنها: حياء التَّنبيه كقوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الله لا يستحيي من الحقِّ؛ لا تأتوا النساء في أدبارهنَّ"[16].

-       ومنها: حياء المراقبة في الاتّعاظ لدى الواعظ، قال الله تعالى لعيسى عليه السلام: "يا ابن مريم، عِظ نفسك، فإن اتَّعظت فعظ النَّاس وإلا فاستحي منِّي"[17].

-       ومنها: حياء المراجعة، كما كان النبيُّ عليه السلام في ليلة المعراج[18] يتردَّد بين ربِّه عزَّ وجلَّ، وبين كليمه موسى عليه السلام في تخفيف الصلاة عن أمَّته، حتَّى قال في آخر المراجعة: "إنِّي قد استحييت من ربِّي عزَّ وجلَّ"[19].

-       ومنها: حياء قصر الأمل، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومًا لأصحابه: "استحيوا من الله حقَّ الحياء". فقالوا: "كلُّنا نستحيي من الله يا رسول الله". والحديث مشهور[20].

-       ومنها: حياء الإحسان، كما أخبر النبيُّ عليه السلام عن ربِّه تعالى في حقِّ المتورِّعين فقال: "إنَّ الله يقول: إنِّي أستحيي أن أحاسبهم إذا حاسبت الخلائق، وإنَّما قلنا الإحسان، لقوله عز وجل: هَلْ جَزٰاءُ اَلْإِحْسٰانِ إِلاَّ اَلْإِحْسٰانُ؟ [الرحمن:60]، فجازاهم بإحسان ورعهم إحسان ترك المحاسبة[21].

-       ومنها: حياء المعاتبة، كما روي أنَّ الله يعاتب عبده يوم القيامة، فيقول: يا ربُّ، عذابك أحبُّ إليَّ من عتابك[22].

-       ومنها: حياء المعاودة في السؤال، كما روي في الخبر أنَّ العبد إذا دعا وقال: أي ربُّ. فيعرض عنه، فيقول في الثانية، والثالثة، والرَّابعة، فيقول الله: قد استحييت من عبدي من كثرة ما يقول: أي ربُّ، فأعرض، ثمَّ يجيب سؤاله.

-       ومنها: حياء التَّوكُّل، كما قال عامر رضي الله عنه: إنِّي لأستحيي من ربِّي عزَّ وجلَّ أن أخاف شيئًا سواه[23].

-       ومنها: حياء الصَّلاح، كما روي في الخبر: استحي من الله كما تستحيي من صالح قومك[24].

-       ومنها: حياء العين[25]، كما روي أنَّ سفيان الثوريَّ دخل على رابعة العدوية، فذكر لها ما ذكر إلى أن قالت رابعة: إنِّي لأستحيي أن أسأل الدنيا ممَّن يملكها، فكيف أسألها ممَّن لا يملكها؟!

-       ومنها: حياء الواجب، كما رُوي أنَّ عائشة رضي الله عنها أثنت على نساء الأنصار، فقالت: إنَّهنَّ لم يكن يمنعهنَّ الحياء أن يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصّفرة والكدرة... الحديث[26] [يعني من دم الحيض].

-       ومنها: حياء الحرمة، كما روي أنَّ أبا موسى الأشعري قال لعائشة رضي الله عنها: إنِّي أريد أن أسألك عن أمر، وأنا أستحيي أن أسألك عنه. فقالت: سلني ما كنت سائلاً عنه أمَّك. فقال: إنَّ الرجل يجامع أهله ولا ينزل، أفعليه غسل؟ فقالت: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم واغتسلنا[27].

-       ومنها: حياء الرَّحمة، كما روي في الحديث المرويِّ أنَّ الله تعالى يستحيي من ذي الشِّيبة المسلم، أن يعذِّبه بالنار[28].

-       ومنها: حياء الغرور، وهو قول أبي الدَّرداء لأهل حمص: أما تستحيون من ربِّكم، تبنون ما لا تسكنون، وتجمعون ما لا تأكلون، وتؤمِّلون ما لا تدركون؟![29].

-       ومنها: حياء المعرفة، كما روي أنَّ بعض الصالحين رأى في المنام بالبصرة كأنَّ هاتفًا يهتف بهم، ويقول: يا أهل البصرة، يا أشباه اليهود، كونوا على حياء من الله تعالى[30].

-       ومنها: حياء استعظام الجناية، كما روي عن داود عليه السلام أنَّه كان لا يرفع رأسه بعد الجناية إلى السماء، حياء من الله تعالى.

-       ومنها: حياء الإيمان، كما روي عن النبيِّ عليه السلام أنَّه قال: "الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة[31]، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار"[32].

-       ومنها: حياء الزِّينة، كما روي في الحديث المرويِّ: "ما كان الحياء في شيء[33]إلاَّ زانه، وما نزع من شيء إلاَّ شانه"[34].

-       ومنها: حياء الإنعام، هو حياء الرَّبِّ سبحانه، يدفع إلى العبد كتابًا مختومًا بعد ما عبر الصِّراط، وإذا فيه: فعلت ما فعلت، وقد استحييت أن أظهره عليك، فاذهب فإنِّي قد غفرت لك[35].

-       ومنها: حياء الخير، وهو قوله عليه السلام حين سئل عن الحياء، فقال: "الحياء خير كلَّه"[36]، خير الدِّين والدُّنيا[37].

قال رحمه الله:

إيَّاك أن تطمع في الأنس بالله، و أنت تحبَّ الأنس بالنَّاس[38]، وإيَّاك أن تطمع في حبِّ الله، وأنت تحبُّ الفضول، وإيَّاك أن تطمع في المنزلة عند الله، وأنت تحبُّ المنزلة عند الناس[39].

وقال عبد الرحمن الموصلي:

رأيت ابن يزدانيار في المنام بعد موته، وكأنَّه يحدِّث أصحابه، ويقول لهم: وردت القيامة، فرأيت آدم عليه السلام، والناس يسلِّمون عليه، ويصافحونه، فذهبت لأصافحه وأسلِّم عليه، فقال لي: اغرب عنِّي، أنت الذي وقعت في أولادي الصوفية، لقد قرَّت عيناي بهم، فجاء قوم فحالوا بيني وبينه[40].

وقال علي بن إبراهيم الأرموي:

سمعت ابن يزدانيار يقول: تراني تكلَّمت في الصوفية بما تكلَّمت به إنكارًا على التَّصوف والصوفية؟! والله ما تكلَّمت به إلا غيرة عليهم، حيث أفشوا أسرار الحقَّ، وأبدوها إلى غير أهلها، فحملني ذلك على الغيرة عليهم، والكلام فيهم، وإلاَّ فهم والله السَّادة، وبمحبَّتهم أتقرَّب إلى الله[41].

وقيل له:

ما الفرق بين المريد والعارف؟ فقال: المريد طالب، والعارف مطلوب، والمطلوب مقبول، والطَّالب مرغوب[42].

وقال:

الروح مزرعة الخير؛ لأنَّها معدن الرَّحمة، والجسد والنَّفس مزرعة الشرِّ؛ لأنها معدن   الشهوة. فالروح مطبوع بإرادة الخير، والنفس مطبوعة بإرادة الشرِّ، والهوى مدبِّر الجسد، والعقل مدبِّر الروح، والمعرفة حاضرة فيما بين العقل والهوى، والمعرفة في القلب، والهوى والعقل يتنازعان ويتحاربان، فالهوى صاحب جيش النَّفس، والعقل صاحب جيش القلب، والتوفيق من الله سبحانه مدد العقل، والخذلان مدد الهوى، والظَّفر لمن أراد الله سبحانه سعادته أو شقاوته.

وقال:

رضا الخلق عن الله رضا[هم] بما يفعل، ورضاه عنهم بأن يوفِّقهم للرِّضا عنه[43].

وقال:

المعرفة صحَّة العلم بالله تعالى، واليقين النظر بعيون القلب إلى ما عند الله ممَّا وعده وادخره[44].

المعرفة ظهور الحقائق وتلاقي الشّواهد[45].

وقال:

المحبَّة أصلها الموافقة. والمحبُّ هو الذي يؤثر رضا محبوبه على كلِّ شيء[46].

وقال:

من استغفر وهو ملازم الذَّنب، حرَّم الله عليه التوبة والإنابة إليه[47].

وسئل عن العبد إذا خرج إلى الله، على أيِّ أصل يخرج إليه؟ فقال:

على أن لا يعود إلى ما منه خرج، ولا يراعي غير من إليه خرج، ويحفظ سرَّه على ملاحظة ما تبرَّأ منه. فقيل له: هذا حكم من خرج عن وجود، فكيف حكم من خرج عن عدم. فقال: وجود الحلاوة في المستأنف عوضًا عن المرارة في السَّالف[48].

وقال محمد بن داود:

سألت عليًّا تلميذ ابن يزدانيار، فقلت له: بم أوصاك الشَّيخ وقت مفارقتك إيَّاه؟ فقال: أوصاني بفصلين، قال لي: أنت مبتلى بمعاشرة الناس ومجالستهم، احذر ثمَّ احذر، ولا يحفظ عليك فصل [49] تسقط به عن عين الله وعين من يسمعك بترك الأدب. والثاني قال لي: باب الله مفتوح حتى تطلع الشمس من مغربها، فأيُّ وقت دفعت إلى هفوة أو شيء لا يحبِّه الله منك، فارجع إلى الله، فإنَّه أولى بك، وأمل أن يقبلك[50].

وسئل عن ابن الجلاّء، فقال: "مؤتمن على سرِّ الله تعالى".

وسئل عن الزّقّاق فقال: "خزانة صدق".

سئل الحسین بن علي بن یزدانیار: "متی یكون العارف بمشهد الحق؟". قال: "إذا بدأ الشاهد وفني الشواهد، وذهب الحواس واضمحل الإخلاص"[51].

مَنْ تَرَكَ الْأَدَبَ عُوقبَ بحرْمَان السُّنَّة وَمَنْ تَرَكَ السُّنَّةَ عُوقبَ بحرْمَان الْفَريضَة وَمَنْ ‌تَرَكَ الْفَريضَةَ عُوقبَ بحرْمَان الْمَعْرفَة[52].

وقيل لابن يزدانيار: أريد أن أصحب فلانًا، قال: كيف هو؟ قال: دين، قال: كيف عقله؟ لأن دينه له وعقله لك[53].

المعرفة تحقُّق القلب بوحدانية الله تعالى[54].

المعرفة ظهور الحقايق وتلاقى الشواهد[55].

وسئل ابن يزدانيار: ما الورع؟ فقال: "متابعة الكتاب والسنَّة، والتأدُّب بآداب الشرع، وترك ركوب الرخص بالتأويلات"[56].

*

أما ابن يزدانيار المتأخر زمنيًا عن أبي بكر السابق ترجمته، ورواية ما أُثر من أقوال عنه في كتب الطبقات والتراجم الصوفية فهو: محمد بن الحسين بن أحمد بن إبراهيم بن دينار بن يزدانيار، ويعرِّفه شمس الدين الذهبي قائلاً:

هو أبو جعفر السَّعيديُّ الهمذاني الصُّوفيُّ. ويعرف بالقاضي. روى عن: يوسف بن أحمد بن كجّ، وأبي عبد الله بن فنجويه، ومحمد بن أحمد بن حمدويه الطوسي، وعبد الرحمن بن الإمام، وأحمد بن الحسن الإمام، وأحمد بن عمر حموش، ونصر بن الحارث، وجماعة كبيرة. قال شيرويه: سمعت منه، وكان ثقة صدوقًا فقيرًا. وكان أصم، وكنت إذا دخلت بيته ضاق لما أرى من حاله. تُوفي في جمادى الأولى. وكان مولده  في سنة ثمانين و ثلاثمائة[57].

أما كتابه روضة المريدين فهو من الكُتب التي لم تلق اهتمامًا كغيرها من المخطوطات العربية على الرغم من توفُّر نسخ المخطوط ووجوده منذ فترة طويلة، وقد حفَّزني ذلك على الاهتمام بهذا المخطوط، فطالعتُ نسخة جامعة برنستون، ونسخة أخرى إيرانية، وعلى الأولى اعتمدت لتمامها.

الوصف المادي لمخطوطة برنستون

يتألف المخطوط من 97 ورقة 13 سطر في كل صفحة، مكتوب بحبر أسود، وبعض الكلمات محددة من أسفل بالقلم الأحمر، على هامش النسخة تعاليق وتصويبات، وهناك أوراق موضوعة في المخطوط بشكل خاطئ، وربما كان ذلك من خلط التجليد.

كتاب روضة المريدين

يتكون الكتاب من ثلاثةٌ وأربعين بابًا. هي على النحو التالي:

-       بابُ آدابِ الصُّوفيةِ.

-       بابُ أحكام الصُّوفيةِ.

-       بابُ نعتِ الصُّوفيةِ.

-       بابُ التغليظ في لبسِ المرقعةِ.

-       بابُ أوصافِ الصُّوفيةِ.

-       بابُ أحوالِ الصُّوفيةِ.

-       بابُ ذاتيةِ الصُّوفيةِ.

-       بابُ اشتقاقِ اسم التَّصوُّفِ.

-       بابُ أصلِ ما بُني عليه التَّصوُّفُ.

-       بابُ الاقتداءِ بالمشايخِ والتَّأدُّبِ بآدابهم.

-       بابُ صفةِ المُريدين.

-       بابُ أحكامِ المُريدين وآدابهم.

-       بابُ أحكامِ الصوفيةِ في السفرِ وآدابهم.

-       بابُ أحوالِ المشايخِ مع المريدين.

-       بابُ حُكمِ المُريدِ مع المشايخِ.

-       بابُ حقيقةِ الفقرِ وصفةِ المُحققين.

-       بابُ الصُّحبةِ مع الصُّوفيةِ.

-       بابُ إباحةِ السَّماعِ.

-       بابُ أوصافِ أهلِ السَّماعِ.

-       بابُ ذِكرِ من يُباحُ له السَّماعُ.

-       بابُ الوجدِ.

-       بابُ حقيقة السَّماعِ.

-       بابُ آدابِ السَّماعِ.

-       بابُ شرطِ السَّماعِ.

-       بابُ كراهية السَّماعِ.

-       بابُ صفةِ المحبَّةِ وأحوال المُحبِّين.

-       بابُ حقيقةِ المحبَّةِ.

-       بابُ كيفيةِ المحبَّة.

-       بابُ المعرفةِ.

-       بابُ التَّوكُّلِ.

-       بابُ صفةِ التَّوكُّلِ.

-       بابُ صفةِ المتوكِّلين.

-       بابُ الرِّضا.

-       بابُ الصَّبرِ.

-       بابُ الصمتِ.

-       بابُ الشَّفقةِ.

-       بابُ حُسنِ الخُلقِ والتواضُعِ.

-       بابُ مكارمِ الأخلاقِ.

-       بابُ كراهية السؤال.

-       بابُ الفُتوَّةِ.

-       باب السَّخاء.

-       بابُ الوصايا.

-       بابُ شرائط التَّصوُّفِ.

وفي سبب تأليف الكتاب يقول ابن يَزْدَانْيَار:

فقد سألني بعضُ الإخوان أن أجمع لهم فُصولاً في معنى آداب الصُّوفيةِ وأحكامِهم وطريقتِهم وأحوالِهم وأخلاقِهم، فأجبتُه إلى مُلتمسِه، واختصرتُ له طرفًا مما سمعنا من المشايخِ – رحمهم الله - ولكني تركتُ الأسانيد للتَّطويلِ، وجعلتُه كتابًا موجزًا لطيفًا؛ وسمِّيتُه: روضةُ المريدين، وبالله أستعينُ فيه.

ثم يمضي ابن يزدانيار في تفصيل كل باب من أبواب الكتاب على حِدَة مقتبسًا من كلام السادة الصوفية ومعتمدًا على مروياتهم. وما أنشره هنا من كتابه هو الفصل السابع الذي عنونه ابن يزدانيار بـ (ذاتية التصوُّف) كمثال على معالجة المؤلف لهذه الفكرة.

في ذاتية الصُّوفية

قال جعفر بن محمد الصّادق – عليهما السلام -: نُهينا عن إظهار هذا العلم [26] (يعني: علوم التَّصوف) لغير أهله، كما نُهينا عن الزنا، ولا إقامة لدين الله إلاَّ بهذا العلم. وقال: إن الله تعالى فضح من أبلغ سرّه وعلمه إلى غير أهله.

سُئل أبو يزيد البسطاميُّ – رضي الله عنه - عن التَّصوفِ فقال: طرحُ النَّفسِ في العبوديةِ، وتعلُّق القلب بالربوبية.

يُقال: إن التَّصوُّف خصالُ تجريدِ التَّوحيدِ، ثم الإيثار، ثم حُسن العشرةِ، ثمَّ فهم السَّماعِ، ثم ترك الاختيارِ، ثم سرعة الوجدِ، ثم الكشف عن الخواطر، ثم كثرة الأسفارِ، ثم ترك الاكتسابِ، ثم تحريم الادِّخارِ.

سُئل بعضُهم عن التصوفِ، فقال: الغيرة على دين الله، والشفقة على خلق الله تعالى.

سُئل الدقاق: ما أوَّلُ التَّصوُّفُ؟ قال: العبوديةُ. قيل: وما آخره؟ قال: الحُرِّيةُ.

سُئل سريُّ السقطيُّ عن التَّصوُّفِ، فقال: هو اسمٌ لثلاثِ معانٍ، وهو الذي لا يطفئ نورُ معرفته نور ورعه، ولا يتكلمُ بباطنٍ من علمٍ ينقضُه عليه ظاهرُ الكتاب، ولا تحمله الكراماتُ من الله عزَّ وجلَّ على هتكِ أستارِ محارمِ الله.

وقال محمد بن عليِّ الكتَّانيُّ: التَّصوُّفُ خلقٌ، فمن زاد عليك في الخُلقِ [27] زاد عليك في التَّصوُّف. وقال: التصوفُ كتمانُ الفاقات ومدافعة الأوقات.

وسُئل بعضُهم عن التصوف، فقال: الاستقصار من دعاوي الصفات والدخول في حال أهل الصفاء. وسُئل الجُنيدُ عن ذاتِ التَّصوُّفِ، فقال: إياك وإياك، خُذ الظَّاهر، ولا تسأل عن الذاتِ.

قال فاتحُ: المُتصوفةُ هم القائمون مع الله، من حيث لا يعلمه إلاَّ الله تعالى.

وقيل: التصوفُ حبس النفوسِ مع الحقِّ بقيدِ الاتكالِ والصبرِ تحت السلاسلِ والأغلال.

وقيل: التصوفُ بذلُ الأرواحِ تحت البلاء، وفناءُ النُّفوسِ طلبًا للرضا.

وقيل: التَّصوفُ طلبُ الصفاءِ، والقيامِ بحقائق الوفاء.

وقيل: التصوفُ الدخولُ في نيران البلاءِ طلبًا للموتِ وشوقًا إلى اللقاءِ.

وقال أبو الحسين النوريُّ: التصوفُ بُغضُ الدُّنيا.

وقال ابن عطاء: كان حالاً ثم صار قالاً، ثم ذهب الحالُ والقال وبقي الاحتيال.

وقال أبو محمد الحريري: التصوف سرُّ الحقِّ في الخلق (ستر للحق) ومثله كالسُّمِّ.

وقال خيرُ النسَّاج: حالٌ بغض إليَّ خلقتي، فأنساني عيشتي، فأظهرني بلا أهل ولا مأوى.

وقال أبو حفص النيسابوري: التصوفُ فطنة أفطن الحقُّ بها أبناء القلوب [28].

وقال الشبلي: التَّصوفُ سكونُ القلبِ عن كُلِّ ما دون الحقِّ واحتراقٌ للحقِّ.

وقال أبو يعقوب النهرجوري: التصوفُ زفراتُ القلوبِ بودائع الحضور.

وقال أبو عبد الله بن خفيف: التَّصوفُ تركُ التَّكلفِ واستعمالُ التظرُّفِ ونفيُ التَّشرُّفِ.

وقال أبو الحسين المزين الكبير: التصوفُ سعادةٌ سبق بها الحقُّ للخلقِ قبل كونهم.

وقال العُمريُّ: التَّصوفُ همةٌ بالله تعالى أبطلت كُلَّ همة سواه.

وقال أبو بكر الكتَّانيُّ: التَّصوفُ الخُلقُ الحسنُ.

وقال أبو سعيدٍ الخراز: الصُّوفيُّ الذي هو ملآن من ربِّه فارغٌ من غيره.

وقيل التَّصوفُ هو استعمالُ الخُلقِ مع الخليقةِ، والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلَّم والشريعة، والتحقيقُ مع الحقِّ بالحقيقة. والتصوفُ تذليل النفسِ بفقرها، ومنعها مما تسكن إليه، وسوء الظنِّ بها، وتقبيحُ محاسنها، وتعظيم الخلقِ، وحُسن الظنِّ بهم، وتحسين قبائحهم.

وقيل: التَّصوُّفُ أن لا تُظهر خيرًا، ولا تُضمر شرًّا.

وقال أبو علي الروذباريُّ: الصُّوفيُّ من لزم الحركات بالأفكارِ، وسكن عند مجاري الأقدار [29] ولم يتناول من رزقٍ إلا بمقدار.

وقيل: الصوفيُّ الذي تراه لنفسه ناسيًا، وللإخوان مُراعيًا، وعن الشَّهواتِ ساهيًا، ولعبادة ربِّه مؤدِّيًا.

وقال معروف الكرخيُّ: التَّصوفُ الأخذُ بالحقائق، والكلامُ في الدقائقِ، والإياسُ مما في أيدي الخلائقِ.

وسُئل الجُنيدُ عن التَّصوفِ، فقال: تركُ الاختيارِ. وسُئل أيضًا عنه، فقال: تركُ الشهواتِ والفضولِ.

وقال الجُنيدُ: الصُّوفيُّ هو الصَّافي من نفسه المُمتلئ من ربِّه.

وسُئل سهل بن عبد الله عن التصوفِ، فقال: التحرك في البادية والسكون في الزَّاوية.

وقال الحُسينُ بن منصورٍ الحلاَّجُ الصُّوفيُّ: وحدانيُّ الذاتِ لا يقبلُه أحدٌ، ولا يقبلُ أحدًا. والتَّصوفُ الاستهلاكُ في حقائق الحقِّ والفناءُ عن جميعِ أوصافِ الخلقِ.

وقال الجُنيدُ: التصوفُ تركُ الأوطانِ، وهجرُ الإخوانِ.

وقال ابو مُعمَّر الأصفهانيُّ: التصوفُ خبرٌ من الغيبِ في القلوبِ ينفي الريب والعيوب. التَّصوفُ صفاءُ في العقد، ووفاء بالعهد، وفناءٌ بالوجدِ. التصوفُ حفظُ السِّرِ بالمعرفةِ، وحُرمة العبودية [30] بالخدمة. التصوفُ: إفرادُ الحقِّ عن أسبابِ الخلقِ.

وأنشد لمعمَّر الأصفهاني في هذا المعنى [شعر]:

إن التصوف سر ليس يبديــــــه             ولا الحكومة في الأسرار تُخفيه
فإنّه لائح في القلب شاهــــــــده            والله أوَّله والله يهديــــــــــــــــــــــــــه
من كان يطلب رسم شاهـــــــــده            فإنه تائه قد ضلَّ في التِّيــــــــــه
ومن يجُدُّ وحكم الجُهد شاهده             بعد الهداية إن الله يبديـــــــــــــه

قال محمد بن خفيف الشيرازيُّ: سألتُ رويم بن محمد عن التَّصوُّفِ، فقال: يا بنيَّ التَّصوفُ فناءُ الناسوتية، وظهور اللاهوتية. فقلتُ: زدني رحمك الله. فقال لا رحمني اللهُ إن كان في ذلك مزيد.

وسُئل الحلاَّجُ عن التصوفِ؛ فقال: طوامسُ وروامسُ لاهوتيةٌ. قال السائل: فقلتُ له: أفصح عن هذا المعنى. فقال: لا عبارة عنه. فقلتُ: فلِم أظهرته؟ فقال: يعلمه من يعلمه، ويجهله من يجهله. فقلتُ: أسألك بالله إلاَّ أفهمتني. فأنشد:

لا تعرض بنا فهذا بنان          قد خضبناه من دم العشاق

الصُّوفيُّ من صفا، ووفا فيما ظهر واختفى، وتقلَّل واكتفى.

وقيل: التَّصوُّفُ [31] حفظ السرِّ بالمعرفة.

وقال الجُنيدُ: لكُلِّ أُمَّةٍ صفوةٍ، وصفوةُ هذه الأمَّةِ الصُّوفيةُ.

سُئل الجُنيدُ عن التَّصوُّفِ، فقال: الخُلقُ والأدبُ.

وسُئل أيضًا عن صفاتِ الصُّوفيِّ، فقال: بدنٌ سيَّار، وقلبٌ جوَّال، وعينٌ طيَّار. وسُئل عن أوصاف الصوفيةِ، فقال: جازوا على قناطر الفتنِ، حتى وقفوا على بِساط المنن، وخطبوا بلسان الكرم، وتُوِّجوا بتاج البهاء، وقعدوا على بساط الصفاء، فنسوا الدنيا وما فيها.

وقال أحمد بن عطاء: الصوفيةُ شربوا من بحر السرور، فلا ترى أحدًا منهم إلاَّ طربًا فرحًا.

صور المخطوط

صفحة العنوان من مخطوط جامعة برنستون

الصفحة الأولى من مقدمة المخطوط

الصفحة الأخيرة من المخطوط

*** *** ***


 

horizontal rule

[1] أرمية: مدينة قديمة بأذربيجان، بينها وبين البحيرة ثلاثة أميال أو أربعة، حسنة كثيرة الخيرات. معجم البلدان.

[2] انظر طبقات الصوفية للسلمي ص 406، والرسالة القشيرية ص 106.

[3] انظر السراج الطوسي، اللمع، نشرة عبد الحليم محمود، ص 502.

[4] انظر الطبقات الكبرى للشعراني 1/97،98، وطبقات الصوفية للسلمي 408.

[5] المختار من مناقب الأخيار 2/213 مبارک بن محمد بن أثير، ط مرکز زاید للتراث والتاریخ. وتهذیب الأسرار في أصول التصوف لعبد الملك بن محمد الخركوشي، ص 19، ط دار الكتب العلمية بيروت. ومناقب الأبرار ومحاسن الأخیار لحسین بن نصر بن خمیس، مرکز زاید للتراث والتاریخ.

[6] ونقل في حاشية العلامة مصطفی العروسي المسماة نتائج الافكار القدسیة في بیان معانی شرح الرسالة القشیریة – مجلد 3 ص 312. نشرة دار الكتب العلمية بيروت حديثه عن الحياء بلفظ: وقال: "الحياء ثلاثون قسمًا منها حياء الخيانة، كحياء آدم لما أكل من الشجرة، وحياء التقصير كحياء الملائكة، حين قالوا سبحانك ما عبدناك حق عبادتك، وحياء الإجلال كما روي أن إسرافيل تسربل بجناحه حياء من ربه"، وفي أحادیث مثنوي، ص 8، وفي تهذیب الأسرار، ص 403.

[7] روى ابن أبي شيبة في المصنف 5/214 (25338) عن قيس قال: دخل عيينة على النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولم يستأذن، فقالت عائشة: يا رسول الله، من هذا؟ قال: "هذا أحمق مطاع في قومه" قال: ثم أتي بشراب، فاستتر، ثم شرب، فقال: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: "هذا الحياء خلة فيهم، أعطوها، وضيعتموه".

[8] رواه ابن حبان في صحيحه 8/203.

[9] في تهذيب الأسرار: حياء الآفة بدلاً من حياء الخلق.

[10] ذكره ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم والحكم 1/225 قال: وهو في الإسرائيليات.

[11] رواه أحمد في فضائل الصحابة 1/465، والطيالسي في المسند 1/13.

[12] رواه أحمد في فضائل الصحابة 1 /462، وما بين معقوفين مستدرك من تهذيب الأسرار.

[13] رواه أحمد في المسند 6/2، والطبراني 20/(564)

[14] في تهذيب الأسرار: حياء الغيرة.

[15] أخرجه مسلم في صحيحه (314) ، وأبو داود (237)، والنسائي 1/112، وابن حبان 3 /441.

[16] أخرجه أحمد في المسند 1/86،5/213،214،6/305، وما بين معقوفين مستدرك من تهذيب الأسرار.

[17] رواه أبو نعيم في الحلية 2/382.

[18] في طبقات الشعراني 1/115: ليلة الإسراء.

[19] أخرجه البخاري (349) في الصلاة، باب: كيف فرضت الصلاة و(1363) في الحج، باب: ما جاء في زمزم، ومسلم (163) في الإيمان، باب: الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء في تهذيب الأسرار بعده: والحياء الذي بالحديث: وهو قول الراعي للإبل لبعض الصحابة: إني لآتي الغائط وأنا أستحييه.

[20] أخرجه الترمذي (2460) في صفة القيامة، باب: رقم (25)، والحاكم في المستدرك 4/323 وصححه، ووافقه الذهبي.

[21] انظر الفردوس للديلمي 2/312.

[22] قال الشعراني في الطبقات 1/115: قلت: لأن العبد إذا عوقب فهو بمثابة من أدَّى الحق الذي عليه، فيحصل له عقبه الراحة بخلاف من عوتب، فإنه لا يزال خجلاً مستحيًا من ربِّه عز وجل، فلا يزال في تعب، والله أعلم.

[23] ذكره أبو نعيم في الحلية ٢/88 من قول عامر بن عبد الله، وفي 4/157 من قول عمرو بن عتبة.

[24] روى ابن عدي في الكامل ٢/560 (في ترجمة جعفر بن الزبير) عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "استحي من الله استحياءك من رجلين من صالحي عشيرتك".

[25] في تهذيب الأسرار: حياء الغنى.

[26] روى البخاري في صحيحه 1/60 (130)، ومسلم (332) عن عائشة رضي الله عنها قالت: نعم النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقّهن في الدين.

[27] رواه مسلم (349) والموطأ 1/46، والترمذي (108،109).

[28] روى الطبراني في الأوسط 5/270 عن أنس بن مالك أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليستحيي من ذي الشيبة المسلم، إذا كان مسددًا لزومًا للسنة أن يسأل الله فلا يعطيه".

[29] أخرجه أبو نعيم في الحلية 1/358 مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

[30] هو من قول فرقد السبخي، انظر الحلية 3/46.

[31] في طبقات الشعراني 1/115: الحياء من الإيمان، الحياء في الجنة.

[32] أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1314)، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (72)، وابن ماجه في سننه (4184)، وأبو نعيم في الحلية 3/60، والحاكم في المستدرك 1/52، وابن حبان (5704).

[33] في طبقات الشعراني 1/115: وما كان الرفق في شيء.

[34] أخرجه الترمذي (1975) في البر والصلة، وابن ماجه (4185).

[35] قوله مستدرك من الرسالة القشيرية.

[36] أخرجه البخاري في الأدب 10/433، باب الحياء، ومسلم (37) في الحياء، باب عدد بيان شعب الإيمان، وأبو داود (4796) في الأدب، باب الحياء.

[37] تهذيب الأسرار 440 445، وبعض قوله في الرسالة القشيرية 325 (الحياء) وساقه من غير عزو، والمختار 2/213، طبقات الشعراني 1/114.

[38] حاشیه العلامه مصطفی العروسی المسماة نتائج الأفكار القدسیة في بیان معاني شرح الرسالة القشیریة – مجلد 3 ص 312.

[39] طبقات الصوفية 407، الحلية 10/363، الرسالة القشيرية 106، المختار 2/211، أحادیث مثنوی للعلامة بدیع‌ الزمان فروزانفر، نشر: تهران 1387، ص 8، نقلاً عن طبقات الصوفية للسلمي.

[40] طبقات الصوفية 407.

[41] طبقات الصوفية 408، المختار 2/211.

[42] طبقات الصوفية 408، وفيه: والمطلوب مقتول، والطالب مرعوب، حاشية العروسي 3/312.

[43] طبقات الصوفية 4٠9، المختار 2/212.

[44] طبقات الصوفية 4٠9، المختار 2/212.

[45] السابق نفسه.

[46] طبقات الصوفية 4٠8، المختار 2/212.

[47] طبقات الصوفية 4٠9.

[48] الرسالة القشيرية 174 (التوبة)، المختار 2/213، أحادیث مثنوي، ص 8، نقلاً عن عيوب النفس ومداواتها للسلمي.

[49] في المختار: عليك شيء.

[50] المختار 2/215، وفيه: وأمثل أن يقبلك.

[51] أحادیث مثنوي، ص 8.

[52] أحادیث مثنوي، ص 8 نقلاً عن روضة المريدين، تأليف أبو جعفر بن يزدانيار، نسخه خطى متعلق به كتابخانه ملى ملك، مكتوب 663.

[53] تهذیب الأسرار، ص 239.

[54] شرح بر مقامات أربعین یا مبانی سیر وسلوک عرفانی، نشر: تهران 1375، ص 189.

[55] السابق نفسه.

[56] تسعة کتب فی أصول التصوف والزهد، للسلمي، تحقيق سليمان آتش، ص 268.

[57] انظر تاریخ الإسلام ووفیات المشاهیر والأعلام، مجلد: 32، نشرة عبد السلام تدمري، دار الكتاب العربي، بيروت ص 74.

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني