أصابعي قيظٌ مرهَقٌ
دارين
أحمد
-1-
في المرآة
ألا يسيل الله على خدي!
لكني أفكر بكَ
تحمل عنقودًا من العنب وصدرك الكرم...
لكني أضحك
والمرآة خوفٌ ووهم.
أيها الأبد الواهي
يا من تنام وفي يدك القمر
أنا شوكة ترقد في كفك أيضًا.
-2-
صباح المدى
أيها القبر الصغير
أصابعي قيظ مرهَقٌ
وحُمَّاك سرير.
كل الأوقات التي بددتها في الطريق استراحت
والأحياء الذين قابلتهم ناموا
من كنتُ قبل أن آتي
ومن كانوا؟!
هنا الموت شمس باردة
والسكون سماء.
-3-
هذا واقع يمكن أن تثقبه بإبرة
قبل أن يتلاشى كل شيء وتبقى أنتَ
تضيف الهواء إلى الهواء.
أمَّا أنا فذئبة تنهش القمر على مهل
علها تأخذ الجسمين.
الدرب الذي ذهبتُ فيه فيه أعود
وأصادفكَ مرة أخرى
في مكانك يستريح ما تبقى من ضوئي عليك
ولا تستريح.
-4-
أعطيكِ هذا الليل والطاولة التي يسند عليها ذراعيه
المنظر الملون أمامه ورفعته الثمينة وهو يهز رأسه صامتًا
ما مثله شيء هذا السواد إلا المدن التي رفعتِ عينيك عنها
حتى صار غبارها بشرًا
يقطفون ثمارك جوعًا ولا يأكلون.
روضتُ العدم بالصنم
في حَجَري أعيش فلا يؤلمني شيء
حتى تنقري رأسي بغرابك الثرثار
يعيد سرد الحكاية مرة أخرى
هنا احفري قبرًا
هنا غطي ذاتك الأخرى
وغدًا على جذعها العالي
التفي كغصن حيٍّ يُنطق الموتى.
-5-
لوجهكِ، أيتها السيدة، ينحني الغبار
أرأيتِ من قبل غبارًا ينحني
أتعرفين كيف تدخل البيوتُ رئاتِ أصحابها
أتسمعين صمت الأطفال تحت أسرتهم...
لوجهكِ، أيتها السيدة، يذوب الفرق بين القتل والموت
يذوب كشمعة لهبها في رحمها
تضن بتشكلات اللغة البشرية على جذعها المتلاشي
ألا تحلمين برقص الشمع حول لهب أزرق
والظلال
ألم تأخذي شرابك سرًا من أرواحنا حين نام الجنود
نحن الجنود النظيفين
ننظر من النوافذ المقفلة إلى نهايات الأشجار
ونتخيلك الرصاصة في أجسادنا الجامدة هناك.
*** *** ***