كم هي الأيام...
هِرمَنْ
هِسِّه
كم هي الأيام...
كم هي الأيام قاسية!
لا نار أتدفأ بها
لا شمس تضحك لي.
أليس كل شيء فارغًا
أليس كل شيء باردًا لا رحمةَ فيه
وحتى النجوم الحبيبة الوضاءة
تنظر إليَّ كئيبة
منذ أن خبرت في قلبي
أن الحب يمكن أن يموت.
*
أغنية حب
أنا الظبي وأنت الظبية،
الطائر أنت وأنا الشجرة،
الشمس أنت وأنا الثلج،
أنت النهار وأنا الحلم.
في الليل من فمي النائم
يطير طائر ذهبي إليك،
صوته برَّاق، جناحه ملون،
لك يغني أغنية الحب،
لك يغني أغنيتي.
*
العاشق
الآن يستلقي صديقك يقظًا في الليل العليل،
ما زال دافئًا بك، ما زال ممتلئًا بعطرك،
بنظرتك وشعرك وقبلتك – آه منتصف الليل،
آه قمر ونجم وهواء ضبابي أزرق!
فيك، يا محبوبتي، يتنامى حلمي
عميقًا كالبحر، كالجبل كالهاوية،
يتناثر في تكسر الموج، ويتطاير في الزبد،
هو شمس، جذر، حيوان،
فقط ليكون حولك،
ليكون قريبًا منك.
زحل يدور بعيدًا والقمر، لكني لا أراهما
فقط وجهك يطالعني من شحوب الزهر،
وأضحك بهمس وأبكي بسكر،
لا سعادة، لا ألم بعد،
فقط أنت، فقط أنا وأنت، نغرق
في عمق الأشياء كلها، في بحر عميق،
هناك حيث نضيع،
هناك حيث نموت ونولد من جديد.
*
لقاء
أنسيت كل شيء،
أنَّ ذراعك مرةً تأبطت ذراعي
والفرح الذي لا يُقاس
بيدك التي كانت في يدي
بفمي يقترب من فمك،
أنسيت أنَّ شعرك الأشقر
الذي بطول ربيع عابر، كان مرةً
معطف حبي المبارك،
وأنَّ العالم مرةً تضوَّع وتنغَّم،
العالم الذي هو الآن رمادي ومتجهم،
من غير عاصفة حب، من غير حماقة يتأرجح؟
ماذا فعلنا لنؤذي بعضنا،
الزمن يتبدد، القلب ينسى؛
لكن الساعات المباركة باقية
في تألق لا نهاية له.
ترجمة: دارين أحمد
*** *** ***