من وحي قلب 3

 

ثناء درويش

 

أحبك
لأنك
أنتَ... أنتَ
وأنت... سواكْ
فكفاكَ... كفاكْ
تذرُّ رمالكَ في عينيَّ
كي لا أبصر إلاَّكْ.

*

أحبك لأنك
ترابُ جسد
في علاكْ
وفي نفسي
شيطانٌ وملاكْ.

*

لا تغلق بابًا
وإن لم يعجبك
خوفَ أن تأتيك منه الريحْ
فلعلَّ الريحَ روحْ.

*

أحب تعددية الأبيض
وأعشق بساطة الأسودْ
الفرد الصمدْ.

*

تبتلع الصحراء خطانا
تمحو أيَّ أثرْ
لأنها لا تريدنا استنساخًا

ولا شبهًا مكررْ.

*

خذ شِعري كلَّه
وكلَّ ما له
من بحور وأوزانْ
وخذ حقلَ بنفسجٍ
تخيلتَه في مدى عينيَّ
خذ ربيعَ قلبي
ودفاترَ النسيان
وهبني لحظةً
أحيا بها معك
أيها الإنسانْ.

*

أراكَ... أراكْ
تحسب أن الذي بي
بعض ارتباكْ
أغلقُ... أفتحُ
أكتبُ... أمسحُ
ظنُّك حقٌّ
فأنا المرآة
ولا ترى بي شيئًا سواكْ.

*

خلِّصني من صرختي
تدوِّي... تدوِّي
في صمت يقيني
إن كنت قد أحببتني
لماذا صلبتَ يسوعي
لماذا قطعت رأس حسيني
أهذا جزاء العشقِ
في شرعةِ الدينِ؟؟!!

*

فتحت قلبي سنين عمري
لكلِّ من قال:
أنا في الوداعة كالطفل
ولي قلب ملاك
أستميحكم عذرًا
سأخوض ظلمتي
لعلِّي أظفرُ بقلبِ حمل
يرتدي وجهَ ذئب.

*

قال:
أتغنِّي وسط كلِّ هذا العويلْ
فأجبت:
هل استنكف طفلٌ أن يولدَ
رغم سواد الموتِ
أو رفضت وردةٌ أن تتفتحَ
لما رأت حولها الذبولْ.

*

عصفت بي
رياحُ الشوقِ
بعثرتني
كحب طلعْ
قد جئت أنثى
وبنت شرقٍ
على الحقيقة
ليس مجازًا
بتًّا وقطعْ.

*

لأجلي... لأجلكْ
لأني أحبكْ
ألبس رقَّة صوتي
هديرَ البحرِ
علَّك تدركُ
أو تستدركْ.

*

خافَ النعام
ظلَّ يرددُ:
"نحن بخير"
ابتلع الكثيبُ
زفراتِ موته
فأي فخرٍ
له بجُنحٍ
يا بئس طيرْ.

*

وحده الخوف
قد يصبح قاسمًا مشتركًا
بين الجلادِ والضحية.

*

قد يثور الياسمينْ
ذاك الرقيقُ... الأنيقُ... المستكينْ
الصادقُ... الأمينْ
العاري إلا من عطره واللونْ
لكن ساحةَ ثورته
قلوبُ الطيبينْ
وهتافه:
الحبُّ دينْ.

*

وأنثر صمتي
كلماتٍ جوفاء
كأنها أوعية
فأودعوا ما شئتم
في أجسادها الخالدة.

*

الكلُّ كان بارعًا في إدانتهْ
وتحليل أسباب جنايتهْ
وقولهم: كارما تقتصُّ منه
وأن هذا منتهى قصتهْ
لم يجد واحدًا من مسحاء هذا العصر
يفيض عليه من رحمتهْ
أو يستره بجبَّتهْ.

*

واستنكرت قولي:
"إنَّا قواريرُ"
"صرحٌ متمرِّدُ"
هل يغنيه تفسير
رحمٌ حوى
السرَّ احتوى
نارٌ ونورٌ
أينه النيرُ.

*

إن أتت سبعٌ عجافْ
لا أخافْ
إدخرتُ سنبلاتي
بين قلبي والشغافْ
هنَّ نبراس حياتي
هوذا ختم اعترافْ.

*

ما الليل... ما النهارْ
مادام كلُّ شيء قابلاً ليكون وجهًا آخرًا
أم أنها أدوارْ.

*

أنا لست يا أمُّ في طبعي عنيفْ
لكن إرث الشرق بي
يصحو إذا ضاقت دروبي
أو عزَّ الرغيفْ
شرٌّ وقافٌ ويلي منه
كم يخيفْ.

*

- أمي كم تأخرتِ
حتى خلت لن تأتي
أما وصلتك آهاتي... ابتهالاتي
لهيب الشوق في صوتي وفي صمتي
- صغيري ما تأخرتُ

فسرُّ اللحظة عندي
وها قد جئتُ في وقتي
فلا نضجٌ بلا زمنٍ
وحينها يُسفر الآتي.

*

أعرفت سر الماء
أنا قد رأيت السرَّ فيه واليقينْ
انظره بين سالبٍ وموجبٍ
أوكسجين وهيدروجينْ
للذكرِ فيه مثل حظ الأنثيين
وعرش الله فوق المثنويِّ
المتحوِّل
متربعٌ ومستكينْ.

*

وسألت زرقاءَ اليمامةِ ما ترينْ
قالتْ بدمعِ العينْ
نارًا أرى
الشرق فيها كما الهشيم
ويطولُ يومُ غدٍ... فلا يبينْ
فلتغمضي العينين يا زرقاءُ
ما عدتُ أرغبُ بالمزيدِ
فقلبي مهمومٌ... حزينْ.

*

قوم رأوا دوارَ شمسْ
فقالوا عنه سرًّا وهمسْ
متقلبٌ... متذبذبٌ
وماله حالٌ يدومُ
كأنه مرآة نفسْ
ورآه قومٌ
قالوا تباركَ
اسمُ الجنونِ
والرقصُ عشقًا بضوء شمسْ
إذ كلَّ يوم هو بحالٍ
وكلَّ جهةٍ لديه قدسْ
وماذا قال ذاك الغويِّ
قال: أحبُّ... أحبُّ بس.

*

أحبَّتي الكبار
ألا تقلب الجراثيم المفككة
في الترابْ
مفهومكم عن الجمال
إلى الحقيقة من السرابْ
؟؟؟؟؟!!!!!!

*

إذا كان البركان قوَّة بنائية
كما في كتب العلوم
فكيف أعزل رؤية قلبي
ولا أخبر تلامذتي
كيف يخفي الشرُّ خيرًا؟؟!!

*

آهٍ عليك
عرش الترابْ
منك... إليك
تغريدُ طيرٍ
مكرُ الذئابْ.

آهٍ عليك
عرش الترابْ
غرابي فيك
سفرُ الغيابْ.

وسألت قلبي
أبا ترابْ
خطأي خطيئة
أم صوابْ
قال لا هذا ولا ذاك
فحارَ أمري بذا الجوابْ.

ومرَّة قال الترابْ:
من أحنُّ عليك مني
وحدي احتضنتك
لمَّا بوحُ الروحِ غابْ.

وآخر ماباح لي الترابْ:
تعال أوغل في الظلام
ذاك هو نقص التمام
حتى المحاق في الحسابْ.

*** *** ***

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود