|
الـبـحـريـن
1 الوطن شجرة والطائفية فأس، ونحن وريقات خضراء بالمحبة والتسامح والوحدة نتعالى معًا نحو النور... 2 ثمة إيمان عميق في قلب كل بحريني عاش على أرض وبحر هذا الوطن، إيمان يلتمع عند كل نبض وكل نفس يعلو ويهبط، إيمان تام بوحدة هذا الشعب. هذه الوحدة تنامت منذ سنين طويلة وتشعبت في كل رملة، تعالت في كل بيت، وكل قطرة مالحة، اندفعت في كل موجة، وفي قلب كل جسد تهادى بخطاه يزرع صمت الأرض... وحدة حقيقة لا تفتتها الشائعات الطائفية ولا المحاولات اليائسة لكسر إرادة ومستقبل الناس. ما يحدث ليس فتنة كما يحلو للبعض قل أو كثر، وليس نزاعًا بل تغييرًا يتبع نبض الحياة أينما كانت، وكيفما تكون، تغييرًا لا بد منه لتفادى الأخطاء والمفاسد والملمات التى عمت كافة الأرجاء. الحياة تكمن في فعل التغيير نحو الأفضل دومًا، نحو مستقبل مضاء بنور المحبة والحكمة، نحو الحرية والسلام، لندعو جميعًا من أعماق قلوبنا من أجل أن تتوحد القلوب بالمحبة لهذا الوطن النابض في خفايا الروح. ثمة رياح تغيير لا مرد لها تجتاح الوطن العربي، نراها تنتضي العواصم، تغير الرايات التى احتملت من الغبار والطين ما لا يحتمل، تغسل الشوراع التى تصدعت من ذل الأقدام، تمسح المآقي التي تجرحت من ملوحة الأحزان، تهدهد الرئات التي تشظت من عمق الحسرات، تضمد الجراحات وتمجد دم الشهداء. عصف آت، لا حد له، ترتفع فيه الأيادي وتهتف الحناجر بما تراه من حقوق عادلة، عصف يكنس الطاقات السلبية والصدئة التى تعرشت على القلوب وصادرت أندر الحريات، حيث افتقد الناس ندرة الهواء.
هاهي الحشود ترفع الكلمات وتتقدم نحو أفق الحرية، تتقدم بصبر وعزم وحزم لبلوغ أقصى
الغايات. 3 بلادى رملة لا يراها المحيط، ولكن إذا تزدهي بمجد الحرف يتعوذ العالم من رعدة تعتري آخر البحر. |
|
|