لهذا تَعْلُو الطُّيور إلى آخِرِيْ
فتح
الله بوعزة
(1)
لا أَرَى
لا أَسْمَعُ
لا أَبْرَحُ مِعْطَفِي
لَكِنِّيْ
أُحِيطُ
بِكُلِّ الْمَرَايَا الْمَشْرُوخَةِ!
(2)
لا أَسْأَلُ
لا أُسْأَلُ
الرِّيحُ دَلِيلِيْ
إلى الْعَالَمِ!
(3)
نادرًا مَا أَحِنُّ إلى أَحَدٍ
نادرًا مَا أَضْحَكُ
أَوْ أَبْكِي
أَلِهَذَا تَعْلُو الطُّيُورُ إِلَى آخِرِيْ؟
(4)
لا أَذْكُرُ مَاضِيَ
لا أَذْكُرُ حَاضِرِيْ
مَائِعٌ وَقْتِي
لاَ أُطِيقُ الْبُكَاءَ بِدَاخِلِهِ!
(5)
قَلَّمَا يُخْطِئُ حَدْسِيْ
خِلاَّنِيَ لاَ يَكْنِسُونَ الْغُبَارَ الْمَيِّتَ
في الشَّارِعِ الْخَلْفِيِّ
لِتُفَّاحَةِ آدَمَ!
(6)
لا أُقْبِلُ
لا أُدْبِرُ
دَائِمًا تَأْتِي الْعَثَرَاتُ
إِلَيَّ بِعَفْوِيَّةٍ تَامَّةٍ!
(7)
قبلَ أنْ أُولَدَ
نَافِيًا طَرَفَيَّ إِلَى الأَعْلى
تَدَحْرَجَتِ الأَوْقاتُ قُبَالَةَ بَابِيْ
واكْتَمَلَتْ دَهْشَتِي!
(8)
قَبْلَ ذلكَ
قَبْلَ تَمَامِ الْحَمامِ عَلى شَفَتَيَّ
وقبلَ انْتِظَامِ الْخُيولِ البَرِّيَّةِ
فِي مُتُونِ اللِّسَانِ
تَمَلَّيْتُ رِيِحِيْ
طويلا
وزَوَّجُتُهَا غَيْرِيْ!
(9)
قَبْلَ ذلكَ
سِرْتُ عَلى عُشْبٍ أَبْيَضَ / مَائِعٍ
عَالٍ بَعْضَ الشَّيْءِ
تَقْطُرُهُ مُوسيقَى خَافِتَةٌ
وصَبايَا يَنْثُرْنَ أَعْشَابَهُنَّ
عَلى عُشْبٍ آخَرَ يَجْفَلُ فِي دَمِي
كُلَّما اخْتَمَرَتْ رَغْوَةٌ فِي الأَعَالِي
بَيْنَ اللُّهاثِ ومَا يُشْبِهُ الرَّقْصَةَ الأُولَى
بِجَنَاحَيْنِ مِنْ طِينٍ!
(10)
قَبْلَ ذلكَ
رَتّبْتُ أَخْطَائِيْ
وفَرَشْتُ مَسَاءً لِلْفَوْضَى!
***
*** ***