|
الثقافة هي الطبيعة وليست البيولوجيا
هذا ما يراه مارشال سالينز عالم الأنتروبولوجيا الأميركي الشهير الذي خصَّص لهذا الموضوع كتابه الأخير وهو بعنوان الوهم الغربي عن الطبيعة البشرية. نظر الفكر الغربي إلى الطبيعة البشرية على أنها سيئة في الجوهر بسبب الجشع وحب التملك اللذين يميزانها، وكذلك بسبب نزوعها الدائم نحو العنف وحب السيطرة، وذلك منذ ثيوكيديدس في القرن الخامس قبل الميلاد (وربما منذ هزيود قبل ذلك بأربعة قرون) وحتى أيامنا الحاضرة. هذه النظرة شكَّلت الأساس الذي بني عليه العلم السياسي الغربي خاصة والعلوم الاجتماعية بشكل عام. النموذج الأصلي لهذه النظرة هو رواية ثيوكيديدس لثورة العوام المؤيدين للديموقراطية في جزيرة كروسيرا، والمدعومين من أثينا ضد الأريستوقراط الذين كانت تدعمهم إسبارطة إبان الحروب الأهلية التي عمت المدن اليونانية في القرن الخامس قبل الميلاد. كان الأسطول الأثيني يحاصر الجزيرة مما شجع العوام على الثورة وارتكاب المجازر الرهيبة التي طالت ليس فقط الأريستقراط بل الدائنين وأصحاب الأملاك، والتي لم يتورع الإخوة فيها عن قتل إخوتهم حتى إن أي قطاع لم يسلم من المذابح حسب هذه الرواية. كان ثيوكيديدس يكنُّ كرهًا عظيمًا للديموقراطية وهذا ما أثار إعجاب هوبز، الذي يشاركه هذا الحقد، والذي عمل بكل ما أوتي من قوة على تدمير البنية الفكرية للمبدأ الجمهوري. كان هوبز أول من نقل ثيوكيديدس مباشرة إلى الإنكليزية. يرى سالينز، مستندًا إلى آراء الكثيرين، أنَّ مصطلح «الحالة الطبيعية» الذي اجترحه هوبز لتوصيف مجتمعات ما قبل الدولة، وهي مجتمعات صنفها العلم السياسي الغربي السائد مجتمعات متوحشة، هو نقل حرفي تقريبًا للسرد الذي قدمه ثيوكيديدس لأحداث كروسيرا. معلوم أن فرضية «العقد الاجتماعي» بنيت على مقولة «الحالة الطبيعية» وضرورات الخروج منها، وهي فرضية تبنتها مختلف تيارات الفكر السياسي الغربي. على أن هناك ما هو أبعد من رواية ثيوكيديدس. يرى سالينز أن النظرة الغربية للطبيعة البشرية تستند إلى الميتافيزيقا اليونانية، وخصوصًا إلى أسطورة نشوء الكون والمجتمع، وكذلك ميتافيزيقا الجسد. تقول الأسطورة الشهيرة إنَّ الفوضى كانت تعم الكون في البداية وذلك بسبب سلوك الجبابرة les Titans ذوي الطبائع الشريرة المعروفة وثورتهم على الآلهة. شنَّ زيوس Zeus حربه على الجبابرة وهزمهم، ثم قام بحرق أجسامهم وذر رمادها في كل مكان. من هذا الرماد تم صنع البشر. هذه نقطة مهمة لما يعنينا هنا، إذ إن هذا يعني أن البشر سيئون بطبعهم وذلك قبل دخولهم معترك الحياة الاجتماعية. هكذا إذن عمَّ النظام الكون بعد أن هزم زيوس الجبابرة وفرض سلطته على الآلهة الذين حدد لكل منهم دوره ووظيفته. وكما في الكون كذلك لا يستقيم المجتمع بدون إخضاع الطبيعة البشرية السيئة إلى سلطة تحد من أهوائها وتضبط سلوكها على إيقاع الكل الاجتماعي وضرورات العيش المشترك. أما بالنسبة للجسد فقد رأى اليونان أنَّ أيَّ اختلال في التوازن بين العناصر المكونة له يؤدي حتمًا إلى الفوضى التي هي المرض بعينه، والذي تقتضي معالجته إعادة التوازن بين هذه العناصر عبر نظام يفرضه واحد منها عليها جميعًا. الطبيعة والثقافة ولئن اشتركت تيارات الفكر الغربي في هذه النظرة، ماعدا استثناءات قليلة، إلا أنها لم تتفق على الحل الأفضل لهذه المشكلة. اقتصرت الحلول بشكل أساسي كما هو معروف على اثنين رئيسيين: تراتبية هرمية يتربع على رأسها فرد واحد يخضع الجميع لسلطته وهذه هي المَلَكية؛ وتيار يتبنى المساواة ومحاولة التوفيق بين المصالح المتناقضة وهو ماعبَّرت عنه الديموقراطية والجمهورية. يستعرض سالينز المراحل التي مرت بها النظرة الغربية للطبيعة البشرية، والمواصفات التي أعطيت لها، رافضًا الإدعاء بالقيام بأركيولوجيا أو حتى بتأريخ لهذه النظرة. يقول إنه بعد الرواية الأسطورية جاء الفلاسفة ليحوروا الإشكالية قليلاً لتصبح مسألة التناقض بين الطبيعة Physis وبين القوانين أو الثقافة Nomos إحدى المسائل الفلسفية الرئيسية على الأقل منذ بروز السفسطائيين، وهو ما عكسته، بشكل كثيف، الحوارات الأفلاطونية. حكمت هذه الإشكالية نشوء وإشكاليات مجمل العلوم الاجتماعية في الغرب وما تزال، إلى حد ما، حتى يومنا هذا. بغض النظر عن الخلافات الفلسفية حول الطبيعة والثقافة وأفضلية كل منهن جاءت المسيحية لتحسم الخلاف لقرون مديدة عبر مقولة «الخطيئة الأصلية» مكرسة سوء الطبيعة البشرية، ولتحسم، في نفس الوقت، مسألة السلطة عبر تبنيها المطلق للملكية. اعتبر الملك نصف إله، واعتبر أوغسطينوس الملكية في «مدينة الله» نعمة منحتها الحكمة الربانية للبشر الذين لو تركوا بدون سلطة تخضعهم لالتهم كبيرهم صغيرهم كما يفعل السمك. اعتبر أوغسطينوس البشر أسوأ من الحيوانات كونهم يقتلون أبناء جنسهم (قايين وهابيل) وهو ما لا تفعله الحيوانات. من جهته وجد الإكويني المَلكية في كل مكان في الكون: كل متعدد يتحدر من الواحد وهناك أمير حاكم في كل شيء. لكن الإكويني لعب دورًا أساسيًا في «طبعنة» الخطيئة الأصلية محولاً إياها إلى مصلحة ذاتية أنانية ومبررًا، في نفس الوقت، الحكم الملكي. لعبت ترجمة كتاب السياسة لأرسطو دورًا كبيرًا في هذا المجال كون هذا الأخير يعتبر أنَّ الإنسان ذو طبيعة مدنية اجتماعية فطرية. كان التناقض قد بدأ يظهر بين فكرة المساواة الطبيعية وبين المؤسسات (النظام الملكي، العبودية، الملكية الخاصة) التي أنتجها «السقوط» من الجنة. هكذا أصبح الجو مهيأ لنشوء الجمهوريات عبر التطلع نحو المساواة. نشأت هذه الجمهوريات في إيطاليا نهاية القرن الحادي عشر عندما فقد البشر قناعتهم بضرورة الخضوع للملوك من أجل قمع النفوس الشريرة. لكن أيًّا منها لم يستطع الاستمرار طويلاً باستثناء فلورنسه التي نجحت في ذلك بسبب مأسستها لصراع المصالح بدلاً من إلغائه. لعب مكيافيللي دورًا حاسمًا في تحويل الأنانية والصراع من أجل الذات إلى فضيلة، وفي النظر إلى التحزب وصراعات المصالح على أنها مصدر للحرية من دون أن يعني ذلك خروجه على النظرة العامة للطبيعة البشرية باعتبارها سيئة في الجوهر. لا داعي للتذكير بالدور الذي لعبه هوبز في تحقير الطبيعة البشرية إذ أنَّ مقولته عن ذئبية الإنسان معروفة للجميع حتى أنَّ كل نظرة متشائمة لطبيعة البشر أصبحت توسم بالـ«هوبزية». في أميركا هناك عنصران شكلا وعي ما يعرف بـ«الآباء المؤسسين»: الماضي متمثلاً بالحروب التي خاضتها كل من أثينا وروما وما صاحبها من عنف وبربرية من جهة، والمسيحية الكالفينية، التي تعد الأكثر احتقارًا للطبيعة البشرية، ونسختها المطبعنة ممثلة بـ «الهوبزية» من جهة أخرى. إنَّ ما يميِّز البشر، حسب هؤلاء الآباء، هو الجشع وحب التملك والعنف والنزوع إلى السيطرة. يعلق سالينز على ذلك بالقول إنَّ هذه النظرة التي تدَّعي الواقعية كانت في الحقيقة وجهة نظر الطبقات المالكة التي ترى أنَّ الهدف الأول للدولة هو الحفاظ على المُلكية، وهي، أي وجهة النظر، موجهة أساسًا إلى الجماهير. المصلحة الفردية ابتداءً من القرن الثامن عشر تمَّ تجيير المصلحة الفردية أخلاقيًا، وأصبحت تعتبر أمرًا إيجابيًا وذلك بسبب مساهمتها في الحفاظ على التوازن الاجتماعي كما يقال، ثمَّ آل الأمر بها إلى أن أصبحت أفضل الأمور في القرن العشرين فهي أساس المجتمع وسبب ازدهار الأمم. ساهم تيار هوبز في هذا التحول، وكذلك فلاسفة الأخلاق الإنسانويون وماديو القرن الثامن عشر، وكذلك الثورة الأميركية التي اعتبرت أنَّ المصلحة الفردية، كسعي إلى السعادة، هي حق منحه الله للإنسان. هكذا، فإنَّ ما اعتبره القديس توما عقابًا ربانيًا أصبح أساس الحرية بنظر النيوليبراليين والمحافظين الجدد ومنظري الداروينية الاجتماعية والسوسيوبيولوجيا (تيار فكري علموي معاصر يرى أنَّ سلوك الإنسان والمؤسسات الاجتماعية التي ابتدعها تحدده البيولوجيا والجينات). وما فات هؤلاء تولى الاقتصاديون الدفاع عنه باسم «الخيار العقلاني».
بعد عرضه لنشوء هذه النظرة الغربية المتشائمة للطبيعة البشرية ولتلاوينها المختلفة عبر التاريخ يقرر سالينز أنها بنيت على وهم خالص. إنها النظرة الأقل انتشارًا في العالم، كما يقول، لأنَّ أكثرية الثقافات في العالم لا تعتبر البشر سيئين بطبعهم، والكثير منها، بدلاً من اعتبار الإنسان حيوانًا بطبعه، يعتبر الكائنات الأخرى كائنات بشرية. لا ينظر سكان سيبيريا، ولا الهنود الحمر في القارة الأميركية، إلى الإنسان ككائن سيئ، كذلك ليست هذه نظرة الصينيين ولا نظرة الأفارقة ولا هي نظرة بلاد الهند. ثمَّ إنَّ الفلاسفة اليونان في حديثهم عن الطبيعة البشرية أهملوا علاقات القرابة وهم لو فعلوا لوجدوا أنَّ التضحية والإحسان هما أساس هذه العلاقة وليس الأنانية والعنف. لقد برهنت الإتنوغرافيا بشكل واضح أنَّ الأنا في غالبية المجتمعات ليست مرادفًا لوحدة مستقلة كما يرى الغربيون. إنَّ الأنا هي نقطة تقاطع أنوات متعددة تدخل في علاقات متشابكة معها. يشترك في هذه النظرة مثلاً الهنود الحمر وجنوب آسيا وأفريقيا... الخ. إنَّ الأنانية بالنسبة للأكثرية الساحقة من شعوب الأرض هي أمر غير طبيعي، بالمعنى المعياري للكلمة، وهي تعتبر نوعًا من المس الذي يقتضي العزل والمعالجة. إنَّ الجسم واللذة والألم والتجربة والولادة والموت وغيرها الكثير من ظواهر الحياة لا ينظر إليها على أنها ظواهر فردية في ثقافات العالم غير الغربية بل هي من صنع الجماعة وملك لها. من جهة أخرى، إنَّ التمييز والتناقض اللذين تقيمهما الثقافة الغربية بين الطبيعة والثقافة لا أثر لهما في الثقافات الأخرى. في أميركا الهنود، في نيوزيلندا، في ماليزيا، في أفريقيا وقسم كبير من آسيا، الطبيعة وما تحتوي من نبات وحيوان، وجماد حتى، هي كائنات لها روح. ثم إنَّ الغرب نفسه يتعاطى مع كائنات غير بشرية على أنها بشر (الله الذي لا يقبل إلهًا غيره على الأرض مثلاً) ويعطي الحيوانات حقوقًا في إشارة أرادها سالينز ردًا على الذين يهزأون من اعتبار الطبيعة كائنًا حيًا. لم تبن الثقافات الأخرى نظرتها على لاهوت التعالي ولا على أنطولوجيا عالم مادي بحت بل على نظرة محايثة للكون. ليس العالم مجرد موضوع خال من أيَّة ذاتية، كما يرى الغرب، ولا تمر المعرفة حكمًا عبر الحواس بل تتأتى من الحيوات الأخرى والأحلام والأساطير والحدس. وهو ما يذكِّر إلى حدٍّ كبير بالإبيستمولوجيا الأفلاطونية. بناءً على ما تقدم يعلن سالينز أنَّ «الثقافة هي الطبيعة البشرية» وليس البيولوجيا وحاجاتها وغرائزها. إنَّ عمر الثقافة ثلاثة ملايين عام بينما لا يتعدى عمر البيولوجيا البشرية، بشكلها الحالي، مئات آلاف السنين. ومنهم (ريتشارد كلاين) من يرى أن عمرها لا يتجاوز خمسين ألف عام. بكلام آخر، إنَّ التطور البيولوجي تمَّ بناء على اصطفاء ثقافي وليس العكس، كما أنَّ الثقافة هي التي تحدد وسائل وظروف تلبية الحاجات البيولوجية وليس العكس. على هذا يكون الدماغ عضوًا اجتماعيًا بامتياز، وتكون القدرة الترميزية ضرورية لنموه. إنَّ الطبيعة البشرية أمر غير ناجز، إنها عملية في طور التحقق. لذلك إنَّ من يرى أنَّ الطبيعة البشرية طيبة الجوهر يرتكب نفس خطأ الذين يدَّعون سوءها. ينهي سالينز كتابه بالقول: خلاصتي المتواضعة هي أنَّ الحضارة الغربية بنيت على فكرة منحرفة وخاطئة عن الطبيعة البشرية. أستميحكم عذرًا لقد كانت كلها خطأ بخطأ. إنَّ كون هذه الفكرة المنحرفة عن الطبيعة البشرية تعرض وجودنا للخطر هو احتمال غير بعيد عن الصحة. ص 112. نقد المركزية الغربية تستثير طروحات سالينز هذه عددًا من الملاحظات. أولها يخص المنهج. واضح تمامًا أنَّ منهج سالينز ثقافوي، ليس فقط من خلال العرض التاريخي الذي يقدمه للنظرة الغربية للطبيعة البشرية وتحولاتها بل إنه يعلن ذلك صراحة منذ البداية، وهو يخصص فصلاً كاملاً بعنوان «الثقافة هي الطبيعة البشرية» يدحض فيه آراء السوسيوبيولوجيا كما أشرنا للتو. سالينز لا يشير إلى أيِّ دور للعناصر المادية في إنتاج الثقافة، وهو إنْ فعل ذلك عرضًا فهو لا يعترف لهذه العناصر بأيِّ دور حتى لكأن الثقافة تبدو معلقة في الهواء ومستقلة تمامًا عن جذورها الأرضية. وهذا يطرح عددًا من الأسئلة: كيف نفسر وجود ثقافات مختلفة من مجتمع إلى آخر وداخل المجتمع الواحد نفسه؟ لماذا لم تعتبر الثقافات الأخرى أنَّ الطبيعة البشرية سيئة كما فعلت الثقافة الغربية؟ كيف ولماذا نجد داخل الثقافة الغربية ذاتها من يرفض النظرة السائدة للطبيعة البشرية كما يفعل المؤلف نفسه؟ كيف يمكننا فهم التحولات التي طرأت على مصطلح الطبيعة هذا في الغرب والمعاني المختلفة التي أعطيت له؟ لماذا برزت في الغرب وحده فكرة السيطرة على الطبيعة البشرية والمادية، وضرورة تملكها وإخضاعها كما في عبارة ديكارت الشهيرة، بينما تبنت الثقافات الأخرى نظرة أكثر تصالحية واحترامًا للطبيعة؟ في اعتقادي أنَّ المنهج الثقافوي لا يمكنه الإجابة على هذه الأسئلة، وهو يدخلنا في حلقة دائرية مفرغة يصعب الخروج منها، وهذه هي نقطة ضعفه. وللإنصاف تنبغي الإشارة إلى أنَّ سالينز، بالرغم من ثقافويته، لا يقع في فخ ما بعد الحداثة التي تنظِّر للخصوصية المطلقة للثقافات وبالتالي لعدم جواز إطلاق أي حكم قيمي على ممارساتها مهما كانت طبيعة هذه الممارسات. هناك جانب آخر نود الإشارة إليه ألا وهو وصف سالينز للنظرة الغربية للطبيعة البشرية بالمركزية-الإتنية. إن «الهوبزية» التي أضحت تختصر النظريات الغربية السائدة عن الطبيعة البشرية، ما سبقها وما تلاها، ليست سوى نظرة البرجوازي الغربي تحديدًا لهذه الطبيعة. إنَّ اختيار بعض ممارساتنا وبناء نظرية للسلوك البشري تدَّعي الكونية على أساسها هو عمل لا يقره العلم كما تدحضه قيم وسلوكيات الثقافات الأخرى. في مثل هذه الإتنية-العلمية، يقول سالينز، يصبح لسان حالنا «الجنس البشري هو أنا L’espèce، c’est moi». إنَّ النقد الشديد الذي يوجهه المؤلف للمركزية الغربية على امتداد صفحات الكتاب هو نقد عقلاني وموثق، وهو إنْ دل على شيء فإنما يدل على أنَّ النقد الجدي لهذه المركزية ينتجه الغربيون أنفسهم ما عدا استثناءات قليلة. إنَّ الخطاب العربي الناقد للمركزية الغربية مثلاً غالبًا ما يكون تعبيرًا عن مركزية مقلوبة. إنه خطاب يعتمد على التجييش العاطفي ودغدغة المشاعر والغرائز بدلاً من إعمال العقل والاستناد إلى الوقائع. في النهاية لا يمكن المرء إلا أن يتساءل، وبسذاجة ربما: كيف أمكن لحضارة بنيت على وهم خالص، كما يرى سالينز، أن تحقق هذه الإنجازات الهائلة في مختلف الميادين، وأن تبني هذه المجتمعات المنظمة، حتى لا نقول الأكثر تنظيمًا (لكن ليس بالضرورة الأكثر عدلاً) في العالم؟ هنا يبدو بوضوح قصور الثقافوية. *** *** *** عن ملحق السفير الثقافي |
|
|