|
طبابة بديلة
يفكر الناس على نحو شائع بالطب البديل والمتممCAM كشيء سلبي، ويستخدمون ألفاظًا من قبيل "غير أصلي"، "غير - رسمي" أو "غير - غربي". وحتى عند استخدام ألفاظ إيجابية، فإنه يبدو عادة كشيء ثانوي متمم للطب الغربي الحديث الأصلي. مفهوم إيجابي عن الطبابة البديلة؟ دعونا نطرح الآن سؤالاً عن إمكانية تقديم فكرة الطبابة البديلة بطرق إيجابية أخرى. بما أنَّ المزيد من الناس تلفت الطبابة البديلة انتباههم، فيجب أن يكون ثمة وجهة نظر جديدة يمكن من خلالها تعريف الطبابة البديلة على نحو جازم. فمن المؤكد أنَّ الناس الذين يتحولون إلى الطبابة البديلة لا يفعلون ذلك لمجرد الهروب من شيء ما. فلا بد أنهم يأملون في دخول أفق جديد للطب أكثر من كونهم يستسلمون لعلاجات ثانوية غير-أصلية. فما هي، إذن، الفكرة الإيجابية المحورية للطبابة البديلة في هذا الأفق الجديد؟
لقد ركزت كثير من علوم الطب القديمة، ومنها الطب الهندي الكلاسيكي والمعروف بـالأيورفيدا Ayurveda، – وبعكس الطب الغربي المعاصر – على علاج المريض ككلٍّ متكامل وليس كمجموعة أجزاء، ويقول الطب الأيورفيدي بأن كلاًّ منَّا له ثلاثة مظاهر: الوعي والعقل والجسد. تأتي كلمة أيورفيدا من كلمتين: الأولى Veda وتعني المعرفة والعلم، والثانية Ayu وتعني الحياة، وبالتالي، تعني الأيورفيدا علم الحياة. من غير المعروف تمامًا عمر الأيورفيدا، ولكن على الأغلب تعود لعدة آلاف من السنين. وطبعًا، ككل الحضارات القديمة، كانت تعزى مصادر الأشياء دائمًا إلى قوى خارقة ومقدسة، وهنا عُزي مصدر الأيورفيدا إلى قصة حول حكماء متنورين يدعون بالـ Rishis، قد أهالهم مدى معاناة البشرية من المرض والفقر والتعاسة، فقرروا أن يبحثوا عن أعماق الحقائق حول صحة الإنسان وفيزيولوجيته الطبيعية، ومحاولة منع المرض والمعاناة، ولكي يحصلوا على الإجابات، قاموا بالتأمل الجماعي، بينما قام أحدهم، وهو Bharadwaja، بالبحث عن الإجابة. وفي هذا الجو المتناغم بشدة، والذي يجمع عقولاً قوية في حالة تأمل وتناغم، استطاع Bharadwaja جمع جوهر الأيورفيدا.
|
|
|