|
من عُمْر الجليد من عُمْر الجليد رأيتكَ
وأنا في زجاجة تائهة فيك أهفو
إلى سمائك من شِبَاك ماضيك رأيتُ
قلبي جنينًا أزرق يسبحُ
في أحشائك من
قبل أن أُولَد. لو
لم أكنْ عُشبةً في قديم صوتك غزالةَ
دَمٍ في أنينِ الحديد لما
ارتعشتْ طيوري باِسمك كأنَّها
الموتُ يغشاه الحنين. أحبُّك مُذْ
كان صدى المطارق يسيلُ
على خدِّك مُذْ
شاختْ بكَ الشمس تُقَلِّبُ
أرواحًا نَفَخَها فيكَ الطين مُذْ
أحاطتْكَ الكواكب وجِهاتي
كلُّها، الشمالُ في كفِّك، كنتُ
في عَدَمِك وأنتَ بَعْد زُرْقةُ
احتمال نبضاتي
فيكَ مَحَارٌ من عُمْر الجليد قُبُلاتنا
الآن أصلُها
لؤلؤ أحبُّك ولا
تسألْني كم متُّ كم عشتُ أخضرُ
النار في ذاكرة الريح اقرأْني
بين حريقين اِغمسْ
ريشكَ في زَبَد أعماقي تذكَّرْ... غريقًا
كنتَ في جمرةِ الينابيع تحلِّقُ
من سماءٍ إلى سماء. أحبُّك من
قبل أن ينهضَ من نومكَ حِبْر ومن
قبل كلِّ معدنٍ أو زيت كنتُ
صغيرة أشربُ
الحليبَ من ثماركَ الفجَّة وأُطيِّرُ
أفكاركَ بخيط. وكم
ركضنا في ضلوعِ الأزقَّة وخلفنا
فراشاتُ ملحٍ وماء خبزُ
شقائنا نحملُه حيًّا كأنَّما
تركْنَا جسدَيْنا في البحر وعدنا
قلبَيْن في السِّلال. أحبُّك ولا
يهمُّ إنْ كنتُ عشْتُك في حياةٍ أو مَمَات أنا
حُلُمٌ بلا شواطئ وموجي
يعودُ إلى الوراء. *** *** *** [1]
شاعرة ومترجمة لبنانية مقيمة في أمريكا؛
بريدها الإلكتروني: amalnawwar@yahoo.com.
|
|
|