ولم أجد أحدًا..
جوان سوز
(إلى جافْ كَسكْ..، فنانًا وصديقًا رائعًا)
أنا في الخامسة والعشرين
لدي شقيقٌ واحد وشقيقتان
هاتفي النقَّال معطَّل منذ سنتين
توقَّفَ قلبي منذ تسعة أشهر
استبدلتُ حاسوبي قبل يومين
أفرِّشُ أسناني كلَّ يوم
يعملُ أبي في "سوبر ماركيت" صغير
وتعملُ أمي لدى الحزن
أنا الذي يضمُّه صديقه إلى صدرهِ
في غرفة الضيوف
وينسى مفاتيحه على الطاولة
يده التي تصافحني وهي ترتجف
عيناه المليئة بالدموع
صديقي الذي يظهرُ كبطلٍ حقيقي
يصمدُ أمام كلِّ مشاهد البكاء
طفله الذي سيعرفني إلى صبيَّة جميلة في الغد
زوجته التي تلتقط لنا الصور ونحن نشرب "النسكافيه"
طفلته التي لم أرها للمرة الأخيرة
صديقي الجميل هذا...
خرجَ مع ضيوفي الليلة
وأعارني بحرًا من الدموع
بكيتُ في "البلكون" وهو يهاتفني
بكيتُ وأنا أحتضن أمي
بكيتُ وأنا أحتضن شقيقي
بكيتُ وأنا أحتضن شقيقتي
بكيتُ وأنا أرى أبي نائمًا
بكيتُ أمام عدسة "الكاميرا"
وأنا أدخِّنُ السجائر مع قهوتي
بكيتُ وأنا أتحدَّثُ إلى صديقتي النحَّاتة
بكيتُ وأنا أردُ على رسائل صديقي الشاعر
بكيتُ حين أعتذرَ مني صديقي المترجم
بكيتُ وأنا أمضي نحو المطار
بكيتُ وأنا أصعد إلى الطائرة
بكيتُ وأنا أهبط منها،
بكيتُ كثيرًا يا صديقي
وبكيتُ أكثر..
عندما خرجتُ من المطار
ولم أجد أحدًا منكم
يقفُ في انتظاري.
|
| |
|