لِتَكْتُبَ
شِعْرًا..
البشير النحلي
لِتَكْتُبَ شِعْرًا عَليْكَ بِأَمْريْنِ؛
كُنْ، أَوّلاً، أَوَّلَ الْمُؤمِنينَ بِشَهْدَيْنِ:
شَهْدِ التَّسَكُّعِ في ما وَراءَ حُدودٍ تَليقُ بِأَهلِ الْكُهوفِ
الْحَصينَةِ، أَهْلِ الحَقيقَةْ،
وَنَهْدِ الْجَميلةِ تَرْبَحُ عَفْوَ الْحَياةِ الرَّقيقَةْ؛
وَكُنْ ضِدَّ كُلِّ الْحُروبِ، وَلا تَنْسَ يَأْسَكَ، قَرِّبْهُ مِنْكَ
وَأَسْكِنْهُ قَلْبَكَ، قُلْ مُتَيَقِّنًا:
إِذا لَمْ تُمِتْني رُعاةُ الكُهوفِ السَّحيقَةْ
أَتَتْني الْمَنايا حُروفًا – يُقالُ- صَديقَةْ!
وَأَمْرٌ – هُنا- ثالِثٌ كِدْتُ أَنْساهُ: كَثِّفْ غُيومَكَ؛ لا تَنْسَ
ضَيْقَكَ بَعِّدْهُ عَنْكَ، وقُلْ مُتَيَقِّظا:
أَرى الشِّعْرَ أَشْجارَ نارٍ فَيَحْسُنُ وَزْنًا وَنثْرًا
فَلي مِنْ تَفَلُّتِهِ عُنْفُوانٌ،
وَلي أَنْ أُهَجِّجَ حَرَّهُ، أَغْـوي حَريقَهْ.
*** *** ***