قصائد هايكو 2

 

ماهر حرامي

 

 

-61-

لن تمضي الليلة
دون أن تسقط آخر ورقة
من شجرة الرمان العجوز.

-62-

مساءٌ باردٌ،
صوتُ مفتاحٍ في قفل الباب -
يقفز الأطفال من تحت اللحاف.

-63-

بصمت وقلق،
أنتظر عبور الغيمة القاتمة
كي أرى القمر.

-64-

الرابعة بعد الظهر -
عجوزُ يسابقُ ظلَّه
نحو موقف الباص.

-65-

ريح خفيفة
تكفي لتصبح شجرة البرتقال
عارية تمامًا.

-66-

حول المصباح الكهربائي
تمنعني من كتابة الهايكو -
فراشة.

-67-

من فمها،
لنبيذِ المزِّ
طعمٌ حلوٌ.

-68-

السنونو معلقٌ على الغصنِ،
جناحٌ على الصنوبرةِ،
جناحٌ في السماءِ.

-69-

شمسٌ وقِشٌ،
زقزقةُ سنونو،
جيرانٌ جددٌ.

-70-

هذا الصيف،
لم يترك السنونو ريشَهُ
على شرفتي.

-71-

أسرابُ السنونو
تطيرُ بسرعةٍ وخفَّةٍ -
أراقبها من خلفِ زجاجِ النافذةِ.

-72-

نسائمُ أيلولَ اللطيفة
تنذرُ بالمطر -
أعشاشُ السنونو فارغة.

-73-

فوق سورِ المقبرةِ
يزقزقُ السنونو عاليًا
غير آبهٍ بصمت القبور.

-74-

في عشِّ السنونو
قشورُ بيضٍ
وأفعى ببطنٍ منتفخٍ.

-75-

أعشاشُ السنونو
يغطيها الغبارُ -
آه، لقد حلَّ الخريفُ باكرًا.

-76-

أثناء تبديلِ الحصصِ في المدرسة
أدخنُ سيجارةً في الباحةِ -
لا سنونو في السماء.

-77-

تطير أسرابُ السنونو جنوبًا -
ليس لشجرةِ السرو الآن
سوى ريح الشمال.

-78-

شمسُ آب حارقةٌ جدًا -
ربما يتأخرُ السنونو
في رحيلهِ هذا العام.

-79-

رحل السنونو -
بإمكاني أن أستمع مرة أخرى
لصوت فيروز في الصباح.

-80-

نحلةٌ عنيدةٌ
تسقطُ في صحن المربَّى -
أتناولُ إفطاري.

-81-

بقعة سوداء تتحرك
في كأس الحليب -
ذبابة كبيرة.

-82-

تسقط ذبابة
في كأس الشاي -
لم يعد لدي رغبة في الأكل.

-83-

أقتل حشرة غريبة الشكل
على طاولتي
حتى دون أن أعرف اسمها.

-84-

منقلبًا على ظهرهِ
تتحرك أرجل الصرصور بسرعة
قرب حذائي.

-85-

حتى النملة
لها ظلٌّ
في آب.

-86-

طنين بعوضة
يمنعني من النوم
مساء تموز.

-87-

مرة أخرى،
ينحني غصن السرو -
ما زال الثلج يتساقط.

-88-

ينحني غصن الصنوبرة،
تتساقط قطع ثلج كبيرة
على الأرض.

-89-

في عيد الفالانتاين،
كل شيءٍ أحمر

ٳلاَّ ثوب أمي.

-90-

ربما ستذبل
شتلة حبق أخرى
قبل ذكرى وفاة أمي.

-91-

نسيم بارد
صباح كانون -
أمِّي مازالت نائمة.

-92-

صباح تشرين،
رذاذ يتساقط
فوق قبر أمِّي.

-93-

حتى خدُّ أمي
مصفرٌّ
أول تشرين.

-94-

مساء تشرين،
يصمت الأولاد عند سماع
صوت الطنجرة في المطبخ.

-95-

أول أيلول،
تبدو شجرة السرو
مليئة بالغبار.

-96-

صبيحة العيد،
يسيل لعاب الخروف
لرؤية النساء يحفرن الباذنجان.

-97-

لم يكن العشب بهذه الطول
في حوض "فم السمكة"
صباح البارحة.

-98-

هذه السنة
قد تلقي شجرة الكباد بثمارها
على باحة جارنا.

-99-

صباح أيلول،
عصافير الدوري ما زالت مختبئة
بين أغصان السرو.

-100-

مساء أيلول،
يتناثر القمر
كلما اهتزت أغصان السرو.

-101-

صوتُ طفلٍ مبحوحٍ
يبيعُ باقاتِ نرجسٍ ذابلة
في شارعُ مليء بالحجارة.

-102-

بلا أجنحة
تطير أوراق الكينا
مع نسائم أيلول.

-103-

كثير من الملح
قليل من الماء
على القارب العتيق.

-104-

لعلَّ القمر
مكتملٌ الآن
خارج زنزانتي.

-105-

مساء أيلول
أرفع رأسي بتعب نحو القمر
بعد انقطاع الكهرباء.

-106-

أقطف حبات الزعرور
من حديقة جارتي
مع أنها ما زالت صفراء.

-107-

صوت البرد
يرتطم بزجاج النافذة
أعلى بقليل من طقطقة الحطب.

-108-

رأس الفتاة الصغيرة
يبدو كبيرًا جدًا
في حقل الذرة.

-109-

كتلة لحم
في قطعة قماش -
مصارع السومو.

-110-

يومَ عيدِ ميلادي
ألتهمُ الكثيرَ من الحلوى
بدون شموع.

-111-

في فناءِ الكنيسةِ،
تسقطُ ورقةُ توتٍ بريٍّ
صبيحةَ عيدِ الميلاد.

-112-

من البابِ الضيقِ،
تطيرُ فراشاتٌ سوداءٌ
بعد المغرب.

-113-

في المطبخِ
ليس لديَّ بركة أو ضفادع -
فقط حوضٌ وأطباقٌ متسخةٌ.

-114-

كأسَ النبيذِ الثالثةِ
أشعرُ بدوارٍ خفيفٍ -
تدمعُ عيناي.

-115-

كانون،
الكهرباء منقطعة -
سأحاول النوم.

-116-

رافعًا يديه نحو السماء،
يبتهل الشيخ
بكلمات غير مفهومة.

-117-

كل الأطفال فرحين بالثلج
إلا شجرة السرو
لا أحد يلعب معها.

-118-

وحدها تقف بثبات
شجرة السرو
بعد انتهاء العاصفة بقليل.

-119-

يا لهذه الياسمينة المصفرة،
لم تعد تمتد لها أصابع العشاق
في الصباحات الباكرة.

-120-

ثمة فراشة
ترافقني هذا الصباح
مع أني ضللت الطريق.

-121-

مع أنها تمطر بغزارة في الخارج،
إلا أن الحنفية المعطلة
هي ما يحرمني من النوم.

-122-

ما أكرمك أيها الدُوري:
صوتك يبعث الدفء في قلبي
مع أن عشَّك مغمور بالثلج.

-123-

صباح كانون،
حتى الشمس مختبئة
خلف الغيوم.

-124-

صباح تشرين،
من أين تأتي
رائحة السنابل؟

-125-

على القبر
أغصان ريحان يابسة
من العيد الفائت.

-126-

قرب القبر
آثار أقدام كثيرة
ووشاح أسود.

-127

هذا الصباح أيضًا
لا تغير الأرملة الشابة
غطاء السرير البارد.

-128-

في باحة الدار
تتساقط أوراق الليمون بصمت
على ضوء القمر.

-129-

لسوء حظي
تمطر الآن
خلف التلال البعيدة.

-130-

بلا أوراق
شجرة التين
صباح كانون
.

-131-

ربما تحتاج هذه الحلزونة
يومًا آخر
كي تصل إلى س
طح البيت.

-132-

حتمًا ستنكسر
أغصان الصنوبرة
بعد كل هذا الثلج
.

-133-

كرسي فارغ-
بصمت يتناول أفراد العائلة
عشاء عيد الميلاد.

-134-

لا يغادر الدَوري
شجرة الكينا
رغم انتهاء العاصفة
.

-135-

في جنازة الجدَّة العجوز،
وحده الطفل الصغير
يبكي بصوتٍ عالٍ.

-136-

في عزاء الجدّة العجوز،
وحده الطفل الصغير
يضحك بصوتٍ عالٍ.

-137-

بأقلام التلوين الجديدة
يرسم الطفل خريطة العالم
على وجهه.

-138-

تشرين-
المطر يغمر
سنابل القمح.

-139-

بخفَّةٍ ورِقَّةٍ،
تتطاير أوراق الجوري
من بين أصابعها المتعبة.

*** *** ***

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني