<LINK href="favicon.ico" rel="SHORTCUT ICON">

 ميثاق العبرمناهجية - Charter of Transdisciplinarity

هذا الشعار مستوحى من شعار المركز الدولي للأبحاث و الدراسات العبرمناهجية، عن رسم أصلي للفنان البرتغالي الراحل ليماده فريتاس

 إصدارات خاصّة

Special Issues

  المكتبة - The Book Shop

The Golden Register - السجل الذهبي

 مواقع هامّة

Useful Sites

أسئلة مكررة

F.A.Q.

الدليل

Index

 معابرنا

 Maaberuna

نعم هذا هو الإسلام

 

سلمان رشدي

 

هل عصرنا هذا عصر العنف؟ وهل ثمَّة فرق بين العنف الطارئ الذي يحدث نتيجة ردود أفعال وبين العنف القصدي؟ وهل يتساوى العنف الذي يمارس ضدَّ الأشياء مع العنف الذي يمارس ضدَّ البشر؟ أسئلة طرحها إريك فروم في مقالته طبيعة العنف من اليسير أن نجيب عنها. إذ ما علينا إلا أن ننظر إلى أحداث مومباي الأخيرة لنشهد على عمق الأزمة التي يعاني منها العالم نتيجة تأصُّل العنف الإسلامي وانفلاته من عقاله. سيكون من الأهمية بمكان أن نعود بالذاكرة إلى الوراء وبالتحديد إلى أحداث الحادي عشر من أيلول الشهيرة لنستذكر حجم العنف الذي لم تستطع أن تحدَّ منه الأيام ولا السنوات. وإذا كانت المبرِّرات جاهزة فيما يتَّصل بضرب العالم الغربي كونه "معقل" الرأسمالية العالمية ومصنعًا "لامتصاص" دم فقراء العالم، فالضربة جاءت هذه المرَّة إلى "دم الفقراء" عينه حيث لا يمكن سَوق أيِّ تبريرات جاهزة فيما يتصل بالغالب والمغلوب والقاهر والمقهور والغني والفقير. فالضربة كانت موجعة، بل وموجعة جدًا. أن تُضرب دولة مسالمة وادعة كالهند في قارَّة لا تقلُّ عنها وداعة فهذا يعني أنَّ العنف يمارس من أجل العنف. والأمر كذلك نجد لزامًا أن نعرض لمقال كتبه سلمان رشدي الروائي الهندي وابن "بومباي" بامتياز في عام 2001 بعد أحداث أيلول مباشرة ونشر في النيويورك تايمز بعنوان نعم هذا هو الإسلام.

ص. ح. ح.

*

"ليس هذا هو الإسلام". هذه هي الترنيمة التي ردَّدها قادة العالم لأسابيع للحؤول دون القيام بهجمات انتقامية ضدَّ مسلمين أبرياء يعيشون في الغرب. ولضمان أن تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على تحالفها ضدَّ الإرهاب بعدم سوقها مبرِّرات مفادها أنَّ الإسلام والإرهاب مرتبطان بأيَّة وسيلة.

المشكلة في هذا التصريح هو أنَّه غير صحيح. فإذا لم يكن هذا هو الإسلام، فلماذا نرى تظاهرات المسلمين في أرجاء العالم دعمًا لأسامة بن لادن ومنظَّمات القاعدة؟ ولماذا يتكدَّس العشرة آلاف رجل المدجَّجون بسيوفهم وفؤوسهم على الحدود الأفغانية الباكستانية يلبُّون دعوة جهاد من بعض الملالي؟ ولماذا كان أول ضحايا بريطانيين في الحرب هم ثلاثة مسلمين يقاتلون إلى جانب طالبان؟ ولماذا يردِّد قادة طالبان دائمًا بأنَّ المسلمين ليس لديهم المعرفة التقنية التي تمكنهم من تدبير أحداث الحادي عشر من أيلول أو من ترتيب تلك الهجمات المنظمة؟ ولماذا طالب عمران خان وهو أحد نجوم الرياضة السابقين في باكستان، والذي تحوَّل إلى السياسة، بدليل يثبت تورُّط القاعدة في الوقت الذي تجاهل فيه اعترافًا ضمنيًا جاء على لسان المتحدِّث باسم تنظيم القاعدة: "سيكون وابل من طائرات من السماوات. ننذر المسلمين في الغرب عدم السكنى أو العمل في الأبنية العالية"؟

نقولها علانية: "بالطبع هذا هو الإسلام". لكن السؤال يبقى ماذا يعني هذا كلَّه؟ يمكننا القول إنَّ معظم المسلمين ليسوا متفقِّهين في القرآن. كما أنهم لم يدرسوا دينهم بعناية. فحسب عدد كبير من "المسلمين المؤمنين" يقبع الإسلام في حالة "شواش" لم يُستنطق منها إلا القليل. كما أنَّ المسلمين – بحسب المؤمنين منهم – يخشون الله أكثر مما يحبُّونه. أمَّا ارتباطهم به فبحكم العادات والتقاليد التي نشأوا عليها في بيئاتهم والتي تتحكَّم بهم من طقوس تناول الطعام مرورًا بالحجر على النساء ومصادرة حرياتهم انتهاء بفتاوى التحريم والتحليل. ذلك كله جعل المسلمين من غير "المؤمنين" يتخذون مواقف محيِّرة من المجتمعات الحديثة اختلط فيها الرعب بالكراهية التي طالت المنجز البشري من الموسيقى حتى ألعاب الأطفال. فالحضارة حسبهم ملوَّثة، ونمط الحياة الغربية إن هو إلا سمٌّ يعيث خرابًا في مجتمعاتهم. ذلك كله جعلهم ينخرطون في النصف الثاني من القرن العشرين في حركات سياسية راديكالية متنامية تأسَّست على اعتقاداتهم تلك. يجدر بنا تمييز مفردة "الإسلاميين" والتي تعني أولئك الذين انخرطوا في مشروعات سياسية عن كلمة "مسلمين" التي تعطي معنى أكثر عمومية وأكثر حيادية على الصعيد السياسي. فالإسلاميُّ هو كلُّ متعطِّش للدماء والأمثلة أكثر من أن تحصى. أمَّا الفقر فهو عونه والجهل دافعه وثمار جهوده البارانويا. فبحسبهم "الغرباء" هم مصدر العلل والشرور. والعلاج يكمن في إغلاق هذه المجتمعات في وجه مشروع الحداثة. بطبيعة الحال لا يعني هذا أننا نساير نظرية صموئيل هنتنغتون التي تتحدث عن صدام الحضارات، لسبب بسيط وهو أنَّ المشروع الإسلامي لم يُوجَّه ضدَّ الغرب و"اليهود" فقط، بل وُجِّه أيضًا ضدَّ إخوانهم في الإسلام. فرغم الخطاب الإسلامي الجماهيري المزعوم، ثمَّة حبٌّ مفقود بين مختلف الطوائف والفرق. فالشقاقات بين الأمم الإسلامية تمضي على نحو عميق إن لم نقل أعمق من استياء تلك الأمم من الغرب.

لقد بدأ العديد من المسلمين بالإضافة إلى محلِّلين علمانيين لهم جذورهم الإسلامية في العالم الإسلامي بطرح أسئلة شتَّى في أيامنا هذه. وارتفعت الأصوات في كلِّ مكان ضدَّ ظلامية العنف الإسلامي. فعبارات شأن "علتَّنا هي منَّا" أو "بات الإسلام عدوًّا لنفسه" باتت شائعة. وجعل العديد من المسلمين يطالبون بحركة إصلاحية داخل الإسلام. إذا كان على الإسلام أن يتصالح مع الحداثة فيجب تشجيع هذه الأصوات إلى أن تصبح هديرًا ضاجًا.

إنَّ إعادة الدين إلى مجال "الشخصي" وتجريده من السياسة هو ما يجب أن تتشبَّث به المجتمعات الإسلامية كي تصبح مجتمعات حديثة. والطريف في الأمر أنَّ الجانب الوحيد الذي يعترف به الإرهابيون من الحضارة الغربية هو التكنولوجيا التي يرون فيها اليوم سلاحًا يمكن أن يرتدَّ على صنَّاعه. إذا أردنا هزيمة الإرهاب فإنَّ على العالم الإسلامي أن يتسلَّق إلى متن المبادئ العلمانية الإنسانية التي بنيت عليها الحداثة. ودون ذلك سوف تبقى حرِّيات العالم الإسلامي حلمًا قصيًا.

ترجمة وتقديم: صخر الحاج حسين

*** *** ***

الأوان، الأحد 21 كانون الأول (ديسمبر) 2008

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 إضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود