جنون الشاعر أمام الجمال
زياد سالم
واقفٌ أنا،
موقف المتأمل المحتار
أمام آيات مُعظِّم جبار مرسومة بقلم الصدق على لوح العليِّ المتعال...
يكاد أن يبكي البكاء من عظمة آيات الجمال السافرة في حضرة ما لا يوصف، ما لا يقال!
يكاد ينوح النوح من رقَّة حضور جمال ملامح روح الروح في أقواس الخد والحاجب...
في تمام تمام الكمال في هذا المجمل الجمال!
في كمال تراتبية النسق الفائق في الخط الوهمي الفاصل ما بين الشفَّة والشفَّة
موجز محصور في إطار الرحمة الحاوية لآلائه في صباح هذا الصبح الصابح الفاضح لكل ما
استتر!
صبحٌ أسفر عن صبح
جمال وُلد من جمال
دلال غار منه دلال الدلال.
وهذا القلب الرابض خلف الضلع "الكافر" يكاد يفر من معاقل الهجيع
حياءً من جلال الحق الظاهر بآيات ما بين الخد والخد
ما بين الورد والورد
وما بين بين البين في بيِّنات بيانه البائن في "بسهسل التسهيل"
في تبسُّم التبسيم وتهلهل التهليل والتدليل وتمرُّغ الوجه في التأويل وتجنُّنن
المجنون
في جنات عدنه وفراديس فردوساته الناطقة في تلبيسات تلبُّسه لمظاهر
تصويرات بديع تصوُّراته في هذا المشهد الشاهد على شهود جمالات تجميلاته الناطقة
بلطف اللطافة في عين تعيُّناته وشفيف شفاف دلالاته.
بافصاحات أهلَّة أهلَّته في أفلاك تكوكب كويكباته الدائرة في تداورالصبح الصبوح في
توجُّهات وجوهه السافرة عن هيبة المهاب–المهيب المشرق بي-بك– بهم وكل جميل
من جميل كراماته وتراكم ألوان "كركم" الكريم الناطق بأريج نسماته
وورود الورد الوارد في وريدات تورُّد شفاف الورد في ورد ورود ورداته
الواردة على تحسُّسات أحاسيس جنون مجانينه في جلال ورداء الخدود من الخجل
تختطف أقدار اقتداري لأشهد شهود شهوداته في مشاهيد حسرتي
على فقر فقري إليه
على ما قادني هذا الشهود السافر:
حتفي
جنوني
ولهي
في مشهد شهدت به نكبات تنكُّبي وتنوُّحي وتبتُّلي وتعبُّدي
له في هذا الحضور الصارم البتَّار
حتى شهدت أنْ لا إله سوى الذي أرسل رسول عشقه والجمال لهذا الامتحان-البلاء
حين ما شاء بإظهارالجمال توأم الدلال شاهده شهيده على الرب الذي قال كوني فكنت
في درب روح شاعر مذبوح على كل السفوح الناطقات بـ- هو
متبتِّل مسفوح الدماء "ببوح-خافي–البوح" في حضرة حضور الساجد المحتار على خدود جبين
الانفراد.
ولقد أُبتليت اليوم ببلوة أخرى!
لُطفك بنور اللطف في بلور نور النور
بعبد رب يعبد الراسم المختال في تفاصيل فصيلات الجمال وكل ما يُقال ولا يُقال
الشافع المظهار بديع حق الحق في كل بادئ من هذا الدمار على الدمار
ومظهر الدلال في الدلال وطغيان البدور المشرقات في منازل البدر الهلال
لسحر يأخذ ناصية المتبتِّل المحتار في بياض سواد الليل وظلمة الظلام في وضح النهار.
لبيِّك يا لبيِّك في هذا الحضورالناصع المفعال
الناطق المحتال على توهُّم الوهم في مثل هذا الساح
وعسعس السواد وما تآلف من الفات ألف الواحد المفنان لافنان الفنون الناطحات لكل
متعجرف للغير
عبَّاد لخافٍ ظاهر السرِّ في كل العباد.
من عاليات ودانيات بفصح إفصاح الفصوح الخافيات
الصافعات خدود توجُّسي وتنكُّري وتغافل غفلتي عن دقَّة الإسرار في الإظهار خفية
الفجَّار في خضمِّ الانفجار.
وهول ذيَّاك الجمال بترقرق الترياق من سافل شفاه المشهد المحيِّر المحتار بنار نور
النار
يشعل مشاعل مهجة تهتاج هوج الهائجين من رفرفة الفرار
صوب خط الوهم في فصل الفصول الفاصلات الهاجعات الجائعات القاتلات لكلِّ متربصٍ
مذبوح على نهد السفوح السافحات دمي شهيد
بنطق ما خلف النطاق ولعق كأس مرمر الترياق...
*** *** ***