طبابة بديلة
|
|
|
حزيران
2012
June 2012
|
في هذا الإصدار
|
|
إذا
كانت السوسيولوجيا الكلاسيكية قد اتهمت بالتقصير
في دراسة الصحة كظاهرة اجتماعية، وعدم الاهتمام بالجوانب الاجتماعية
للمرض، فإن الأنتربولوجيا باعتبارها العلم الذي يهتم بدراسة الأبعاد
الثقافية والرمزية في الحضارات الإنسانية كانت أكثر حظًا من
السوسيولوجيا، ولم تغفل أبدًا البحث في المرض لأنه كان الكتاب الذي
يخفي بين ظهرانيه التركيب الاجتماعي والثقافي للمجتمع بأكمله، ويقدم
نموذجًا مصغرًا لجغرافية الرمزي داخل الجماعات الإنسانية، فالمرض يعبر
من جهة عن البعد الديني للجماعة، ويكشف عن معتقداتها السحرية، ويمنح
السلطة لمن يقدر على العلاج، ويعيد ترتيب مواقع السلطة والهيمنة
وتوزيعها، ويحدد مجالات جديدة للمقدس داخل الجسد وفي المجال وبين
الأشياء التي يستعملها الأفراد...
كما
أكَّدتُ قبل قليل فالمنهج الحيوي الطاقي، هو دراسة الشخصية الإنسانية وفقًا
لمصطلحات السياقات الطاقية للجسم. ويُستخدَم مصطلح الحيوي الطاقي أيضًا في الكيمياء
الحيوية لتحديد مجال البحوث التي تتعامل مع السياقات الطاقية في المستويات الجزيئية
وتحت الجزيئية. وكما بيَّنَ ألبرت جيورجي
Albert Szent-Gyorgi
أن الماكِنَة الحيوية بحاجة إلى طاقة من أجل تحريكها. وفي
الحقيقة، إن الطاقة متضمَّنَة في حركة كل الأشياء، سواءً الحيَّة منها أو حتى
الجامِدَة. وتُعتبَر هذه الطاقة في التفكير العلمي السائد ذات طبيعة كهربية. إلا
أنه توجد وجهات نَظَرٍ أخرى فيما يتعلَّق بطبيعة هذه الطاقة، خاصةً عندما تُستخدَم
من قِبَل الكائنات العضوية الحية. أكَّد رايش أن الطاقة الكونية التي أسماها
بالأورغون لا تملك طبيعة كهربية. في حين أن الفلسفة الصينية تقبل بوجود طاقتين على
علاقة قطبية فيما بينهما، وتدعَى هاتان الطاقتان باليَن واليانغ. وتكوِّن هاتان
الطاقتان قاعدة الممارسة الطبية الصينية المسماة بالوخز بالإبر، وقد أذهلَت
نتائجُها أطبّاءَ الغرب.