|
محاولة في البحث عن علاج للعنف
"الكون نغمٌ ورقم" بحسب فيثاغورس. وأيُّ تغيير في الرقم يؤدي إلى تغيُّر في النغم. الحياة كيمياء. ما تُدْخِلْه في القِدْر تُخرِجْه بالمِغْرَفة. وما تزرعْه في القَدَر تحصدْه عواقبَ. كذلك فإنَّ ما يضعُه الكائنُ في قِدْرِ مَعِدَتِه ينعكسُ على سلوكه. لذلك، يُعرَف الكائنُ الحي مما يأكل. قلْ لي ماذا تأكل أقلْ لكَ من أنتَ. لتغيير المُخْرَجاتِ لا بدَّ من تغيير المُدْخَلات. وهنا بيتُ القصيد. إنَّ سلوكَ الإنسان مرتبطٌ بعدة عواملَ، أولُها وأهمُّها طعامُه. لتغيير السلوك إذَنْ، لا بدَّ من تغيير الطعام. ولا يكفي ذلك، بل لا بدَّ أيضًا من تغيير طريقة الأكل. إنَّ هذا يساعدنا في التفكير في علاجٍ للعنف. العنف سلوك غير سوي يفرِّغ من خلاله العنيفُ طاقتَه الداخليةَ المكبوتةَ بطريقةٍ تُدَمِّـرُ من حوله، بل تُدَمِّره هو نفسه. ليُغيِّرَ الإنسانُ سلوكَه إذَنْ، لا بدَّ له أنْ: 1)- يعرفَ ماذا يأكل وكيف يأكل؛ 2)- يُغيِّرَ طريقةَ تفكيره؛ فالإنسانُ يصبح غدًا ما يفكِّر به اليوم؛ 3)- يعملَ على اكتشاف ذاته والتعرُّف على "الشاهد الداخلي" فيه؛ فمن عرفَ نفسَه لا يهمُّه ما يقول الناسُ عنه. إذْ إنَّ في الذات كنوزًا لو عرفها المرءُ لما ركض وراء القشور[1]. لقد أودعَ اللهُ في الإنسان ألوهيةً[2] لو اكتشفها لعاش في سعادة ولخشعَ قلبُه وخشَعَتْ جوارحُه[3]. يذْكُرُ المنقولُ البوذيُّ في الحقيقة النبيلة الرابعة الطريقَ المثمَّن (ذي الثماني شُعَب) لإيقاف المعاناة الناتجة عن الرغبة، أو ما يسمِّيه الإسلامُ بالشهوات؛ هذه الشُعَبُ الثماني هي: الفهم السوي، التفكير السوي، القول السوي، الفعل السوي، الرزق السوي، الجهد السوي، الانتباه السوي، التركيز السوي[4]. إنَّ النارَ، ومنها نارُ العنف، محفوفةٌ بالشهوات (الرغبة)، بحسب المنقول الإسلامي، بينما حُفَّتِ الجنةُ بالمَكارِهِ[5]. فالرغبةُ-الشهوةُ هي التي تجعل المرءَ يهوي في عجَلة الولادات (سَمْسرا) أو النار سبعين خريفًا[6] أو يزيد. الرغبةُ أصلُ كل معاناة. وعليه، فإنَّ أصل نار العنف هو نار الرغبة أو الشهوة. ولكنْ لا يجْدي أبدًا، لاستئصال شأْفة العنف، استئصالُ الرغبة؛ بل ينبغي تفريغها سِلْميًا من خلال عيشها بطريقة غيرِ مؤذية. ينبغي أنْ نفتحَ لها الطريقَ لكي تخرجَ ونساعدَ في ذلك من خلال التأمل من أجل فهمها. ينبغي ضبطُها. ولضبطِها، وضعَت البوذيةُ ذلك الطريقَ المثمَّن الذي نجد له صدىً في الإسلام كما في جميع المنقولات الروحية الأخرى. فالإسلام يحثُّ على: - الفهم الحسن: "تفاءلوا بالخير تجدوه." "لا تمارضوا فتمرضوا[7]." "إنه لا ييأس من رَوْح الله إلا القومُ الكافرون[8]." "أنا عند ظن عبدي بي[9]." - والتفكير الحسن: "إنما الأعمال بالنيات[10]."؛ - والقول الحسن: "وقولوا للناس حَسَناً[11]."؛ - والفعل الحسن أو العمل الصالح: "ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى من الله وعمل صالحًا [...].[12]"؛ - والرزق الحسن: "وَمِنْ ثَمَرَاتِ النخيلِ والأعنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْه سَكَرًا ورِزْقًا حَسَنًا.[13]" "ورزقَني منه رزقًا حسنًا.[14]" "ليرزقَنَّـهم اللهُ رزقًا حَسَنًا وإنَّ اللهَ لهو خيرُ الرازقين.[15]" "كل لحم نبتَ من سُحْت [حرام] فالنار أولى به.[16]"؛ إلخ. ينبغي العملُ على أكثر من مستوىً معًا لعلاج العنف؛ ومن هذه المستويات: 1- المستوى البيولوجي: من خلال التركيز على الطعام النباتي. صحيح أنَّ الإنسانَ قارتٌ omnivore (لاحم وعاشب وثامر) على الصعيد العملي، إلاَّ أنه، على الصعيد البيولوجي، عاشب، ودليلُ ذلك تشابُهُ جهازه الهضمي بالجهاز الهضمي للحيوانات العاشبة، وإذا توخَّينا الدقةَ أكثر فهو ثامر، أيْ آكلُ ثمار، نظرًا لأنَّ الطبيعةَ قد منحَتْه يدَينِ وأصابعَ يتحكَّم بها لقطف الثمار. إنَّ الإنسانَ، بأكلِهِ لحمَ الحيوان، يأكل طباعَه ومخاوفَه، وبالتالي عنفَه؛ وربما كان هذا هو السبب الباطن لتحريم الإسلام للخنزير والميتة والدم والحيوانات ذات السلوك العنيف (المفترسة)؛ فبالإضافة إلى تنبُّـهِ المسلمين الأوائل إلى ماذا يأكلون، حيث ألجأَتْهم ضرورةُ المكان والزمان إلى أكل لحوم الحيوانات غير العنيفة، فقد تنبَّهوا إلى كيف يأكلون، فوضعوا للذبائح شريعةً. ولكنْ هل هناك من ضرورة الآن لأكل اللحم؟! 2- المستوى الإيديولوجي: من خلال التربية والثقافة اللاعُنفيَّتَينِ؛ فالعنف يشكِّل حوله قوقعةً إيديولوجيَّة تحميه وتُشَرْعِنُه؛ ولا يجْدي، لمحاربة إيديولوجيا العنف، تشكيلُ إيديولوجيا مضادة، فندخل عندئذٍ في دوامةِ نزاع بين إيديولوجيَّتَين. عندما تتحول الحقيقةُ إلى أيديولوجيا، تتجمد ولا تعود حقيقة. يروي أنتوني دومللو في كتابه أغنية الطائر أنَّ أبا مُـرَّةً [الشيطان] ذهبَ مَـرَّةً في نزهة مع خليلٍ له، فأبصرا رَجُلاً ينحني ويلتقط شيئًا من الأرض، فسأله الصديق: "ماذا وجدَ هذا الرَّجُـل؟" فقال الشيطانُ: "قطعةَ حقيقة." فسأله الصديقُ: "أفلا يزعجكَ ذلك؟" فأجابه الشيطانُ: "لا، فسوف أَدَعُـه يجعل منها معتقَـدًا." قد يبرِّر البعضُ لجوءَهم إلى العنف بغياب العدالة وبأنَّ الظلم يؤدي إلى العنف؛ ولكنَّ استخدامَ الوسائل العنيفة لتحقيق غاية عادلة يجعل الغايةَ عنيفةً أيضًا، أيْ أنَّ الغاية لا تبرِّر الوسيلة، كما يؤكد جان-ماري مولِّر[17] دائمًا. فأيُّ تبرير ليس إلاَّ بناءً إيديولوجيًا وغطاءً وهميًا يستخدمه العنيفُ ليُغطِّيَ فعلَه أمام ضميره. إنَّ من خواص الإيديولوجيا أنها تسَـلِّم غالبًا من يجعل نفسَه عبدًا لها لدوامة العنف، تستخدمه لصالحها، وهو ما ترمي إليه الآية: "قالوا [أيْ عبَدةُ الإيديولوجيا]: حَـرِّقوه وانصروا آلهتكم[18]". فلِكَيْ نتخلَّصَ من العنف، ينبغي أنْ نتحرَّرَ من عبودية الإيديولوجيا، أيةِ إيديولوجيا، مقدَّسةً كانت أم غيرَ مقدَّسة. ليس الإنسانُ في خدمة الإيديولوجيا بل الإيديولوجيا في خدمة الإنسان. "إنما جُعِلَ السبتُ للإنسان ولم يُجعَلِ الإنسانُ للسبت." لقد صوَّر القرآنُ عنفَ الإيديولوجيا في حوار النبي إبراهيم مع عبَدة الإيديولوجيا: "قال: أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضركم. أُفٍّ لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون؟! قالوا: حَرِّقوه وانصروا آلهتَـكم إنْ كنتم فاعلين[19]." 3- المستوى السلوكي: الرفق بكل شيء وإماطة الأذى؛ إذْ إنَّ قِوامَ اللاعنف هو إماطة الأذى. حتى إنَّ كلمة "لاعنف" هي ترجمة للكلمة السنسكريتية "أهيمسا" ahimsa (من بادئة النفي a- ومن اسم himsa: الرغبة في إيقاع الأذى) وتعني حرفيًا: اللاأذى[20]. 4- المستوى الفردي: أيْ ينبغي العمل على صعيد الفرد، فإذا صَلُح الفردُ صلُحَت الجماعة. 5- المستوى الروحي: صفاء القلب وسلامته. يقول الحكيم سوامي شيـﭭـاناندا[21]: "الحياةُ قصيرة والوقتُ يمرُّ مرَّ السحاب. حقِّقْ ذاتَكَ. اعلمْ أنَّ صفاءَ القلب هو البابُ الذي يُفضي إلى الله. تسامَ. ازهدْ. تأمَّـلْ. كنْ طيِّبًا؛ افعلِ الخيرَ. كن كريمًا؛ كن رحيمًا. ابحثْ؛ اعرفْ نفسَكَ بنفسِكَ.[22]" وهذا يتلاقى مع الآية "يومَ لا ينفع مالٌ ولا بنونَ إلاَّ مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليم[23]." 6- المستوى النفسي: تعلُّـم التفكير الإيجابي وإدارة الانفعال: "لا تغضبْ![24]" والمراقبة: مراقبة الحرَكات والسكَنات والأفكار وذلك للتخلص من صراع الفكر وتعلُّم الصبر عند الصدمة الأولى[25]. كما ينبغي التخلص من رغبة المحاكاة التي يراها رونيه جيرار[26] أصلَ العنف. فكل إنسان فريد. إننا نجد في المنقول الإسلامي صدىً لرغبة المحاكاة في الحديث الذي أخرجه البخاري: "تتَّبعُنَّ سُنَنَ مَن قَبْلَكم شبرًا بشبر وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جُحْرَ ضَبٍّ تبعتموهم." 7- المستوى الإﭙستمولوجي (المعرفي): إحداث قطيعة إﭙستمولوجية (معرفية) مع إيديولوجيا العنف ومع فكرة "نتَّبع ما وجدْنا عليه آباءنا[27]" وقد عاب القرآنُ على من تمسَّك بموروثات أجداده على غير علم: "حسبُنا ما وجدنا عليه آباءنا[28]." "قالوا: وجدنا آباءنا لها عابدين[29]." "قالوا: بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون[30]." يقول جان-ماري مولِّر: إذا كان مبدأ اللاعنف هو أساس الفلسفة حقًا فمن المناسب التأكيد على أسبقية هذا المبدأ على الاعتبارات "الدينية" كلِّها. ولا يمكن لهذا التأكيد إلا أن يؤدي إلى قطيعة جذرية مع جميع المذاهب الدينية، ليس المتعلق منها بالجهاد وحسب، بل وبالحرب العادلة وبالعنف المشروع. ينبغي على "المتدينين" أنفسهم أن يكونوا في طليعة المتحلِّين بشجاعة القيام بقطيعة كهذه، حتى وإنْ كانت تضع "موروثهم" موضعَ الاتهام. فالإنسان الروحاني - سواء آمن بالله أم لم يؤمن - هو رَجل قطيعة. فهو يحب الأرض حبًّا يجعله غير متعلق بأية أرض بعينها. ليس هناك من تراب مقدس في نظره. فهو مستعد على الدوام أن يترك أرضَه ليمضي سائحًا على دروب العالم، حرًّا في الشمس والمطر والثلج أو الريح[31]. لقد كان المسيح رجل قطيعة بامتياز. فقد كانت تعاليمُه قطيعةً مع إيديولوجيا العنف: سمعتُم أنه قيل: عينٌ بعينٍ وسِنٌّ بسن. أما أنا فأقول لكم: لا تقاوموا الشر، بل مَن لطمكَ على خدك الأيمن فحوِّلْ له الآخر أيضًا. ومَن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداءَ أيضًا. ومن سخَّركَ ميلاً واحدًا فاذهب معه اثنين. سمعتم أنه قيل: تحبُّ قريبك وتبغض عدوك. أما أنا فأقول لكم: أحِبوا أعداءكم، بارِكوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم وصلُّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم[32]. كما أن مشهد المرأة الزانية خير شاهد على قطيعته مع شريعة موسى السائدة: وقالوا له: يا معلِّم، هذه المرأة ضُبِطَتْ وهي تزني. وقد أوصانا موسى في شريعته بإعدام أمثالها رَجْمًا بالحجارة، فما قولك أنت؟ سألوه ذلك لكي يُحرِجوه فيجدوا تهمةً يحاكمونه بها. أما هو فانحنى وبدأ يكتب بإصبعه على الأرض. ولكنهم ألحُّوا عليه بالسؤال، فاعتدل وقال لهم: مَن كان منكم بلا خطيئة فليرمِها أولاً بحجر[33]. وقد ورد في القرآن الكريم فيما يخص القطيعة: "مَن كان يظنُّ أنْ لن ينصرَه الله في الدنيا والآخرة فليمددْ بسببٍ إلى السماء ثم ليقطعْ، فلينظرْ هل يُذهِبَنَّ كيدُه ما يَغيظ[34]". وتشير هذه الآيةُ، بالمعنى الصوفي وخلافًا للتفسير التقليدي، إلى أنَّ مَن يعتقد أنَّ الله لن يكونَ معه - سواء في أمرٍ دنيوي أم أخروي - فليُقِمْ صِلةً مع السماء (الروحانيات)، ثم ليُحدِثْ قطيعة مع كل ما جعلَه "يظن أنْ لن ينصرَه الله"، ثم لينظر، بعد ذلك، هل زال بذلك غيظُه. فالإنسان الروحاني، بحسب الآية، هو من يَصِلُ مع السماء ويقطع مع الأرض أو الدنيا، فتصبح "مملكته ليست من هذا العالم"، وينادي مع الإمام علي: "يا دنيا غُرِّي غيري، قد طلَّقتُـكِ ثلاثًا لا رجعةَ فيها." وهذه إشارة إلى الخلاص من عجلة الولادات "سَمْسرا" إلى الحرية. الاثنين، 23/3/2009 *** *** *** [1] هناك قصة تتحدث عن أَعْـظَم الغِـنى، تقول: وصل ناسكٌ ذو روحانية عاليةٍ إلى أطرافِ قريةٍ في الهند... وبينما كان يقيم ليلتَه تحتَ شجرةٍ إذْ صاحَ بهِ فجأةً قرويٌّ يعْـدو نحوَه: "الحجرَ الكريمَ! الحجرَ الكريم! أعطِني الحجرَ الكريم!" فسأله الناسكُ: "أيَّ حجر؟" فقال القُرويُّ: "الليلةَ الماضيةَ، رأيتُ الربَّ "شيـﭭـا" في الحُـلُم وقال لي أنني إذا ذهبتُ إلى أطراف القرية عند هبوط الليل فسوف أجدُ ناسكًا يعطيني حجرًا كريمًا يغنيني ما حييتُ..." فتَّـشَ الناسكُ حقيبتَه وأخرج منها حجرًا وقال بكل بساطة وهو يعطيه للقروي: "ربما كان شيـﭭـا يقصد هذا، لقد عثرتُ عليه على دربٍ في الغابة منذ بضعة أيام. خذْه. فهو لكَ." نظر القُرويُّ إلى الحجر الكريم بدهشة وقال: "ربما كانت أكبرَ ألماسة في الدنيا..." وأخذ الألماسةَ ومضى مسرعًا. طوال الليل، كان القرويُّ يتقلب في فراشه ذاتَ اليمين وذات الشِّمال دون أن يَغمضَ له جفن. وفي اليوم التالي، أيقظَ الناسكَ عند الفجر وقال له: "أعطِني الغِنى الداخليَّ الذي دفعَكَ إلى أنْ تعطيَـني هذه الألماسة بهذه السهولة..." (عن موقع: http://www.club-positif.com.) [2] تروي أسطورةٌ هندية قديمة أنه في غابر الزمان كان البشرُ جميعُهم آلهةً. إلا أنهم تطرَّفوا في استخدام ألوهيّتِهم، مما جعلَ براهما، سيّدُ الآلهة يقرِّرُ نزعَ السلطة الإلهية منهم وإخفاءها في مكان يستحيلُ عليهم إيجادُها. وكانت المشكلةُ الكبيرة في إيجاد مَخْـبَـأ لها. عندما دُعيَ الآلهةُ الصِّغارُ إلى الاجتماع لحل هذه المشكلة، اقترحوا ما يلي: "لِـندفنْ ألوهيةَ الإنسان في الأرض." لكنَّ براهما أجاب: "لا، هذا لا يكفي، لأنَّ الإنسانَ سيحفرُ ويجدُها." عندئذٍ أجابَ الآلهةُ: "في هذه الحالة، لِـنُـلْـقِ بالألوهية في غياهب المحيطات." لكنَّ براهما ردَّ بالقول: "لا، لأنَّ الإنسانَ سيستكشفُ أعماقَ المحيطات عاجلاً أم آجلاً، وسيجدها بالتأكيد يومًا ما ويستخرجُها." عند ذلك، خلُصَ الآلهةُ الصغارُ إلى القول: "لا نعلم أين نخبِّـئُها، لأنه لا يبدو أنَّ هناك مكانًا على الأرض أو في البحر لا يمكنُ للإنسان بلوغُه." حينئذٍ، قال براهما: "إليكم ما سنفعلُه بألوهية الإنسان: سوف نخفيها في عمق الإنسان نفسِه، لأنه المكانُ الوحيد الذي لا يفكِّـرُ أبدًا في البحث فيه." تخلُصُ الأسطورةُ إلى أنه منذ ذلك الوقت والإنسان يجولُ في الأرض يستكشفُ ويتسلّقُ ويغوصُ ويحفرُ بحثًا عن شيء يوجدُ في داخله. (عن موقع: http://www.club-positif.com.) [3] إشارةً إلى قول نبي الإسلام عندما رأى مصلِّيًا يعبث بلحيته فقال: "لو خشعَ قلبُ هذا خشعَتْ جوارحُه."، كتاب الإتقان للغزي. [4] يذْكرها الدكتور أحمد شلبي كما يلي: (الاعتقاد الصحيح، العزم الصحيح، القول الصحيح، العمل الصحيح، العيش الصحيح، الجهد الصحيح، الفكر الصحيح، التأمل الصحيح). د. أحمد شلبي، مقارنة الأديان، أديان الهند الكبرى: الهندوسية، الجينية، البوذية، الطبعة الخامسة، مكتبة النهضة المصرية 1979، ص 192. [5] "حُـفَّت الجَنةُ بالمَكارهِ وحُـفَّت النارُ بالشهوات." رواه مسلم عن أنس بن مالك، حديث رقم 7308. [6] إشارةً إلى حديث البخاري: "إنَّ العبدَ ليتكلَّمُ بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإنَّ العبدَ ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم." وحديث أبي هريرة: "إنَّ الرجل ليتكلم بالكلمة لا يريد بها بأسًا يهوي بها سبعين خريفًا في النار." مسند أحمد، 15/107. [7] "لا تمارضوا فتمرضوا ولا تحفروا قبورَكم فتموتوا." ذكره ابن أبي حاتم في العلل عن ابن عباس، وأسنده الديلمي عن وهب بن قيس مرفوعًا. [8] سورة يوسف، الآية 87. [9] حديث قدسي رواه البخاري ومسلم. [10] البخاري، ج 23، ص 69، رقم الحديث 6953. مسلم، ج 12، ص 457. [11] سورة البقرة، الآية 83. [12] سورة فُصِّـلَتْ، الآية 33. [13] سورة النحل، الآية 67. [14] سورة هود، الآية 88. [15] سورة الحج، الآية 58. [16] رواه الإمام أحمد في مسنده. [17] جان ماري مولِّر: الناطق الوطني للحركة من أجل بديل لاعنفي (MAN، بريد إلكتروني: man@nonviolence.fr؛ الموقع: www.nonviolence.fr). فيلسوف وكاتب فرنسي، مؤلِّف قاموس اللاعنف (منشورات الجيب لو رولييه). [18] سورة الأنبياء، الآية 68. [19] سورة الأنبياء، الآيات 66، 67، 68. [20] جاء في الحديث: "الإيمان بضع وسبعون شعبة، أدناها إماطة الأذى عن الطريق." رواه مسلم. أيْ أنَّ أدنى درجات الإيمان اللاعنف وأعلاها التوحيد؛ فلا يمكن، والحالةُ هذه، للمرء العنيف أنْ يبلغَ التوحيد ولا أنْ يدخلَ سعادةَ السماء حتى يلِجَ الجمَـلُ في سُـمِّ الخياط. [21] سوامي شيـﭭـاناندا ساراسواتي Swami Shivananda Saraswati (8 أيلول/سبتمبر 1887 – 14 تموز/يوليو 1963): حكيم ومعلِّم روحي هندوسي، وُلِدَ في تاميل نادو جنوب الهند لأسرة براهمانية تقليدية. ترك مهنةَ الطب التي مارسها عدةَ سنوات في ماليزيا وعاش حياةَ تقشُّف وزهد. كان من رواد المنفتحين على الغرب، حيث نشر اليوغا وعلَّم الحكمة وكان مبدؤه: "الخدمة والمحبة والطهارة والعطاء والتأمل والتحقق". [22] عن موقع: http://www.club-positif.com. [23] سورة الشعراء 88-89. [24] حديث عن أبي هريرة قال: إنَّ رَجُـلاً قال للنبي: "أوصِني"، قال: "لا تغضبْ". فردَّدَ مرارًا، قال: "لا تغضبْ!" رواه البخاري. [25] حثَّت جميعُ المنقولات الروحية على الصبر على أنه الباب الوحيد للفرَج، فقد أجاب نبيُّ الإسلام امراةً مات لها ولد فجزعَت: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى." (عن أنس بن مالك، البخاري، ج 5، ص 154، رقم 1283؛ مسلم، حديث رقم 2179). [26] رونيه نويل تيوفيل جيرار René Noël Théophile Girard: فيلسوف فرنسي وُلِدَ في آﭭـينيون بتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر 1923. عضو الأكاديمية الفرنسية. واضع نظرية المحاكاة التي وضعَتِ الأسسَ لأنثروﭙولوجيا جديدة. [27] سورة لقمان، الآية 21. [28] المائدة، 104. [29] الأنبياء، 53. [30] الشعراء، 74. [31] قاموس اللاعنف، مادة "الأصولية"، ص 37، بترجمة محمد علي عبد الجليل ومراجعة ديمتري أﭭييرينوس، صادر دار معابر للنشر، دمشق، والهيئة اللبنانية للحقوق المدنية، 2007. [32] إنجيل متَّى، 5. [33] إنجيل يوحنا، 8. [34] سورة الحج، 15.
|
|
|