|
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الدولة العبرية
في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الدولة العبرية، أقدمت السلطاتُ الأمنيةُ الإسرائيليةُ على إبعاد الپروفسور الأمريكي "اليهودي" (نضع صفة "يهودي" بين أهلَّة بناءً على طلبه!) نورمان فينكلشتاين (55 عامًا) من إسرائيل إلى الولايات المتحدة في ساعة متأخرة من يوم الخميس، حتى قبل أن تطأ قدماه أرض مطار بن غوريون! وقد عمدت سلطاتُ أمن المطار إلى نقله، كأيِّ إرهابي خطير، إلى طائرة أخرى عائدة فورًا إلى واشنطن، دون أن يُسمَح له بوضع قدميه على أرض المطار. بل إن التحقيق معه جرى داخل سيارة للشرطة، وفق ما قاله لنا محاميه ميشيل سفارد، الناشط في حركة "السلام الآن" ضد الاستيطان وجرائم الحرب التي تمارسها سلطاتُ الاحتلال الإسرائيلية.
نورمان فينكلشتاين وقال محاميه في اتصال مع الحقيقة إن فينكلشتاين، كما أبلغتْه السلطاتُ الأمنية، ممنوع من دخول إسرائيل منذ عشر سنوات. وفي اتصال مع فينكلشتاين فور عودته إلى الولايات المتحدة، صرح لـالحقيقة بأن السلطات الإسرائيلية حققت معه في شأن "علاقته مع حزب الله"، مضيفًا القول: "إنها [إسرائيل] دولة مجنونة. لقد ألمحوا إلى وجود علاقة استخبارية بيني وبين حزب الله!" وكان فينكلشتاين زار لبنان مؤخرًا، والتقى قيادات في حزب الله، وأجرى مقابلات مع عدد من وسائل الإعلام اللبنانية المحلِّية (المنار، المستقبل، الأخبار...)، وزار ضاحية بيروت الجنوبية والجنوب اللبناني [... للاطلاع على آثار القصف الإسرائيلي إبان حرب تموز 2006].
وكان فينكلشتاين فُصِلَ من عضوية هيئة التدريس في جامعة دي پول في الولايات المتحدة في العام 2007 بعد أن شكَّل عددٌ من أساتذة الجامعة الصهاينة "لوبي" ضده، متهمين إياه بـ"معاداة السامية"، وهو "اليهودي" وابن ناجيين من المحرقة النازية[1]! وقد بدأت الحملة ضدَّه بعد نشر كتابه ذائع الصيت صناعة الهولوكوست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية[2].
هذا وقد نشر فينكلشتاين عدة كتب هامة حول القضية الفلسطينية، فضلاً عن ترجمته عددًا آخر من الفرنسية إلى الإنكليزية، مثل كتاب سمير أمين مستقبل الماوية. وقال المحامي ميشيل سفارد: إن ما قامت به السلطات الأمنية [ضد فينكلشتاين] هي سابقة في تاريخ الدولة العبرية ضد شخص ينحدر من الطائفة اليهودية. أما المفارقة المذهلة في سخريتها فهي أن إسرائيل يعتبر نفسه دولة اليهود حيثما وُجِدوا، وهناك "قانون العودة" الذي يتيح لأيِّ يهودي الإقامة في إسرائيل دون مناقشة. لكن يبدو أن المقصود بـ"اليهودي" مَن هو على شاكلة آرئيل شارون فقط! وأشار إلى أنه سيتقدم باستئناف ضد قرار السلطات الإسرائيلية. تل أبيب *** *** *** عن الحقيقة، تل أبيب [1] راجع: نورمان فينكلشتاين، ما بعد الصفاقة: معاداة السامية الجديدة، بترجمة فاطمة نصر، سطور للنشر، 2006. [2] نورمان فينكلشتاين، صناعة الهولوكوست: تأملات في استغلال المعاناة اليهودية، بترجمة سماح إدريس وأيمن حنا حداد، دار الآداب، 2001.
|
|
|