|
تعـالـيـمُ
الظِّـلال ... وخرجتُ من أبوابِ ذاكرتي
بلا مفتاحْ –
الشمسُ دونَ يدي – ولم
أكمِلْ وداعًا للَّتي في منزل التفَّاحْ مَن سافروا لم يشهدوا أين
الفَضَاءُ يقيمُ أين
يقصُّ دوريُّ الوجودِ حكايةً أخرى ومَن عادوا أفادوا: أنهم
سكَّانُ أرضٍ لم
تُبلَّل بالنَّدى أو بالنَّدامى لذا أغيِّرُ خطوتي علَّ
الهواءَ يكون أرحمَ من نحيبِ الرَّاحلينْ ردَّدْتُ بعضًا من كلام
التائهينْ وتركتُ تابوتًا فقيرًا للَّذين
سيكسرون جرارهم من
غير قصدٍ – فجأةً – وتركتُ نهرَ مفاجآتي
مَعبَرًا لزوارقَ أخرى نسيتكِ بين ياءِ الموجتين
بلا بكاءْ واندهشنا كيف شالَكِ نورَسٌ تبعتْهُ
كوكبةٌ من الحرَّاسِ محفوفينَ
بالسُّحُبِ المحاطةِ بالغناءْ يحملونَ
دفوفَ عرسٍ أزرقَ كنتِ الوحيدةَ في الفضاءْ تسلِّمين
على مضاربَ عبقرَ وتنافسين
الشعرَ في وادي الغيومِ فلنتركِ الكلماتِ دونَ
غواية الإلهامِ تنمو
بمفردها على وقع النسيمِ * هذي القصيدةُ زورقٌ لشحوبِ
رامبو عندما غادرتَه متلبِّسًا
بالبنِّ في أرضِ اليمنْ هذي القصيدةُ قلْ: تحاولُ أن
تمشِّطَ شعرَ
طاغور الذي جلسَ الضَّبابُ عليه حتى
إنْ بلغتُ نساءَ "غابتهِ" رماني
بالحديقةِ كلِّها فشكرتُ
"بستانيَّه" السحريَّ ثم
مضيتُ نحوي صاعدًا نافورةً في الأندلسْ لم تُعجبِ الخمَّارَ أثوابي فأعطاني كتابًا لابن حزمٍ علَّه
يفضي إلى الفردوسِ: لم
أرضعْ كما رضع الصَّغيرُ من الغزالةِ بل
تركتُ الخمرَ ينمو في
إناءٍ غامضٍ تحت القمرْ ليصيبَ
بعضُ العشقِ كلَّ بني البشرْ هذي القصيدةُ لم تزلْ ناطورةً
زرقاءَ في باب الكرومِ فادخلْ
إذًا يا زائرَ المعنى وكُلْ
ما تشتهي أنا لا أحاسبُ مَن يشاركُني وأحزنُ من زمانٍ لا ينعِّسُ
لي جحيمي يا
زائرَ المعنى الأخير اهدمْ
بيوتَكَ كلَّها واخترْ
وراءَ الصَّمتِ أيَّ فراشةٍ لتطوِّبَ
المعنى الجديدْ ارصدْ
له سبعينَ نافذة إذًا واهجرْ
قليلاً من مناماتِ الحجرْ لتُعَوِّدَ
الآتين كيف يزوِّجون الصَّوتَ منْ وَتَرَيْنِ
يختمرُ النبيذُ عليهما واستقوِ
بالناي العتيقِ على ممارسة الصلاةْ لا
تنسَ ذكرَ النَّخلِ دون زخارفَ فالنخلُ
أثقل بالقصائدِ والرُّواةْ وكأنَّه
عكازةٌ أخرى لعميان اللغاتْ * عدْ من عميقكَ نحو أوَّلِ
رجفةٍ باركتَ فيها نهدَ
ساحرةٍ تلوتَ عليه مزمورَ القرنفل ثم
ملتَ عليه كالنَّسَّاج يُسقى بالحريرْ هل بعدُ تخطفكَ ارتفاعاتٌ
على جسدٍ يضيءُ
بهِ الشِّتاءْ هل بعدُ تذكرُ أوَّلَ
الإيقاع في جسدٍ يهدهدهُ
الغيابْ والبنْتُ تلكَ ترجُّ خلفَ
قميصِها نهدينِ أطيبَ
من ثُمالةِ خالقٍ فرِحَتْ
يداهُ بما بَرَتْ يداه! كم ذقتَ رُمَّانَ
الظَّهيرةِ من يديها؟ بعدُ تذكرُ كيفَ كنتَ تدورُ
حولَ مسائِها وتطوفُ بين مناسكِ المعنى
الحرامْ شبحًا
يعدُّ من البعيدِ خيوطَ مشلح نومِها أبْقِ الجميلةَ مثلما هيَ ريثما
تأتي القصيدةْ وإذا
أتتكَ فقصِّرِ البحرَ الطويلَ فلا
يليقُ بركبتينِ من الحليبْ خبِّئْ
تفاعيلَ البسيطِ ليدخلَ
الهزجُ النظيفُ الغرفةَ الزرقاءَ يبحث
عن نشاوى هازجينْ * قامَتْ قيامةُ عاشقٍ ثملٍ مراياهُ
أغانٍ قائمةْ وانفضَّ عن أجفانهِ ليلُ
امرئِ القيسِ الطويلْ لكن سيَّدةً رمتْ تفاحةً في
سلَّةِ الإيقاع فاكتملتْ شظايا المستحيلْ قعدتْ قيامةُ عاشقٍ ثملٍ مراياهُ
وجوهٌ قاتمةْ لحظاتُه
البيضاءُ ناقصةٌ وصورتهُ
نداءٌ ناحلُ ماذا تقولُ وجُنَّ فيك
القائلُ؟ لا تُبقِ من قولٍ ولا تعشبْ
على أطرافه فالقولُ
عشبٌ زائلُ قل: لا نبيٌّ بعدما سكنَ
السرابُ ضريحَ جمجمتي ولم تَدَعِ النوافذُ وردةً
لأبي نواسَ ووحده قبرُ المعرِّي صرخةٌ
فيما وراء لغاته لا تنتقصْ من قيمةِ
الأشجارِ ساقطةً فقد
يعني السقوطُ عناقَ عصفورينِ لا تغزلْ كلامًا شاحبًا في
أذنِ عاشقةٍ توازِنُ بين مخدعِها
ومنتصفِ الظَّلامْ كنْ في أنوثتها أنوثةَ
شاعرٍ أو فانتبذْ صومَ الكلامْ كم مرَّة ستضيِّعُ الكلماتِ في
تدريبِ سيدةٍ على أسفارها حتى
إذا اكتمل الطريقُ رمتكَ خارج نارها! خذْ جمرةَ المعنى وكُلْ من
أخضرَ أو أزرقَ كلُّ الموائد يابسةْ حاولْ أخيرًا أن تربِّي في
القصيدةْ بعضَ
الغزالات اللواتي كنتَ
ذقتَ بياضهنَّ على طريقِ الموتِ اسكبْ في الجرارِ شموعَ
سهراتٍ مضتْ وابحثْ بعيدًا في شحوبِ
القادمينَ عن
المزيد من الغموض عن
المزيدِ عن
المزيدْ لا بدَّ أن تجدَ الفوارقَ
بين ساحرةٍ وأخرى قبلَ
أن يرتدَّ طرفُكَ نحو بلقيسَ النَّشيدْ فلكلِّ ليلى قيسُها ولكلِّ
قيسٍ ليلُهُ والحبُّ تدميرُ الجدارِ على
الكسالى والحبُّ تشييدُ الخيالِ على
مقاسِ التالفينْ فاخترْ خيالاً أو خيالاً أو
خيالا أنسيتَ تقبيلَ الأساطير
الجديدة نبَّعتْ
من نهدِ هيلينَ البعيدْ؟ لتُعِدْ إذًا قدحَ النبيذ
إلى زاوية حانةٍ مهجورةٍ واركعْ على ثوبٍ سماويٍّ
يلمُّ بكمِّه كلَّ الطيورْ كم هاجرتْ من نفسها
الأشياءُ ثم نَمَتْ على جدرانها
الأسماءُ يحملُ كلُّ وجهٍ أمسَه ويظنُّ أنَّ غدًا لحفَّارِ
القبورْ ستظلُّ تفرزُ حنطةً عن
حنطةٍ وتكونُ غربانُ الفصولِ
كثيرةَ الجدوى وأنتَ
بلا قشورْ * هذي تعاليمُ الظلالْ يا أيُّهذا القلب الذي خسرَ
احتمالَ بدايةٍ وبدايةٍ سأراكَ تكبر مثل طفلٍ فوق
سور حديقةٍ يبستْ ورنَّ
له الجميعُ أن: انتبهْ! ستكونُ حطَّابَ الخيالْ حتى
تهجِّيَ ما تلعثمَ من جمالْ يا أيُّهذا القلبُ المظلَّل
بالغمامِ ونصفِ
عرشٍ مائلٍ نحو الزوالْ 22/5/2005 ***
*** ***
|
|
|