|
وتشتعل النجوم... وتشتعل النجوم كثيرة
النجوم التي سقطت الليلة شيطان
الليل الذي أخذ الأرض بين ذراعيه – بكلِّ
دفء ونعومة استسلمتْ لعناقه الجليل وكلما
طَبَعَ على صدرها قبلةً اشتعلتْ
من الرغبة نجمةٌ في
مكان قصيٍّ عن الأعين جسدك
السحري يتوهج بين ذراعي مجنون
كزوبعة تمزِّق الحجب عن عتمة روحي مجنونة
كألسنة اللهب أذيب الثلج عن
كتفيك العاريين عن
دمك عن كبرياء ربيعك امرأة
في قوس الريح تحدِّدني تشكِّلني وروعة
الانسكاب في كأس الحب تعلمني تستحضر
حنيني ونبضي الشهي وأرشفك... شفتاي
كوبا خمر تنتظران
فيَّ إكسيرًا من عسل وأحييك
ضمةً ربيعية من زهر كالبحر
تأتي إليَّ من جهات أربع وتخصبني
نبتةً سحريةً في الصخر نهرًا
من نشوة تتدفق إليَّ تغسلني
تعمِّدني وفي
طوفان الشهوة المجيدة تلاشيني ومن
يديَّ أُسِرُّ بك نهرًا
بلا ضفاف نارك
فعل يلهبني دماؤك
وقت يحييني كسوار
حول معصم تطوِّقني أصير
نقطةً وأنت المحيط ندور
ندور في وَلَهِ الصبوة في
فلك الكون تذريني هو
ذا النهار يشعل الليل والرماد الليلي يخنقني مودِعًا
في رحم الأرض كنوزَه محمَّلاً
بأنفاس العشاق العطرة وحبيبي
كنورس يطير تاركًا
رائحتَه وأنفاسَه وَشْمًا على جسدي فأبتهل
في سريري أن
تشتعل النجومُ كلَّ ليلة آه...
سقطت نجمةٌ عليَّ كفاي
منها محترقان دعوة إلى الصمت انطفأتُ
مثل جِمار حين
دعوتَني إلى الصمت ونذرتُ
أن أخبئك في
أعمق أعماقي وأخنقك
في فمي دون
أن تخفق على شفتي مثل
عذابٍ مثل أرق يا
ألمي! أتدرب
على هذا الليل من الآن سأغلق
عليك مداراتي وأحتفظ
بأفلاكي السوداء لن
أفتح لك أبواب جحيمي سأحترق
معك في اللهب ذلك
أول أسراري: عكس
البوح عكس اللغة المعتادة من
أجلك أتعلم الصمت ملك
الصمت أنت وأنا
أميرته لا
أحد يعلِّمنيه خيرًا منك فيك
أموت كضجة البحر وأمحو
كلَّ يوم ظلِّي وأثري فلا
يبقى غير
ضجة نزعنا الأخير أغنية الوداع لم
يبقَ من سنوات الحب غير
سيمفونية البحر وارتعاشة
قمر ميت فوق
الأشرعة المغادِرة كل
ما ألمَّ بي من حزن يتراءى
لي مثل بركة صغيرة تعكس
كلَّ شيء في مساء مقمر لم
يبقَ سوى كلمات شاحبة ترقص
على إيقاع مجنون ونار
غير منظورة تحرقني لم
يبقَ لي غير حروف مضبوطةٍ
على لحن قديم مثل
ناي حزين يعزف
أغنية الوداع نـهـايـة الأمواج
العاتية تصفع أعشاب البحر الرذاذ
يتناثر وسط
الزبد الهدَّار أهيم
بلا منارة سفينتي
تجنح في اضطراب أجنحتها
تنتحب نشيجها
أبحٌّ البحر
الضاجُّ يدفعها نحو الشاطئ في
آخر رحلة له آه...
لن أنظم آخر قصيدة أفلتَ
السِّكانُ من يدي وتدفقت
المياهُ إلى مركبي الشمس
الأرجوانية تعلن بداية غروب لمساء
آخر يتلاشى الأمواج
العاتية تصفع أعشاب البحر لم
يبقَ لسفينتي أثر حطامُها
انتثر يهدهده
الموجُ بلا مبالاة آه...
هناك خاتمة للرحلة ونهاية
للعاصفة بعدها
لا شيء غير صمت البحر *** *** ***
|
|
|