|
تحيَّة من باريس إلى سمير قصير اغتيالُه اغتيالٌ للسياسة والفكر معًا!
في الثورة الطلابية، أيار 68، في فرنسا، طالَب بعضُهم الجنرال ديغول باعتقال سارتر، فصرخ في وجههم، مستغربًا غاضبًا: "أتطالبونني بأن أعتقل فولتير؟ فولتير لا يُعتقَل!" ذلك موقف رجل السياسة العظيم إزاء مَن يحاربونه... ليس عندنا فولتير، ولا شخص كالجنرال ديغول! غير أن سمير قصير طاقة فكرية متميزة، ينتمي إلى السلالة الفولتيرية النقدية. طاقة تتخطَّى السياسة، وإنْ وَقَفَ معظم كتاباته النقدية على قضاياها. ولهذا فإن اغتيالُه اغتيالٌ للسياسة والفكر معًا. عدا أنه يشير إلى انعدام الحسِّ بمفهوم الدولة والوطن والمُواطِنية. فلماذا هذا الإصرار على قتل الطاقات الحية في شعب يحاصره القتلُ ماديًّا ومعنويًّا من جميع الجهات؟! – خصوصًا أن قتل المفكر، أيًّا كانت آراؤه، لا يحل أية مشكلة حقيقية، ولا يخدم أية قضية وطنية، ولا يؤدي إلا إلى تدمير القوة الخلاقة في الشعب. ومَن يتأمل في أحداث القتل التي تتوالى في معظم البلدان العربية، يُخيَّل إليه أن هذه المنطقة العربية آخذة في تسليم نفسها كليًّا إلى آلة الانحلال والدمار. فمَن وراء ذلك؟ ومَن يخطط له؟ كلا! لم يعد الاستنكار كافيًا في مثل هذه الجرائم، ولم تعد الإدانة وافية! لكن، ماذا يقدر المثقفون أن يفعلوا؟ وما العمل؟ التحية لسمير قصير! باريس: أدونيس، نبيل أبو شقرا، مرا برنس، جيرار خوري، عيسى مخلوف، مياسا نمور، محمد أركون، مرسال خليفة، نبيل بيهم، فاروق مردم بك، بطرس الحلاق ومن أسرة معابر: أكرم أنطاكي، فراس السواح، نبيل محسن، جبران سعد، أميمة الخش، حياة أبو فاضل، دارين أحمد، جهاد سعد، هانيبال سعد، ديمتري أفييرينوس
|
|
|