قصائد مختارة
أليخاندرو جودوروسكي
ترجمة السعيد عبدالغني
بورتريه شخصي
أحب أن أطور وعيي
لفهم لماذا أنا حيٌّ
ما هو جسدي
وما الذي عليَّ فعله
لكي انسجم مع خطة الكون.
أكره الناس
التي تجمع أفكارًا بلا فائدة
وتخلق سلوكًا مصطنعًا
مسروقًا من شخصيات مهمة.
أحب أن أحترم الآخرين
ليس بانحرافاتهم النرسيسية لشخصياتهم
ولكن بحركة بواطنهم المتطورة.
لا أحب هؤلاء مَنْ عقولهم لا تعلم كيف ترقد في الصمت
مَنْ فؤادهم يصر باستمرار على انتقاد الآخرين
مَنْ حياتهم الجنسية غير مرضاة
مَنْ أجسادهم مسمومة دون العلم أن يكونوا شاكرين لكونهم أحياء
فكل ثانية هي هبة رفيعة.
أحب التقدم في العمر
لأن الزمن يهلك الزوائد
ويحافظ على الأصل.
لا أحب هؤلاء الذين يحولون القيود العاقرة للأكاذيب
إلى خرافات.
لا أحب أن هناك بابا يعظ
دون مشاركة روحية مع بابا أنثوية.
لا أحب الدين بين أيدي الرجال المحتقرة للمرأة.
أحب أن أتعاون لا أن أتنافس.
أحب أن اكتشف في كل كائن
هذه الجوهرة الأبدية التي يطلق عليها الإله الداخلي.
لا أحب الفن
الذي يؤله سرة البطن لمن يمارسه
أحب الفن المعني بالشفاء.
لا أحب الجدية
أحب كل شيء يسبب الضحك.
أحب أن أجابه طواعية معاناتي
بغرض تعميق وعيي.
*
هذا هو الذي
إن كنت كالماء فلا تتوقع أن تشابه الصخور.
إن كنت كالصخور فلا تتوقع أن تسيل.
اللسان الناعم لا يقلد السِنَّ.
السِنَّ الصلبة لا تقلد اللسان.
بين اللسان والسِنِّ يوجد الطعام.
بين الليل والنهار يوجد الفجر.
لا الماضي ولا المستقبل هو الآن.
بين المعقول والحدسي، طفرة المعجزة.
المادة خلابة، اللامادة هي الحقيقة.
عندما تعطى الأبدية الوجود لبتلات الضوء في الأزمنة
تُثقب الألسنة بالطيور المصقول نسيجها من الهواء،
الأيادي التي تصب العسل والأغاني المعطرة بالغيم،
تحت أرض العقل توجد بالوعة
عبرها تنصرف رواسب ذاكرتك السارقة.
*
بذر البذور
لا تأخذ خطوة أبدًا دون أن تدفن بذرة.
كل ثانية هي بداية أبدية،
كل خطوة ترسب مسارًا لانهائيًا،
كل إشارة نواة لكون جديد.
إن الحكيم الذي لا يزرع هو لا شيء ولكن سبب بائر.
هذا الذي يتكدس دون أن يمن، يفرغ نفسه.
قبل أن تمهد الطريق، نقهه من أوهامك الصنمية.
في سبخة المعاناة، اغرس سنًا من الفرح
اغرسه بقسوة في هذا الذي يمكن أن يحاكي الأبدي.
يمكنك أن تتبع الطريق المخالف: تيار النهر فيه لا يرفض ولكنه يصقل
ويحتوى الحجر الخشن.
تتجاهل الحصاة نفسها لأجل الأبدية التي تضفي عليها معناها.
بذرة واحدة تحوي فيها وجود العالم الأكبر.
*
انعكس
عندما تتحدث مع سجين لا تفرض عليه المقاومة:
ادخل زنزانته، كن مرآته.
دعه يرى نفسه فيك لأنه لا يُرى أبدًا،
المأوى في الأمس، دائمًا قطعة الخبز نفسها في الأكل
الماء نفسه للشراب،
يخطئ دومًا في التفريق بين الخدوش والمداعبات،
يجتر النشوة بالاستياء.
هل هو مغلف، متنكر، فار، يختبئ وسط الكراسي؟
هل سب وهدد وركل الهواء؟
يجب أن تكون انعكاسًا، صدى، ظلاً، باحثًا عن حلقاته،
قدِّم نفسك كلص.
ساعده كي يرى جدرانه التي تحيط به
ادعه أن يدمرها
امح الأفكار الراسخة في عقله
اعطه الرغبة كي يحيا حياته الخاصة وليست تلك المفروضة عليه.
*
دون تمييز
لا تخلفُ الوعودُ أو تمزقُ الثقةَ
القطيعة مع الآخر تفتح أخاديدًا في لحمك،
بتمزيق آمالهم أنت تدمر القواعد التي يعول عليها العالم.
عدم الثقة التي تحث عليها تقتل الحب.
الطفل السجين في أحلامه يغرز الإبر في إرادته أن يكون،
لا يعرف كيف يسلخ الزمن من الجرح والهلاوس من الفجر،
هو لا يعلم أنه هو الشخص الرئيسي، المفارق.
تلك اللعنات الناتجة من تشويهك خطوات الآخرين، التي تطفر من فمك، تتسرب
إلى روحك وتجعلها تتآكل.
علم عينيك أن تضفي جمالاً على ما تراه.
أنت ذرة لا تتجزأ في داخلك، ذلك التجزؤ هو سراب يلتهم.
بصدر فارغ حدق تجاه الخلف كي تعثر على نجمك.
احترم ترهات هؤلاء الخاضعين لفوهاتك، علمهم أن يموتوا غرقًا في
الأعالي.
*** *** ***