سَحابٌ يُساورُ
غولَ القُيوظِ الْمُخيفَه
البشير النحلي
تَعَلَّمْتُ-
مُنْذُ رَكِبْتُ الْقِطارَ الْمُريعَ السَّريعَ الْمُسافِرَ بَيْنَ
الْوِلادَةِ وَالْعَدَمِ الْمَحْضِ-
كَيْفَ أُجَدِّدُ دَوْمًا دِمائي؛
فَأَحْيا المَسافَةَ غَيْمًا كَثيفًا يُوَزِّعُ نَبْضَهُ لا
يَسْتَريحْ:
أَسيرُ أَسيرَ هَواي الصَّريحْ،
أُرَوِّضُ رُعْبَ الْمُرورِ الْمَريرِ إِلى حافَةِ الْوَقْتِ طَوْرًا
وشَوْقًا أُقَدِّمُ للفاتِناتِ مِدادي،
وَطوْرًا أَثيرًا تَعوَّدتُ-
حينَ أُساوِرُ غولَ الْقُيوظِ الْمُحيطَةِ-
أَنْ أَسْتَفيضَ عَمائي؛
وَلَمْ أَنْزَعِجْ أَبَدًا مِنْ نَباتٍ غَريبٍ كَثيرٍ سَريعِ النُّموُّ
تَسَلَّقَ ساقَ وِدادي،
فَلَيْسَ يَزيدُ الْتِباسَ سَمائي،
وَلَيسَ يُزيلُ بهاءَ الْتِذاذي.
*** *** ***