في التربية والعلم
والمحبة
موسى الخوري
لا نستطيع أن نعلم أطفالنا حرية الفكر والنقد إذا لم نكن قادرين على
ممارستها أمامهم تجاه أفكارنا المتوارثة كلها...
*
على المجتمع أن يتيح لأطفاله تعلُّم طرح الأسئلة والبحث والنقد، دون
موانع أو حدود...
*
يؤسِّس المجتمع المبدعُ توازنَه الروحي على حرية الفكر...
*
إن تربية أطفالنا بمعزل عن إعادة تربية أنفسنا وعن إعادة النظر
بأفكارنا الثابتة والمتوارثة هو تكريس لفكر غير قابل لإعادة النظر
ومراجعة الذات...
*
الطفولة الهانئة بالمحبة النقية والفكر الرحب والإنسانية الحرَّة من
الإشراطات هي البذرة الصالحة لنمو مجتمع متوازن...
*
نثقل على أبنائنا بما حرَّمه الله، إنما نحرمهم بذلك جمال التمييز
والتفتُّح الحرِّ...
*
لا تحتاج التربية الأخلاقية إلى تحريمات إلهية، بل إلى نموذج المحبة
الصادقة...
*
في التربية، لا نحتاج إلى لجم الطاقات وقمع الخيال وفرض الشرائع، بل
إلى إطلاق روح الحرية والجمال في النفوس...
*
العلوم كالفنون والآداب، دورها أساسي في تهذيب المجتمع وتفتُّحه...
*
يلتقي التفتح الروحي مع العلم المعرفي من حيث هما قادران على التحرر
باستمرار حتى من إبداعاتهما المرحلية وعدم التعلق بها...
*
التناقض الذي يلمسه الطفل في لغتنا وسلوكنا وشرائعنا ومعارفنا لا ينجم
غالبًا عن نقص في معارف الطفل، بل عن تشبثنا بتقديم نماذج نهائية له...
*
نعصِب عيون أطفالنا بآلاف الوسائل، ثم نخبرهم عن لون السماء وضوء
الشمس، كما أخبَرَنا عنهما آباؤنا...
*
الخطوة الأولى في بناء مجتمع قادر على الإبداع تكمن في إفساح المجال
أمام الأطفال للشك والتساؤل حول كل شيء...
*
أطفالنا كالطيور، يحتاجون إلى فضاء حرٍّ ليحلِّقوا مبدعين...
*
تحتاج المعرفة إلى تضحيات كثيرة لكي تتبلور مثل جوهرة تخلَّصت من
شوائبها...
*
اللطف واللين واللباقة سمات أساسية للمجتمع المتوازن والقوي والمنفتح
على المعارف الجديدة...
*
للمحبة وجه فاعل في المجتمع ككل، ألا وهو المعرفة الحرَّة...
*
التربية التي تقدِّم إجابات جاهزة وتفرض أنماط تفكير وسلوك محددة، تسلب
المجتمع آفاق حريته وإبداعه...
*
علينا أن نزرع في فكر أطفالنا وفتياننا وشبابنا الفكر العلمي بحيث يصبح
منهج حياة وصلاة...
*
في اللوحة التي أعاد العلم رسمها لعلاقتنا مع الطبيعة والكون، لا مكان
لإله مفارق...
*
متى نلج كعبتنا الداخلية، فنسقط منها أصنام عقائدنا، لتشع فيها الحقيقة
التي لا اسم لها؟
*
علينا تجديد إيماننا بالإله على ضوء المعارف العلمية، فيتسع أوسع من
العقائد إلى تأمل معرفي متعمِّق باستمرار...
*
نتعلم في المنهج العلمي معنى الحرية النقدية واحترام وجهات النظر
المختلفة والاعتراف بأننا لا نعرف لا نزال...
*
كل ما يبدعه العلم من خيال، حقيقة جديدة...
*
نحن السفن وربابنتها، ونحن البحار أيضًا، أما الموانئ التي نشتاق إليها
فتغيب في اللانهاية...
*
المجتمع الذي يقبل حرية الاعتقاد ويتيحها سيفتح باب العلم إن عاجلاً أو
آجلاً على مصراعيه...
*
كلما تعدَّدت المقاربات المعرفية وتنوَّعت في المجتمع، ازدادت مساحات
الإبداع فيه، وكانت قدرته أكبر على خوض غمار تجربة معرفية جديدة
عليه...
*
التجربة المعرفية للإنسان تتخطى الوعود بجنَّة صيغت وفق نماذج نهائية
وثابتة للمعرفة...
*
لا تتعارض طبيعة الشعور الديني النقي مع دافع المعرفة المتنامية بلا
حدود، لأنها حرة في جوهرها من العقائد التي حدّت المعرفة وحددت بالتالي
الإله...
*
إن تطوّر الفكر العلمي لا يقاس بالانجازات التطبيقية على أهميتها، بل
بقدرته على تغيير منظورنا للعالم ولأنفسنا...
*
تصرُّ العقائد على التوسُّع لأن أنانيتها المتمثِّلة بالامتلاك الحصري
للحقيقة لا تستطيع تقبُّل وجود حقائق أخرى...
*
المحبة النقية المتمثلة بالتسامح والتضحية هي البذرة القادرة على شقّ
حجب المجتمع العقائدية...
*
على بعد خطوة صغيرة من عقائدنا، تمتد لانهاية من الرؤى المبدعة
والجمالات الساحرة...
*
تفترق المجتمعات في خياراتها، بين تكريس تربية عقائدية، وتكريس تربية
قوامها تطبيق المبادئ الإنسانية...
*
لا يشكِّل العلم بعدًا معرفيًا أحادي الاتجاه، رغم منهجه الصارم، وهنا
تكمن قدرته على تحفيز الإبداع في المجتمعات...
*
تتحرَّر طاقة الإبداع في المجتمع عندما تتعدَّد مقاربات الحقيقة فيه
وتختلف...
*
المشاركة في إنتاج المعرفة المتجدِّدة تتطلب مجتمعًا قادرًا على مواجهة
موروثه الفكري وإعادة النظر به...
*
يفتتح العلم اليوم مسارات جديدة لروحانية لا حدود لأبعادها... روحانية
أسقطت وتسقط أصنامًا لا تُعدّ في نفوسنا وعقولنا...
*
تتجاوزُ لعبةُ المورثات العشوائية فكرةَ الإله الوثنية إلى جمال التجدد
الدائم...
*** *** ***