خ. ع. س.

 

هدى جعفر*

 

 

Half remembered names and faces, but to whom do they belong
The Windmills of Your Mind
مقطع من أغنية لنويل هاريسون

خ

أعترف بأني كنت طفلة بذكاء محدود ولكن بخيالٍ واسع لدرجة أقرب إلى العاهة النفسية منه إلى الخيال المحمود في الطفلات، لهذا لم أكن أفرق تقريبًا بين ما أراه حين أتسمَّر أمام التلفزيون وبين ما يحدث واقعًا، ولهذا أيضًا كانت (خ) بالنسبة لي شيئًا مختلفًا.

رأيتها لأول مرة وأنا في العاشرة، أي في عز "قرفي" وضجري من كوني أنثى مدفوعة بالظروف البيولوجية القاهرة التي كانت تضغط على أعصابي فتفقدني الاتزان بجانب الخطاب الديني المدرسي الذي كان ينفرني من كل ما له علاقة بالأنثى، كانت (خ) كوافيرة تعمل في منزلها وقد حولت إحدى غرف المنزل إلى صالون متواضع، وقبل أن أراها بأيام شاهدت - خلسةً - فيلمًا أجنبيًا بمشاهد حميمة فجة لبطلة شقراء – هل كانت ناستازيا كينسكي؟ - فاختلطت صورتها بـ (خ) على نحو ما، بداية استرحت كثيرًا لأنها كانت مثلي تحمل اسمًا - كنت أراه وقتها – قبيحًا وبلا حضور وله نكهة دينية ثقيلة الظل، ولذا فقد اختارت لنفسها اسم (نانا)، وما زلت أستعيد ذلك اليوم حين ذهبنا إليها وكانت منهمكة في "تسريح" شعر إحدى الزبونات، وكنت أنا أتأملها: تلبس بنطالاً أسود وبلوزة بيضاء قطنية واسعة مالت فتحة حلقها ليظهر حبل ملبسها الداخلي الأسود، وكانت تعقص شعرها الأشقر الجميل كيفما اتفق، وعندها وصلت إلى قرار خطير: قررت أن أرضى عن أنوثتي وأن أصبح شقراء حينما أكبر مادمت سأحصل حينما أكبر على "لوك" كهذا. أما الصورة الأكثر التصاقًا بروحي، فهي حفلة أقيمت في منزلها، وكنت أحب أن أحضر هكذا حفلات في طفولتي، لأنه يجعلني مع تماس مباشر مع عالم لا أستطيع تسميته ولكني قادرة على معرفته فور وجودي فيه، كان في الحفلة الكثير من النساء الجميلات المتأنقات، أما (نانا) فقد كانت دمية (باربي) حقيقة، بفستان أزرق ملتصق بجسدها الفارع وأكمام طويلة وشعرها الأشقر يصل إلى ركبتيها، مع فتحة - وهذا ما أعجبني فعلاً - تبدأ أسفل خاصرتها بقليل وتمتد حتى نهاية الفستان لتظهر ساقها اليسرى كاملة وهي تعبر الحجرة، وتبطن تلك الصورة أغنية علاء عبد الخالق التي اشتهرت آنذاك (مرسال الحب) التي كانت تصدح في أرجاء البيت الصغير الذي يغلب على أثاثه اللون البني ودرجاته، لم ترقص (نانا) واكتفت بالتصفيق والتشجيع للاتي كن يرقصن، وحينما عدت إلى البيت حاولت رسم الفستان حتى اشتري مثله حينما أكبر، وظللت لأيام طويلة أتخيلها في أحوال مختلفة: تقطب، تفكر، تضحك، تتحدث، وحتمًا تخيلتها كثيرًا وهي تبكي مثلما كنت أفعل طيلة الوقت، لم أجد لمشاعري نحوها تفسيرًا وهي حالة تكررت معي كثيرًا في حياتي، وقد ضبطت نفسي كثيرًا وأنا أحاول أن أقلِّد مشيتها وحركات أصابعها بل وحتى صوتها الأخنف الذي كان يعجبني جدًا، وفي كل لحظة أراها فيها أشعر بأنها انتهت لتوها من ممارسة الحب أو أنها مقبلة عليه، وكان ذلك يمنحني إحساسًا مبهمًا ولذيذًا. بعد عدة أسابيع من تلك الحفلة، زارتنا (خ) في بيتنا، كانت ترتدي عباءة سوداء تلف بها جسدها الممشوق وقد وضعت ساقًا على ساق، وقبل أن تراني هرعت إلى غرفتي، كانت مفاجأة وجودها أكبر من قدرتي على التحمل: (خ) المدهشة في بيتنا! لم أستطع الخروج حتى رحيلها، رغم يقيني بأنها لم تنتبه إلى وجودي قط، وهذا ما أكد عندي حقيقة بأن (الكوافيرات) لا يعرن الطفلات الصغيرات انتباهًا، وكان ذلك آخر يوم أرى فيه (خ)، ويومها أيضًا عرفت بقصة التاجر الخليجي الذي تقدم لخطبتها ووعدها – كالعادة - بأن يعطيها وزنها ألماس وأن يطلق زوجته أم أولاده إن أرادت ذلك، ولكنها رفضت ذلك لأنها لا تريد أن تبني سعادتها على حساب سعادة زوجة أولى بائسة، هذه العبارة التي سأسمعها مرارًا بعد ذلك من نساء مختلفات والتي أنا نفسي سأقولها في مناسبةٍ ما. وآخر ما سمعته عن عائلتها أن شقيقيها الذي كان مدمنًا على أفلام ومجلات (البورنو) والذي كان الدخول لحجرته (تابو) لا يمكن خرقه قد التزم دينيًا بعد موت مفاجئ لصديق مشترك كان مدمنًا هو الآخر مثله، مرت على تلك اللحظة التي رأيت فيها (خ) أكثر من 20 عامًا، مازالت صورتها مطبوعة في الذاكرة بالشمع الأحمر، ومازالت صورتها ملونة ودافئة وهي تعبر الصالة بفستانها الأزرق الذي يكشف عن كامل ساقها، حينما كبرت لم أستطع أن أكون شقراء مثل (خ) بل صرت أبرز مناصرات الشعر الأسود بلا منازع، ولكني احتفظت بشعري طويلاً مثلها، وحتى اليوم مازلت ممتنة لها لأنها جعلتني أحب أنوثتي وجعلتني انتظر أن أصبح امرأة ذات يوم وهو تأثير استمر لعدة أسابيع آنذاك بعدها عدت إلى هوايتي الوحيدة: لعن أنوثتي وجلدها بإبزيم الحزام... لماذا؟ إن هذا موضوع آخر.

*

ع

مدينة الملاهي... حدثني أنا عن مدينة الملاهي. موسيقى التسعينات الصاخبة تدوي من السماعات العملاقة الموزعة في الساحة (كانت أغنية الشاب خالد "ديدي" هي نجمة ذلك العام)، وتلك الرائحة المكونة من عطور مختلفة والبطاطا المقلية و"البرغر" والسجائر ورائحة الاشتهاء التي لم يكن أنفي يخطئها، كان لكل ذلك نكهة ما تأسرني وتعصر قلبي عصرًا في مكان يكاد يكون الموضع الوحيد للنزهة بالنسبة للإناث في تلك المدينة المتمنِّعة الراغبة.

لن أتحدث عن الفتاة التي قالوا بأنها زارت مدينة الملاهي بقميص النوم، ولا عن المثليات اللاتي كن يعبرن عن عواطفهن أمام (الله وخلقه)، ولا عن السيدة الحبشية التي كانت تبيع سرًّا سلاسل مطبوع عليها نساء عاريات، وإذا دفعت لها أكثر قد تبيع ما هو أكثر.

كنت في الرابعة عشرة من عمري وأرتدي زيًا قبيحًا مكون من ثلاثة قطع جديرًا بنادية الجندي في فيلم "امرأة هزت عرش مصر"، لم تكن الملابس مناسبة لعمري بتاتًا ولكن كان لدي أسبابي المقنعة لارتدائها حينها، كنت مراهقة بلا ملامح ولا أشبه هؤلاء الفتيات الملونات في شيء ولهذا كنت اكتفي بمراقبتهن وأنا أقضم أظافري.

وفي إحدى الألعاب التي يطلقون عليها لعبة (الغربال) كنت أجلس هناك بمفردي وكان هو يقف هناك في وسط اللعبة، صبيًا في الحادية عشرة من عمره محاولاً المحافظة على توازنه، ودون سابق إنذار توجه لي قائلاً طبعًا أنت لا تستطيعين أن تقومي مثلي، رددت عليه بصوت مخنوق وبكلمات بلا معنى. فنظرًا إلى الظروف الدينية والاجتماعية الخانقة للبلاد والعباد التي كنت أعيشها، كان معنى أن يخاطبني صبي أشبه بالخيال العلمي. لا أدري كيف انتهت اللعبة فهرعت إلى أخرى، جلست في إحدى العربات وفجأة شعرت بجسد ينزلق بجانبي، وكان هو ذات الصبي الذي رأيته في تلك اللعبة، لم أستطع الاعتراض وبالأصح لم أشأ الاعتراض، في ذلك الجو الموبوء كان أي ذكر وأنثى يستحضران الشيطان رغمًا عنهما، لكن ماذا سيفعل الشيطان لصبي في الحادية عشرة وفتاة تكبره بأعوام قليلة بوجه جامد وملابس رديئة؟ بدأت اللعبة بالدوران وبدأ شيء ما في داخلي يستعيد بهجته، وعندما اشتدت السرعة شبك ذراعه بذراعي، وكان ذلك أجمل من أن يكون حقيقة، توقفت اللعبة ونزلت وأنا أترنح، سرنا سويًا ووقفنا عند آلة لعب تالفة ولكنها صالحة لينزوي من أراد الخصوصية وسط كل هذا الصخب. وقفنا هناك وكنت أجول أنا بنظري في الأرجاء وكنت مستعدة وقتها أن أصوم الدهر قربانًا لله حتى لا ينكشف أمري وألا أُحرم من هذه اللحظة المدهشة التي كانت خارج السياق العام لأيامي، وهناك قص لي (ع) قصته، قال لي بأن أمه مطلقة وبأنه يعيش مع أختيه وزوجة أبيه المتوحشة، قال بأن لديه أحلام يريد أن يحققها لكن لا أحد في البيت يستمع له كثيرًا. اشتكى من شعوره القاتل بالوحدة، بحاجته الشديدة إلى صديق يحكي له حتى يبكي. قصَّ عليَّ الكثير من التفاصيل الخاصة وبدا لي نبيلاً وحزينًا والأهم أنه كان بدا رجلاً كاملاً. طلب مني رقم هاتفي، ولما رأى وجهي الممتقع دسَّ رقمه في يدي المبتلة، وطلب مني أن اتصل في أقرب فرصة ممكنة. ودعته ومشيت مبتعدة بأقصى سرعة فوجدت أقربائي يهمون بالانصراف وكان ذلك جيدًا لأن مزيدًا من البقاء هناك سيفجر أعصابي المهترئة.

في ذلك العمر كانت المشاعر تمور على مرجل من نار لا ترحم، وتختلط عندي صورة البحر بالموسيقى بالبديعة بالقبلة السينمائية بانحناءات جسدك المتفتح، في تلك الليلة وعلى سريري البارد، حاولت استعادة تفاصيل ما حصل، وبالذات شعور الالتصاق الذي كان مذهلاً، وكذلك فكرة أن "رجلاً" يحتاجني ليشاركني أسراري بعد أن تعبت من الوجود الأنثوي المكثف حولي، ولكني عبست فجأة، لأني كنت أعرف بأن ما حدث ما هو إلا (شطة) فوق الجرح المفتوح: كيف سأستطيع أن اتصل به؟ وكيف سألتقيه وكل حركة في البيت محسوبة بالقسطاس غير المستقيم؟ معلمتي قالت بأن الذكر - أيًّا كان عمره - ذئب لا يريد من الأنثى إلا شيئًا واحدًا. أمي تقول بأنها ستقطعني وترميني لكلاب الطرق إذا اكتشفت يومًا بأني أحدث صبيًا. لذا قررت أن أنسى كل شيء وأن أبقى في حياتي الجافة بلا ضوضاء.

بعد شهرين ذهبت إلى مدينة الملاهي مرة أخرى، وبينما كنت أتجول بصحبة قريبة لي قالت لي فجأة بأننا أصبحنا في زمن تعيس، ثم قالت (كلمتين) سخيفة حول جيل اليوم المُتفسخ وأن فساد البر والبحر من علامات الساعة، وحينما رأت عدم اكتراثي نبهتني بأن سبب حديثها أن هناك صبي يتبعنا من البداية، التفت إليه ووجدته (ع)... كانت دهشتي عظيمة، ذهبت إليه وقبل أن أشعر قبلته وقال لي بنبرة لن أنسها: "لماذا لم تتصلي؟ أنا بجانب الهاتف كل يوم". لم أعرف ماذا أقول، كل ما استطعت أن افعله هي أن أشد على يديه وأن أعده بالاتصال قريبًا وقبل أن انصرف قال لي يجب أن تتصلي لأن هناك أمرًا هامًا يريد أن يطلعني عليه. سألتني قريبتي بوجه متنمر عمن يكون هذا الصبي، فقلت لها بأنه شقيق لصديقتي. تأملت وجهي الذي كان يقطر كذبًا لثوانٍ ثم أدارت وجهها، حتمًا ستبلغ عائلتي عما رأت، لتضيفه إلى ماضيَّ الأثيم، الذي يحمل ذنوبًا على غرار كتابة رسائل لنفسي بأسماء ذكور ومشاهدة مسلسل (فالكون كريست) بجميع مشاهده الحميمة. وصلت إلى البيت ودخلت حجرتي ومزقت رقم (ع) وبكيت دون صوت، ولعنت نفسي وحياتي وملابسي الرديئة وقلة حيلتي وشخصي غير الكريم، لأن هكذا حياة لم تخلق لي ولم أعد أعرف عن (ع) أي شيء.

وحتى اليوم كلما ذهبت إلى ملاهي استعدت تفاصيل ذلك اللقاء كاملاً غير منقوص، وكلما شاهدت شابًا أسمر وسيمًا بشعر جميل ووجه منحوت قلت في سري لا بد أنه (ع)، ثم أتمتم بحزن: "أنا عم بكبر وشادي بعدو زغير".

*

س

لظروف خاصة ولقصة معقدة يطول سردها اشتركت ذات صيف في إحدى المخيمات الصيفية الدينية في بلد عربي كي أحفظ ما أستطيع من القرآن الكريم وأتوِّج والداي بالنور يوم القيامة.

وصلت متأخرة أربعة أيام عن الجدول الزمني الخاص بالمخيم، كان الجو العام باردًا ومقيتًا، وكانت الفتيات من (الطينة) التي أعرفها، فتيات يجدن مداهنة المعلمة/الشيخة/الواعظة كما يجدن ممارسة مظاهر (الرياء) بسهولة، لأن تقييم الآخرين لك في جوٍ هكذا يعتمد على كم صفحة قرآن تحفظ، وكم دمعة تذرف وقت الدعاء، وكم ركعة قيام ليل تصلي، ولكن هذا لم يمنع وجودَ فتيات لطيفات منحنني شعور بالقدرة على تواصل ودود معهن، وكانت (س) إحداهن، فتاة عذبة بوجه دائري وبشرة برونزية وعينان عسليتان كـ "ريتا" محمود درويش، عمرها لا يتجاوز الـ 14 عامًا وكنت أكبرها بعام، ورغم هدوءها ولطفها، إلا أني شعرت بشيء ما لم أفهمه، جو غريب يطغى على الفتيات بمجرد دخولها إلى الحجرة أو حتى ذكر اسمها وسط حديث عابر، بالإضافة إلى أنها وحيدة أغلب الوقت وتجلس لتحفظ القرآن في ركن قصي من الغرفة الواسعة بجانب الستارة الأرجوانية، ولكن سرعان ما رميت هذه الهواجس إلى مؤخرة رأسي، كنت مهتمة أن أحفظ أكبر عدد من صفحات القرآن لأفوز في نهاية الأسبوعين بالجائزة الأولى وأن تستحق النتيجة الـ 300 دولار التي دفعتها.

إلى أن جاء ذلك اليوم حيث كنا نستمع إلى موعظة من مشرفة الدار، وكنت أجلس أنا في آخر صف، وبنصف انتباه أصغي إلى فتاتين تتحدثان عن (س). قالتا كلامًا كثيرًا لم أستطع أن أميزه ولكني سمعت بوضوح الجزء الأخير من الحوار، سألت إحداهن: وأين هي الآن؟ وكان رد الأخرى من أغرب ما سمعت في حياتي، قالت وبصوت محايد بلا أدنى انفعال: إن (س) كعادتها... تبكي في دولاب الملابس!

وعندها تيقنت بأني لم أكن أهذي وأن هناك شيئًا ما غير طبيعي يتعلق بـ (س)، وفي الشرفة وفي مساء "بلودانيٍّ" بديع قصت لي (ف) باختصار ما يلي: (س) وحيدة أبويها المنشغلين عنها جدًا، والدها تاجر يمتلك فندقًا ومرقصًا ليليًا وسط العاصمة وغارق في علاقاته النسائية، أما أمها فقد كانت لا تفيق من السُكر ويقال بأنها كانت راقصة هي أيضًا، أما (س) فقد تضاربت الأقوال بشأنها، (أ) تؤكد أنها مارست العلاقة الحميمة مع طالب ما في مدرستها، و(ز) تقول بأن التجربة الجنسية لم تتعد تصويرها مع فتيات أخريات، وربما تلامس سريع مع أحدهم، حتى قررت إحدى الجارات "إعادة تأهيلها" فاقترحت لها المشاركة في المخيم الديني مع ابنتيها.

كانت الفتيات الموجودات من عائلات ثرية ومتدينة، بحيث تتداخل معايير المجتمع الثري مع التقييمات الدينية، بمعنى أن (الذنب) و(الخطيئة) شيء لا يليق ببنات العائلات الكبيرة وأنه شيء دوني و(لو كلاس). وبالرغم من اصطفافي ضمنيًا مع فريق (العفيفات) إلا أن (س) كانت شوكة في عيني أثناء جلوسي هناك.

كل يوم كانت تنسل من بيننا لتذهب إلى محرابها الخشبي، كنت أسمع نشيجها وهي تبكي وتضرب رأسها وتتمتم بكلام لا أفهمه، الكل كان يعرف قصة (س)، والكل كانت تكسوه ملامح الشماتة والتقزز مع همهمة "الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده"، وعلى سريري بجانب النافذة كنت أفكر بذنوب (س)، أمقتها وأحسدها وأحبها في ذات الوقت، ثم انخرط بنوبة بكاء طويلة يعرفها كل من كانت لعنته التعلق بقصص الناس والغوص في تفاصيلها.

وحينما كبرت قرأت قصة (تمثال الروح الضالة) للكاتب البريطاني (هيكتور مونرو) الشهير بـ (ساكي)، والذي يحكي فيها الكاتب العبقري عن قصة تمثال الروح الآثمة المتموضع بين تماثيل رجال الدين المتعجرفين قساة القلوب، وفي كل سطر كانت (س) تتبدى لي وهي تنتحب ونحن نطالعها بوضاعة، لقد كبرت (س) بالقدر الذي يجعلها تعرف كل شيء، ولكنها حتمًا لا تعرف أني أتذكرها جيدًا، وأني أهديتها ترجمتي للقصة المذكورة بعبارتي: إلى (س) الفتاة التي أتذكرها كل يوم... وأبكي.

*** *** ***

الأوان، الجمعة 28 شباط (فبراير) 2014


 

horizontal rule

*  كاتبة من اليمن.

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني