|
غياب الكاتب البرتغالي الحائز نوبل الآداب جوزيه ساراماغو
مات جوزيه ساراماغو. مات الأشد نقاء بين الملعونين الذين حاورتهم، وأكثر مشاريعي المتحققة اقترابًا من الحلم. مات العجوز الشاب، الفارع الذكاء والموهبة، الذي أعطى ما يزيد على ثلاثين مؤلفًا في الرواية والشعر والمحاولة والمسرح، والذي تُرجمت أعماله إلى أكثر من 30 لغة، من سنة موت ريكاردو ريّس إلى العمى والكهف والوعي، مرورًا طبعًا برائعته الإنجيل بحسب يسوع المسيح.
مات جوزيه ساراماغو. أتلقى الخبر بينما أنا في روما، حيث تحتفل ايطاليا بصدور روايته الأخيرة قايين. مات "الماركسي عدو المسيحية"، على ما كتبت أمس هنا بلؤم صحيفة "لوسرفاتوري رومانو"، التي غنمت فرصة رحيله كي تنتقده بشراسة بدلاً من أن تنعاه. أصلاً، غالبًا ما ركَّز الاعلام في حديثه عن ساراماغو على الجدال الذي أثاره كتابه الإنجيل بحسب يسوع المسيح واعتراض الفاتيكان على نيله النوبل، وعلى ماركسيته، وكونه عضوًا ملتزمًا في الحزب الشيوعي منذ عام 1969. ساراماغو، في كل حال، لم يكن ممَّن "يديرون ألسنتهم في أفواههم سبع مرات قبل أن يتكلموا"، ولم يتردد يومًا في قول ما يجول في ذهنه: "إن أيدي الحكومات المتسخة تخصص موازنة ضخمة لشراء القفازات لإخفاء قذارتها"، كان لا ينفك يكرر. كما أنه متمرد ولا امتثالي بامتياز: "البيروقراطية والهرمية مفهومان باطلان تمامًا: لماذا سأقبل الاعتراف بأنَّ شخصًا ما هو أعلى مني مقامًا ورتبة؟"
ولد سارماغو عام 1922 في كنف عائلة فقيرة من قرية ريباتيجو. والده كان شرطيًا، أما جدَّه وجدته فكانا فلاحين. فقد أخاه الذي يكبره بعامين في عمر السنتين وقد آلمه فقدانه كثيرًا. في مراهقته اضطر إلى ترك المدرسة بسبب ظروف والديه المالية الصعبة، وعمل في صناعة الأقفال. مارس بعد ذاك مهنًا كثيرة أخرى، على غرار مصحح وحدَّاد ورسام صناعي. صدرت روايته الأولى أرض الإثم عام 1947، إلا أنه لم يجد ناشرًا لروايته الثانية المنور، فلم تر النور. بعد صمت من نحو عشرين عامًا، أصدر الكاتب مجموعة شعرية في عنوان القصائد الممكنة، ثم مضت عشر سنين أضافية قبل أن يكرِّس نفسه كليًا للكتابة. "ماذا كنت تفعل طوال ذلك الوقت؟"، سألته يوم التقيته، "هل كنت تنتظر؟". أجاب: "لا، الانتظار لا يجدي. ثم انتظار ماذا؟ كيف يمكن أن نعرف ما إذا كان ذلك المنتظَر سوف يأتي يومًا؟ جلَّ ما في الأمر هو أني نهضت في أحد الصباحات وقلت لنفسي: لقد حان الوقت لكي تكتشف ما إذا كنتَ قادرًا على أن تكون ما تزعم أنه حقيقتك، أي كاتبًا". هكذا دخل ساراماغو الأدب من بابه العريض فعليًا عام 1977 مع موجز في الرسم والنسخ، وكان يومذاك قد أصبح في الخامسة والخمسين من العمر، ومن بعدها توالت نجاحاته ولم تتوقف، نذكر منها بالتاسار وبليموندا (1982)، وقصة حصار لشبونة (1989) وكل الأسماء (1997) ... إلخ. سارماغو "حيوان سياسي"، وكان ذلك جليًا في كل أعماله. "أنا لا أريد تغيير العالم ولا قلب الأنظمة"، قال لي عندما قابلته. "لست مخلِّص الإنسانية، ومن الأكيد أني لا أملك الحلول. أستطيع فقط أن "أقول" الخطأ، بكل بساطة وتواضع. أن أقول حقيقة الأمور، أن أطرح السؤال، أن أشير بإصبعي إلى المشكلة". نورد هنا في ما يأتي أبرز ما قاله لي ذلك "النبي" الرؤيوي الذي اشتهر بتشاؤمه، يوم أجريت معه حوارًا في إسبانيا لـ"ملحق النهار"، غداة صدور روايته الوعي عام 2004. ج. ح. * * * · التشاؤم هو فرصة خلاصنا الوحيدة، والتفاؤل شكل من أشكال الغباء. أن يتفاءل المرء في أوقات كهذه ينمُّ إما عن انعدام أي إحساس وإما عن بلاهة فظيعة. لستُ أقول إن كل شيء سلبي وقاتم، لكني أعني أن الأمور السلبية في العالم هي أكثر من أن نتجاهلها أو أن نغض الطرف عنها. يبدو لي خطأ جسيمًا أن نحتمل وجود الأمور السلبية بسبب بعض الإيجابيات المقابلة لها. هذه لا تشفع بتلك. · لقد تحولت الديموقراطية إلى كاريكاتور خلال الأعوام الأخيرة، إلى مهزلة، إلى فقَّاعة صابون. أظنُّ أن الجميع بات يعلم أن هذه الصيغة فاشلة. يقال لنا باستمرار: الديموقراطية هي أهون الشرور، لكن "أهون الشرور" ليس بالحلِّ المرضي ولا الكافي، وتكرار تلك اللازمة مرادف لعملية غسيل للأدمغة، إذ إنه يمنع الناس من البحث عن بديل أفضل. الديموقراطية ليست نقطة وصول بل نقطة انطلاق، وقد مضت أعوام كثيرة على ولادتها من دون أن يتغيَّر فيها شيء إلى الأفضل، من دون أن يتوقف التلاعب الفاضح، المباشر أو غير المباشر، بالرأي العام، من دون أن يُشفى السياسيون من مرض الفساد والجشع وإخفاء المعلومات والخضوع الذليل للسلطة الاقتصادية. · ما ينقصنا اليوم هو "الاختلاف"، وأعني الغرب تحديدًا في كلامي. المجتمع الغربي ينزع إلى التماثل، إلى نوع من التجانس الزائف الذي يطمئن الناس، ودوري ككاتب هو أن أقلق هؤلاء المطمئنين البؤساء. أنا لا أكتب لكي أهدئ من روع القارئ، ولا لكي أحارب الموت كما يزعم البعض – وهي أسخف فكرة سمعتها في حياتي. بل أكتب لكي أوقظ، وأيضًا لكي أفهم. الناس تنتظر الأسئلة، حتى وإن كانت "تعرف" في لاوعيها ما الخطب. · صوتي الروائي عرف منعطفًا حاسمًا عندما كتبتُ العمى. لقد افتتح ذلك الكتاب مرحلة جديدة في حياتي ككاتب، إذ شعرتُ بأن المشاغل والمخاوف التي أملكها إزاء مصير البشرية تستطيع أن تجد مكانًا لها في الرواية، على نحو مجازي طبعًا، وبعيد عن الوعظ. فأصبحت رواياتي أكثر التصاقًا بالواقع، وأكثر فلسفية على السواء. حتى نيَّتها الروائية مختلفة، إذ هي تتوق إلى أن تتخطى المظهر والقشرة وأن تلمس الجوهري، نبض الكائن الحيِّ. وليس الكائن فحسب بل أيضًا العلاقات بين الكائنات في هذا المجتمع المزري حيث نتخبط، وحيث القيم الإنسانية إما تختفي وإما يُداس عليها بوحشية أكبر يومًا بعد يوم. · إننا نستخدم عقولنا للتدمير أكثر مما نستخدمها للبناء، لانتهاك الحياة بدلاً من الدفاع عنها. لقد نسينا التضامن والواجب والاحترام، ومجتمعنا يتحول تدريجيًا عشَّ أفاعٍ. أسلوب عيشنا خاطئ إلى اقصى الحدود وسوف يودي بنا إلى الكارثة. · كل شيء في المستقبل سوف يمرُّ من خلال الميدان السمعي البصري، وسنشهد شكلاً آخر من أشكال التواصل مع الأدب والفن عمومًا. ولا بد أن إنسان الحاضر، إذا ما تمَّ زرعه في المستقبل، فسوف يشعر بغربة صاعقة، كما لو أنه في عالم من الأقزام أو من العمالقة. مَن يعرف ما الذي سيحصل غدًا مع كل ما يتم تحقيقه في مجال الهندسة الجينية، ومع قدرة العلماء المتزايدة على تغيير المعطيات الجينية للأجنَّة، كلون الشعر وشكل العينين ودرجة الذكاء، ... إلخ؟ · إننا نعيش في عالم همُّه الرئيسي الظهور والهيمنة، بدءًا من الشركات الضخمة المتعددة الجنسية وصولاً إلى الفرد. يبتعد الواحد منا عن الآخر، ونمعن في انتهاك حقوق الإنسان، أي حقوقنا. · العولمة الاقتصادية وحقوق الإنسان عنصران غير منسجمين، بل متنافران إلى أقصى الحدود. هرُّ العولمة سوف يلتهم فأر حقوق الإنسان، نقطة على السطر. نحن نعيش عصرًا تبدو فيه حقوق الإنسان، من وجهة النظر الرسمية، راسخة ومحترمة ومطالبًا بها ومدافعًا عنها، لكن الواقع غير ذلك: وهذا قد يحملنا إلى ديكتاتورية من نوع جديد، مختلفة عن سابقتها في أنها ليست مثلها بيِّنة وواضحة، سهلة الرصد مما يتيح لنا الكفاح ضدها، بل هي مستترة كسرطان خبيث لن نستطيع نرصد هول خرابه إلا بعد فوات الأوان. · لقد أدركنا درجة استيعاب مرعبة للفظاعات التي تدور حولنا. ثمة خمول وبلادة خطيران، لا بل ثمة خدر شامل. الناس تتململ أحيانًا إثر بعض الصدمات العنيفة، لكنها تعبِّر عن ردود فعلها في شكل موقت، وبعد يوم أو أسبوع على الأكثر تعود إلى روتينها الأعمى والأصم والأبكم. عندما أصبح في وسعنا أن ننتقد ونجادل، أدرنا ظهورنا وأنحنينا على أنانياتنا المفترسة. · ينبغي لنا جميعًا أن نشارك في عملية التغيير. الأدب وحده لا يستطيع فعل شيء. كل الأعمال الأدبية العظيمة التي كُتبت على مرِّ التاريخ لم تستطع أن تحول دون الوضع الكارثي الذي نعيشه. من الضروري أيضًا ألا ننتظر وصول "مخلِّص" ما، يأتي ليحل جميع مشكلاتنا ويقول لنا: "علينا أن نمشي في هذا الاتجاه". لا أحد يملك الحق في أن يقول: "تلك هي الدرب الصحيحة". في وسعه أن يقترح ربما، ولكن في سبيل المناقشة لا الفرض. أثمن ما نملكه جميعًا بين أيدينا هو الشك، لا اليقين. الشكوك هي التي تدفعنا إلى التفكير، أما اليقين فيتسبب بالشلل والجمود، لا بل يحوِّلنا مومياءات. الشك يخصب ويحيي. · لم أشعر يومًا بالحاجة إلى أن أكون صاحب سيرة مهنية لامعة، ولا بالحاجة إلى الشهرة والمجد، ولا بالحاجة إلى تصفيق الناس لي. جل ما أردت فعله هو أن أكتب، فكتبت. أنا لا أؤمن بالأعاجيب، ولكن يجب أن أقرَّ بأن حياتي كانت أعجوبة حقيقية، لأنني من دون أن أفعل أي شيء، من دون أن أضع خطة مفصَّلة أو أن اندفع نحو طموح محدد، تمكَّنتُ من أن أشعر بأني ضروري. لم يكن همِّي يومًا أن أكون في الأضواء. · بيسوا لطالما سكنني. ويحلو لي أن أفكِّر أني أنا أيضًا ربما سكنته، فمعه اضمحلت الحدود بين الواقع والوهم، وكان على حق في ذلك. الأموات "الحقيقيون" لا يمكن أن يموتوا إذا ظللنا نفكِّر فيهم. فذاكرتنا متصلة بهم، وأعمالهم بقيت لدينا، مثل كل ما فعلوه وتركوه وراءهم. فإذا توقفنا عن الهجس بفكرة أنهم ماتوا، فسوف نستطيع أن نهزم الكثير من العوائق التي نبنيها بين الأحياء والأموات، وسنتمكن من العيش معهم من خلال الذاكرة. ولست أعني فقط ذكريات الماضي، أي كل ما كان قيد الوجود يومًا ورحل، بل أيضًا ذكريات المستقبل، أي الأمور التي نقوم بها أو لا نقوم بها وتترك أثرًا لا يمحى على غدنا. · في التاسعة عشرة من عمري، عندما كنتُ أُسأل عما أريد أن أكونه مستقبلاً، كنتُ أجيب دائمًا أني أود أن أصير كاتبًا. ثمة أحلام تحتاج إلى الوقت لكي تنضج على الشجرة، ومنها هذا الحلم. يجب ألا نقطف أحلامنا وهي فجَّة، وإلا لن نستمتع في التهامها. أنا انتظرت كثيرًا، إذ لم ينضج حلمي إلا بعدما صرت في خمسيناتي. آنذاك فقط بدأت أصدِّق أنه لديَّ ربما شيء أقوله وأنه يستحق القول فعلاً. وعندما يسألني أحدهم كيف أدركتُ هذه النقطة، الجواب الوحيد الذي أجده هو الآتي: "أنا لا أكتب فحسب، بل أكتب ما أنا عليه". · من المهم أن يحافظ الإنسان على جوهره، على حقيقته، وذلك ما نحن في صدد خسارته للأسف: حقيقتنا. · أعيش مع كتابتي علاقة خاصة، أقارنها بنموِّ شجرة. إن الشجرة التي نزرعها تنمو، وتنمو على نحو يبدو متوقعًا وغير متوقع في آن واحد. هو متوقع لأننا إذا كنا زرعنا شجرة زيتون مثلاً، نعرف ما سوف تكون النتيجة، فمن السهل تمييز أشجار الزيتون. ولكن ثمة كمية كبيرة من المفاجآت التي تنتظرنا، إذ ليس هنالك شجرة زيتون واحدة تشبه أختها تمامًا. على النحو نفسه، يُزرع الكتاب ويتجذَّر وينمو وفق منطقه الخاص. · لا أؤمن بالإلهام. بل لا أعرف حتى ما هو. الكتابة هي عملي. إنها ما أقوم به. ما أعرفه هو أنه يجب عليَّ أن أقرر الجلوس إلى مكتبي، وليس الإلهام ما سيدفعني إلى الجلوس. شرط الكتابة الأول هو الجلوس، ثم تأتي الكتابة. أحيانًا أفكِّر أن بناء رواية يشبه بناء كرسي: ينبغي أن يتمكن الإنسان من الاستقرار عليه بتوازن. لذلك يجب أن أتأكد من أنه يملك أربع أرجل ثابتة ومتينة. فكرسي بثلاث أرجل يعد بسقطة مؤذية لا بل مميتة أحيانًا. كذلك يشبه الأمر قصة حب مبنية من طرف واحد: لا مفر من أن تدمِّر نفسها بنفسها. · العاشق يصبح إنسانًا مختلفًا. لو كان في وسعنا أن نغرم جميعًا واحدنا بالآخر وأن نظل مغرمين حتى آخر الدهور، فلا شك في أن كوكبنا سوف يصبح آنذاك كوكبًا سعيدًا. الحب شكل من أشكال كسر الوحدة، وإن كان لا يلغي وجودها. نعم، قصص الحب التي أكتبها خارجة على المألوف، ولكن ليس لي الفضل في ذلك. جمال قصة حب ما، تحدده طبيعة المرأة الطرف فيها. إن امرأة استثنائية لا بد ستجعل قصة الحب بينها وبين رجل استثنائية أيضًا. لنكفَّ نحن الرجال عن التباهي والادعاء والتوهُّم بأن لنا دخلاً في الموضوع. لنتواضع قليلاً ونعترف بأن المرأة هي ربَّان السفينة الحقيقي. · إن رؤيتي للدين تقوم على فكرة جوهرية، هي أني لا أؤمن بوجود الله: لا بلحية ولا بدونها، لا ساخطًا ولا متسامحًا، لا محبًّا ولا منكبًّا على مراقبتنا كناظر مدرسة يدوِّن أخطاءنا وزلاتنا. دماغي وعقلي لا يستطيعان قبول وجود إله. كل الآلهة على مر الأزمنة ولدوا من مكان واحد: من الخوف من الموت. فكرة أن الطيبين سيلقون تعويضًا بعد موتهم تبدو لي سخيفة وفي غاية العبثية. الأكيد هو أن الديانات لم تنفع الإنسانية في شيء. فمنطق كل واحدة هو أنها هي الأفضل، هي الأصحُّ، وما تبقى باطل. إنه لأمر يبعث على الجنون. الدين يتلاعب بالإنسان بلا خجل، ولم يقرِّب يومًا الشعوب بعضها من بعض، بل العكس تمامًا. · إذا حاول كل واحد منا أن يجعل اليوم التالي أقل سوءًا من اليوم الحاضر، فسيكون ذلك إنجازًا مهمًا. اعتقد أنه من الفحش أن نعاني هنا على الأرض هذا القدر من المشكلات، وأن نصرَّ على رغم ذلك، مثلاً، على السفر إلى كواكب أخرى. أنا أؤمن بمنطق الأولويات، وإذا ما تأملنا المجتمع الإنساني عمومًا، فسوف تكون الأولوية الأبرز في رأيي هي ايجاد حلٍّ لمشكلة الجوع. غالبًا ما اقول إن الفجور لا يكمن في الإفلام الإباحية، بل في أن ثمة أناسًا يموتون في قرننا هذا بسبب الجوع وبسبب الحروب العبثية. · رأيتُ في فلسطين أناسًا مجبرين على العيش كمنفيين على أرضهم، وما لا أستطيع فهمه في هذا النزاع بالذات هو عجز الإسرائيليين عن استخلاص درس إنسانية وتسامح من العذابات التي عاناها الشعب اليهودي. بل على العكس من ذلك: هم عانوا التمييز والتعذيب، فدأبوا في ممارستهما بدورهم. · منذ 11 أيلول، اكتشف الأميركيون هشاشة الحياة، تلك الهشاشة التي عاشتها بلدان العالم الأخرى في الماضي، أو تعيشها الآن بعنف مرعب. لقد ادرك الأميركيون – أو على الأقل آمل أنهم ادركوا – أصوليتهم وأنانيتهم ووقاحتهم التي تجعلهم لامبالين إزاء ما يحصل خارج حديقتهم الصغيرة. لقد اكتشفوا الآخر. واكتشفوا الخوف معه. فهنيئا لهم بهذا الوعي! · بعد موتي قد يذكرون في الصحف أني كنت كاتبًا ونلت جائزة نوبل للآداب، ولكن إذا كان من الممكن أن يضيفوا إلى هذه المعلومة أني ساهمت في شكل ما في تعزيز السلام على هذه الأرض، فأتمنى أن يوردوا هذه الجملة قبل خبر جائزة نوبل. النهار |
|
|