ابتسامات مقلوبة على قفاها

ليث فائز الأيوبي

 

فوبيا

كان في وسعه أن يصغي
بجذل
لركلات قدمي جنينه المحشور
في رحم زوجته المستلقية
على ظهرها
وعيناها مصوبتان كالغرقى
باتجاه السقف
متوقعة أن يسقط منهارًا
على صدرها
من فرط سعادتها!

*

مشاجرة بيضاء

رجلان
تشاجرا في جوف السوق
مشاجرة صامتة
وافترقا
بكل لباقة
وعلى شفتيهما
ابتسامة
مقلوبة على قفاها
يسيل من أنفها
خيط رفيع
من الدم!

*

ألفة منزلية

ظلها ما يزال يطوف معي
كالفراشات في غرفة النوم
آثار قامتها في صخور الشراشف محفورة
وهي تنهض مبتلة بالعناق
تزيح الستائر عن قمر يتنهد
تحت رماد الظهيرة... محتضرًا
بينما... لا تزال ملابسها الداخلية
ترقد كالقطط المنزلية
راضخة
في سلال الغسيل!

*

تمثال الحرية!

في طريقي إلى السجن
صادفت امرأة
هشموا فمها... بهراواتهم!
... نجمة تتبضع في السوق أعمدة للإنارة
أرصفة للتظاهر ضد غلاء المعيشة
نصب لوضع الأكاليل فوق دم الشهداء
غيوم لركل الجبال بأقدامها
وجرائد للنعي... أربطة للدمى
عربات تمد سلالمها للسماء
لأطفاء نيران روما
وتنصيب نيرون قسًا لبذر الوصايا!
جنود لتعبئة المدفعية
حرب... لسوق التلاميذ صوب الحدود
متاحف للشمع... مفروشة بالطعام
لايواء قادة أحزابنا المفرطين بسمنتهم
في تماثيلها...!

*

طقوس يومية

اعتادت كل صباح
أن تضع وردة حمراء
في قدح الماء الذي أمامها
متجاهلة نظرات زميلاتها الملتحيات من أثر الضغينة
وهن يتناولن الشطائر المليئة بالمفرقعات
ومسحوق الديناميت
مظهرات وجوههن الشنيعة
في مرآة العابر الوسيم على دراجته الهوائية
فوق أرصفة الغيوم السائبة في خيال
غريمتهن المضرجة بالصمت
وهن يتبادلن النميمة بمنتهى الكتمان
كلما التمعت عيناها ببرق خاطف
وافترت عن ثغرها النائم كطفل
ابتسامة ملتوية!

*

مفارقة سوداء

لصق نافذة
يجلس الشاعر المتورد
من زهوه
راضيًا وبشوشًا
كأرملة تتقاضى معاشًا
يقلب إحدى خواطره
مصغيًا
لرنين الملاعق فوق الصحون!

لصق نافذة
يجلس الشاعر المتوحد
منتفضًا
غارقًا في أساطيره
وهو يصغي على مضض
لزئير الأسود!

*

أمنية ماكرة

بودي أن أنظِّم
رحلة
نحو السماء
لقلع أعمدة الإنارة
في شوارعها
وجلد أناسها
بسياط شرطي
يزاول
مهنة التحديق بالمارة...!

*

حب

تفاحة
ترتمي بحنان
على صحنها
وهي
ترمق
في خجل
مدية
تتحرك فيها العروق.

*

جمال أبدي

لم تعد تتصنع النوم
كلما أحست بالشراشف المذعنة
في أعماق العتمة
تزاح عن صدرها
والأنفاس تخدش جبهتها!
بل أبقت عيناها
مفتوحتان، على الدوام،
على سعتيهما
لإعاقة الأشباح الجاثية
قرب سريرها
من الوقوع في غرامها!

*

فضيحة الاسكندر المقدوني

لماذا، يا ترى، أحيل جنود فوج المشاة
على التسريح بجرة قلم
تاركين معاركهم في عهدة الرواة
وعازفي المارشات؟!
حاملين يطغاتهم وملاعقهم وصحونهم
متجهين بصمت صوب حظيرة الأشجار
الرابضة في محطات تعبئة الوقود.
ولماذا تهيكل الفوج... متواريًا
كأصابع المختلسين... بين أضابير وزارة الدفاع...؟
وكيف نمت القرون... متصاعدة كالدخان
تحت خوذة الاسكندر المقدوني؟!
وهل أن ردم الآبار سينهي المشكلة؟!
ياللفضيحة...
وأين ذهبت صناديق الذخيرة؟
هل حقًا...
بيعت في مزايدة متفق عليها سلفًا
لنجار فطن
استطاع تحويلها إلى أقفاص محكمة
لأراحة الطيور من فداحة الوقوف
والثرثرة بلا جدوى فوق أسلاك أعمدة الكهرباء؟!
أوالمراهنة على صنع توابيت ضيقة جدًا ورديئة
تكفي لمن تبقى من الموتى
وهم منشغلون بطهي الحصى في قدور الإعاشة
بعد فراغهم من جلسات النميمة والمشاجرات الطفيفة
وهم يحصون ما مضى من أيام الأسبوع
بأصابع مقضومة من الندم!
ومن سوف يقنع الأمهات يا ترى أن الجنة
لم تعد تحت أقدامهن
خصوصًا...
بعد عودة القطارات المحملة بأرجل الجنود المبتورة
إلى عرينها... خالية من التنهدات!

*** *** ***

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود