أندريه شوراقي

(1917-2007)

أيها الأصدقاء،

تنعي أسرة تحرير معابر إلى قرائها المفكر الكبير، الفرنسي الإسرائيلي، اليهودي الإنساني، أندريه شوراقي الذي وافته المنية في أورشليم–القدس في 9 تموز 2007 عن عمر يناهز التسعين عامًا (ولد في 11 آب 1917). لقد كان شوراقي وجهًا بارزًا من الوجوه التي طبعت القرن العشرين بطابعها؛ وقد تجلَّى هذا في مؤلَّفاته العديدة الأصيلة والمتنوعة وفي نضاله الدائب من أجل السلام بين الشعوب، في سبيل التلاقي الحقيقي بين مختلف الأديان والثقافات الإنسانية. كان ناطقًا باسم الثقافة الفرنسية في إسرائيل. ترجم النصوص المؤسِّسة للأديان الإبراهيمية الثلاثة وفسَّرها، معتبرًا نفسه "حامل سلام" عبر التزامه الفاعل في العديد من الحركات الدينية البينية في سبيل تنمية الصداقة والمودة بين اليهود والمسيحيين والمسلمين. بعض كتبه مترجم إلى 18 لغة، ومن المنشور منها في فرنسا: الكتاب العبري والعهد الجديد، عالَم الكتاب، القرآن، أورشليم: المدينة الحَرَم، الحب القوي كالموت.

قال ناعيًا شوراقي صديقُنا بَسَراب نيكولسكو، عضو هيئة معابر الاستشارية، الفيزيائي والإپستمولوجي الكبير ومؤسس الـCIRET (المركز الدولي للدراسات والبحوث العبرمناهجية)، في جملة ما قال:

[...] كان شوراقي عضوًا فعالاً في الـCIRET وواحدًا من أعضاء مجلس إدارته. وإن المشاركين في الندوة حول "الاحتفاء بالاسم" التي نظَّمها الـCIRET في دار المعلمين العليا في باريس École normale supérieure de Paris بتاريخ 4 آذار 1999 يتذكرون قطعًا حضوره المنير [...]، حيث ألقى شوراقي في تلك الندوة مداخلةً رائعةً بعنوان "الاحتفاء بالاسم على مشارف عالم وليد" قال فيها: "[...] لقد بدأ هرم الاتحاد في العهد القديم بفعل خلق الله للسماء والأرض. بهذا الفعل، كرَّس الإلهُ هذا الاتحاد الذي شمل جميع المخلوقات التي هو والدها. ثم جاء نوح، فإبراهيم، ليؤكدا هذا الاتحاد، الذي كرَّسه موسى على طور سيناء مع بني إسرائيل. هذا الاتحاد هو عينه الذي كرَّسه من بعده المسيح ورُسُله الذين، من خلال العهد الجديد، كرَّسوا الاتحاد الجديد. كذلك الأمر في خصوص الإسلام، حيث أعاد محمد، الموحى إليه من ربِّه، إحياءَ ذكرى موسى وعيسى اللذين يؤكد عليهما القرآن في 502 آية. إن في وسع تحقيق هذه الرؤية البدئية في اليهودية، كما في المسيحية، كما في الإسلام، إنقاذ العالم من الانفجارات والأخطار القاتلة المحدقة به [...]."

*** *** ***