|
الإقامةُ في مَدَائِنِ الضَّوء
أدونيس في بيت هشام شرابي، احتفاءً بـ50 سنة من الصداقة
1 منذ طفولتنا، يا صديقي، نقرأ تاريخَنا، وهو يهبطُ إلينا على أدراج من الدَّم. 2 كل صباح، كنَّا نأخذُ ما سمَّيناه الوطنَ في نزهة حول الكون. 3 ذلك الفضاء الذي نشأنا فيه كان كمثل قبر عائم يتَّكئ على أعمدة غير مرئية في أنفاس البَشَر. 4 كان علينا، في حوارنا مع الحياة، أن نجلسَ على حافة الموت. 5 كنا نتشبَّهُ بالليل، أحيانًا، لكي نُحْسِنَ الإقامةَ في مدائنِ الضَّوء. 6 لنا ضوءٌ واحدٌ لا يَهدي إلى المرافئ، بل إلى اللُّج. 7 مهما تعلَّم الظلامُ فلن يستطيعَ أن يقرأ النور. 8 بلى، هناك لَهَبٌ عربي، غير أنه لا يأكلُ إلا العشب والشجر. 9 ما الذي يدفعُ الزمنَ لكي يسهرَ في غبار خطواتنا؟ 10 سنتابع دائمًا هذا الهدف: الوقوفَ على ذروة الفجر. باريس، تموز 2004 *** *** ***
|
|
|