|
أجزاء 1 1 يدقُّ
داخلك، يسأل
عنك، للمرة
الأولى. * ألأنك
بعدتَ يسأل؟ ألأنك
خرجتَ إلى اللعب، إلى
السحر؟ * يسأل
عنك. وها
الحرية، للمرة
الأولى. * اللعبُ
لعبٌ، خارج
الكلمات وسحر الحواس. تدرك
هذا وحدك. * تعرف، لأن
داخلك دقَّ سائلاً
عنك، للمرة
الأولى. 2 ما
يغطِّي الجبالَ وجذورَها والصحارى
والبحار في
صحوة – على
عكس ما تظن. * تعكس
عليه أفراحَك، أحزانَك أضدادَك
كلَّها... يمتصُّها
كمرآة. * يمتصُّها
ويبقى هو هو، وأنتَ
أنت. * لا
شغف في اللعب، بل
اختبار. اختبارٌ
من أجله أنت، وكلُّ
ما يغطي الكل، وما
تدركه بالحواس، ثم
بالعقل. 3 يتدفَّق
هذا الأسى كلُّه كظلام
يمتطي نهار القلب. * هذا
كلُّه – ويضمُّك الدمعُ، يرافق
اتجاهاتِك كلَّها، حتى
زوايا النوم. * وتختبر، لا
يحميك فكرٌ ولا تمتمات مادامت
تحملك إلى ضفة أخرى. * ومتى
يجفُّ النبع، ينفضُ
القلبُ عنه شعاعَ
الدمع، ويَنْسُلُ
الفرحَ من جديد. 4 كنغمٍ
هائمٍ يخترق الهواءَ والضوءَ
والصمتَ نستمر. * نستمر،
أنا وأنتَ... فلا
خيبة، لا
تكرار، ذلك
أننا نكاد لا نلتقي. * فقط
صوتك وصوتي. لا
نعرف رائحة جلدنا، ولا
دفء ما تحته. * نستمر
في رحم الخيال – وهل
من حقيقة خارجه؟ * نستمر
في اللعب كي
يتمَّ ما مِنْ أجله أتينا. 5 المتكلِّمُ
عن بهاء زنابق الحقل، عن
الانفلات من ناموس جاهل، عن
الحبِّ، عن الحب. * هذا
العارفُ أسرارَ الحِوار، المسافرُ
حرًّا تحت أشجار الزيتون، ومَنْ
معه غير مدرك، غافل. * في
عمق رؤياه، شاهَدَ
البشرَ يحوِّلون حلمَه – رغمًا عنه – دخانًا
أسود، كما
كلُّ دخانهم. 6 لو
بوحك لا يبلغ البحر، لو
حزنك كبير كصوتك، كُنْ
في انتظار المطر. * ومتى
يرتعش الهواء ويلتقي
البرقُ الرعدَ، متى
تمتلئ السماء بمركبة الماء، هامسًا،
قُلْ للهواء الخارج مع
أنفاسك أن
يأخذ معه أيضًا دموع القلب إلى
خيوط الماء، لتحملها
إلى قلب الأرض. * مثل
أمِّك وأنت طفل، بقبلةِ
حبٍّ تأخذ آلامك كلَّها، كذلك
الأرض، بكلِّ
ما فيها، تحبك. وَاصِلْها... * 7 يبثُّ
الفجرُ أولى أنشودةٍ للضوء، يغرِّد عصفور، ثم
كلُّ عصافير شجرة الحور. * عصفور
واحد يعلن اختبار لقائه بالشمس. هل
يختبر عن الجميع؟ ألأنه
غرَّدَ تغني
عصافيرُ شجرةٍ تتسلَّق السماء؟ * وحين
غرَّد عصفورٌ فريد، ثم كلُّ عصافير شجرة
مسافرة، ضحك أحمد الصغير الصغير، وضمَّ
إلى قلبه سرَّ الحياة. 8 استفاقتِ
الغابةُ الرطبة على وَقْعِ
قدميَّ. عَبَقَ
عطرُ الصنوبر المبلَّل بماء
الحياة. * لا
شمس بعدُ لتمسح عتمة كوكبٍ
تَعِبٍ، لا
دفء، والغابة
تستحم عاريةً عند الفجر. * زهرة
بيضاء بلا اسم كشفتْ
عن وجهها لأخضر ورق
الديشار، ساحرة
لأنها بلا اسم. * كالسهم
سافر ثعلبٌ من جذع
سنديانة إلى
جذع صنوبرة. هل
لَفَتَهُ بياضُ الزهرة السافرة، أم
أنه سمع وَقْعَ قدميَّ؟ 9 منذ
النسمة الأولى، الطاقةُ
التي هبَّتْ حملتِ
الضوءَ والظلامَ وأبناءهما. * منذ
النسمة الأولى تحكُمُ
الطاقةُ بوجهين متناقضين. * حين
هيأتِ الأرضُ وليمةَ الحياة
في داخلها نثرتْ
فوقها النور والظلام، وكان
لكلٍّ ذوقُه. * "الجامد
والسائل، الماس
والماء، وكلًّ
ما يولد من رحم الأرض، يحمل
الحياة وعكسها"، قالت
زهرة أقحوان وحيدة صباح
ربيع دامع في
صحراء العراق. 10 السماء
أيضًا تلعب، تبدِّل
عباءاتها زرقاء،
بيضاء، رمادية وسوداء،
مرصَّعة للسهر. * ومتى
يحين زمنُ البدء من
جديد، تفتح
الأسودَ وتسمح
للقمر بشرفة صغيرة، فيخرج
رائعًا كحرف الراء، ويناديني. * وأسالُه
هديةً منكَ. يضحك
ويعدني. ثم
أسمعك خائفًا، وأدرك
كم أن اطمئناني عظيم. ***
|
|
|