|
لغة الصمت هو الله العلي يا نور كلِّ شيء وهداه ومبدأه ومنتهاه باسم الله باسم
الله تاجَرْنا وقامَرْنا وعادَيْنا
وحارَبْنا وخطَّأنا
وكفَّرْنا وقلنا
ذاك زنديقْ وهذا
ملحدٌ مارقْ وأفتينا
بسَفْكِ دَمِهْ وخضنا
حروبنا وقدَّمنا
ضحايانا وأضحيةً
ذبحناها في
محراب عزَّتِهْ ليرضى
ذلك الربُّ باسم
الدين زيَّنَّا مساجدنا وعلَّينا كنائسنا وأبدعنا
عماماتٍ وتيجانا وصرنا
كلَّنا نوَّابا للمعبود
في أرضِهْ لِمَن
– في الصمت – يرثينا ويبكينا ويضحك
من بلاهتنا فما
كنَّا له ندعو ولكنَّا
لأنفسنا ومذهبنا وآراء
بنيناها وأفكارًا ورثناها حَسِبْنا
سرابَها ماءً سيروينا. *** إلهي...
هل تسامحهم وتغفر
كبر غفلتهم فلو
عرفوك ما حادوا عن
الحقِّ ولا
ابتدعوا لهم طرقا فتاهوا
في هوى الطرقِ ولو
فهموك – يا الله – لاتَّحدوا بقولك:
لا إله سواي وذاك
منهج الصدقِ فاعذر
جهلهم، ربِّي واشرح
بالهدى صدرا ووفِّقهم
إلى الحبِّ وكُنْ
معنا لتلهمنا كيف
نحقِّق "الإنسان" – وهو
أول الفكرةْ وهو
آخر الصنعةْ صلاتي
إليك أرفعها لك
الإخلاص من قلبي. *** لغة الصمت تحدِّثني،
تحدِّثني عن
الإخوانِ والصُحبةْ عن
الخلِّ الَّذي خانَ عن
الابن الَّذي عقَّ عن
الطقسِ الَّذي انقلبا وتنقلني
بلمحِ البرقِ إلى
أيامنا الصعبةْ وآلامٍ
تعانيها ولا
تدري لها سببا وآمالٍ
غدتْ كِذْبةْ وجارٍ
يدَّعي علما وشيخٍ
قد هفا هفوةْ تحدِّثني،
وتحكي لي فيخبو
وهجُ قنديلي أعيشُ
مرارة الغربةْ *** تحدِّثني
لساعاتٍ وتنثرُ
في فضا صمتي ضجيج
الحرف والصوتِ وتمضي
عنِّي، تتركني أُعيدُ
صفاءَ ذاكرتي أحاول
رَتْقَ ما انفتقا أردِّد:
ليتَ لم يأتِ *** أنا
أستاذيَ الصمتُ ومنه
كم تعلَّمتُ دروس
الصبرِ والحكمةْ وكيف
الشمسُ تأتينا من
الديجور والعتمةْ وليس
كمثله مَلِكٌ وليس
كعرشه صرْحُ حَنَتْ
هاماتِها ذلاً كلُّ
معاجمِ اللغةِ أقرَّ
بعجزه الصوتُ ويكفيني
إذا صرتُ برحْبِ
فضائه نجمةْ فدعْني
في مَداراتي وأسرارِ
مناجاتي أرتِّل
بعضَ آياتي وهذا
الصمت – لو تدري – له
في نفسنا حُرْمةْ *** مناجاة
صوت في
سكون الصمتِ يومًا جاءني
صوتُ المسيحْ (أم
تراه كان صوتًا للحُسَيْن؟!) قالَ
لي قولَ يقينْ: "إنني
متُّ فداكم، لخلاص
النفس فيكم. وأنتم
– يا أحبائي – بجهلٍ تقتلونني
مرَّتين. كلُّ
فعلٍ سيئ هو مسمارٌ بصدري. كلُّ
قولٍ حادَ عن صدق الحقيقة وأتى
ظلمًا وزورا هو
طعنٌ للذبيح. لا
أريد الدمعَ منكمْ، لا،
ولا هذي الشموع. ارحموني
من دموعٍ لا تطهِّرْ، من
شموعٍ لا تنيرُ ظلمةَ
النفسِ ولا تحيي الضميرْ. كلَّ
يومٍ تصلبونني ثم
توفون النذورْ. كلَّ
يومٍ تقتلونني ثم
تبكون لأجلي وتدقُّون
الصدورْ. إنني
حيٌّ، ولكنْ في قلوب العارفينْ، المتَّقينَ
العابدينْ." قالها
قول يقينْ، ثم
في الصمتِ تلاشى ذلك
الصوتُ الحزينْ. *** خضوع
*** الحقيقة أنا
المسيح... بصمت
كلِّ الأنبياء، الأولياء، المرسلين أمضي،
على ظهري الصليب أنا
الذبيح بكربلا مازال
فوق ترابها دفقُ النجيع أنا
مرَّةً سقراط والحلاَّج
أخرى أنا
عليٌّ اختلفتْ
رسومي غير
أنَّي واحدٌ عبر العصورْ يا
مَن بسوق نخاسةٍ قايضتُمُ
النفسَ الشريفةَ والضميرْ بالمناصبِ
والقصورْ أنا
الَّتي أُدْعى الحقيقة عاديتموني إذ
جهلتم كنهَ ذاتي جئت
أعرِّي خبثكم وأتيت
أفضح جهلكم فقتلتموني قد
غاب عنكم أنِّي،
حين أموت في
التوِّ أولد من جديد كالشمس
أشرق من جديد في
صدور الأتقياء، الأنقياء، العارفين أنا
الحقيقة أنا
العزيزة، والمنيعة، والبتولْ اخلعوا
الأجساد عنكم كي تروني أو
تفوزوا بالقبولْ من
غير رسم أو هوية اتبعوا
أهل الطريق القلب
للصبِّ دليلْ القلب
للصبِّ دليلْ
|
|
|