قصائد مختارة

 

منذر حسن

 

-1-

هوَ لا ينتظر.
لعلَّ شتاءً يقعي على أوراقه الصفرِ،
ينتظرُ منه إشارةً..
ليزخَّ المطر.
.
للشتاءِ زبائن مستطيلون،

أحدُهُم هَمَّ بمزهريَّة مدوَّرةٍ، أنجبت له توائمَ من أقواسِ قزحَ، أو من غيومٍ وأرضعتهم حليبًا مدوَّرًا،
لكنهم سرعانَ ما تحوَّلوا إلى حبيباتِ غبار،
تراكمت على ثقوبٍ لا تتَّسع.
من يومها أصابتهُ حمَّى الثقوب، والتاثَ بالتنقيب عن العلاقةِ بينَ سُمِّ الخيّاط و زهرةِ الَّلوتس.
.
وكانت ساجعةُ قواميسَ تزرقُ على أفكاره المتقاطعة،

حتى ازرقَّتِ الصُّحف،
فظنَّها سنونُوَةً أو محبرة،
وظنَّهُ..
مطر.

(2016)

-2-

بعدَ أن توضَّحتِ الطُّرق،
لم يعدِ التعثُّرُ مجديًا.

حتى العاداتُ السَّيِّئةُ، باتت تقليدًا مُتقنًا،
لألواننا المتشابهة.
.
لعلَّهُ طبقٌ كانَ سيلوحُ، لولا أنَّ جاحظًا لعينًا، حضرَ كقدِّيسٍ لعينٍ،
ليرشقَ لعابَ الَّلحظةِ، بسيلٍ من المفرداتِ المسلوقةِ حتَّى النُّخاع.
.
لكن..

وبرغمِ هذا السَّجعِ المزِّ،
لن أستجديَ غربتي.
.
وما زلت قادرًا على صبِّ كأس.

(2016)

-3-

لم تكن خمرةً رديئةَ،
قلبهُ كان بعيدًا
بعيدًا.
.
لن أسرفَ بالتذكُّر،

غيرَ أنَّ "قرضَ الشعرِ" ليس صعبًا كما تتخيَّلون،
يكفي أن تكون فاقدَ الصلاحيَّةِ،
أو كسولاً مثلي
على أقلِّ تقدير.
.
تافهونَ يملؤون الدنيا انشغالاً، أو غرورًا مصطنعًا،

بالكادِ تصفهم..
بالتافهين.
.
المصادفةُ المتوقعة، أنهم يختلفونَ،

إلّا
في آثارهم.
.
متأخِّرًا

اكتشف أحدُهم، أنَّه يشبه الآخرين،
حين أغلقَ فمه.
.
الصِّبيَةُ الذين كانوا في الجوار، أقسموا بثيابهم الممزَّقة، أنهم رأوا شخصًا بلا ملامح، ولم يفلحوا..

رغم تمزيق ثيابهِ،
بمعرفة أيِّ شيءٍ آخر.

(2017)

-4-

هيَ
لا تتعرَّى على شطٍّ،
لايخلو منها بحرٌ.
لكن..
إن مسَّكَ جوعٌ،
تدعوكَ إلى الصَّيدِ.
أو مسَّكَ حبٌّ..
تدعوكَ لعينيها.
.
حينَ أنبأتني الكرومُ، أنَ لها مداخلَ معشبة، وجسدًا مُضَاءً، رأيتُ هسيسَ أوراقٍ، دخانًا يتطايرُ..

قَطرًا،
وموسيقا.
كنتُ.. كحظِّي الآن،
ألهو مع كلماتٍ..
كيديها.. طازجتين.
وثمَّة كلماتٌ
مازالت..

-5-

لاشيءَ واضحٌ كالهزيمة،
تغفو بين ذراعيك،
كدزينةِ مواعيدَ، بلونٍ بنِّي.
.
أحتاجُ بحرًا،

ريحًا مؤاتيةً، وسفينةً،
نهرًا صغيرًا،
خشبةً ومجدافين.
أحتاجُ:
بضعَ..
كلمات.

-6-

من سيعرفك؟
تناقصُ الأعشاب في حدائقك،
أم صدركَ..
الذي يكاد يختنق!
.
إنَّه الهراء،

يرتدي ثيابهُ الملوَّنة
كي يتفَّ على العنب.
.
لَكأنَّه شعرٌ

ترنَّحت غصَّاتُهُ
ثمَّ اختفى،
كسعال لصٍّ.

-7-

كانَ صباحًا كغيرهِ،
حلوًا.. وكاذبًا.
وكنَّا كغيرنا،
نرتدي أيَّامَنا المُقبلة.
.
لم تكذبِ السِّنديانةُ علينا،

دربُها لم يتخلَّ عن طقوسِهِ الصَّباحيَّة،
لكنَّ قاماتنا أصبحت..
كاذبة.
.

اليوم:
نتخيَّلُ الحبَّ كطابع بريدٍ،
نشتهي أن نمحوَ التَّاريخَ عنهُ،
أن نمحوَ..
أبطالهُ الكاذبين.

*** *** ***

 

 

 

الصفحة الأولى
Front Page

 افتتاحية
Editorial

منقولات روحيّة
Spiritual Traditions

أسطورة
Mythology

قيم خالدة
Perennial Ethics

 إضاءات
Spotlights

 إبستمولوجيا
Epistemology

 طبابة بديلة
Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة
Deep Ecology

علم نفس الأعماق
Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة
Nonviolence & Resistance

 أدب
Literature

 كتب وقراءات
Books & Readings

 فنّ
Art

 مرصد
On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني