بلاد لامرئية..
الزمن التام
أحمد اسكندر سليمان
-1-
الكلدانيون
الذين بنوا بابل
كانوا يتقنون علوم الأفلاك
العلوم التي يسميها الرعاع من حولهم بالسحر الأسود
العلوم التي كانت تبني المدن وتكشف المستقبل
وترسم المصائر حين كانوا يحاورون الآلهة
كما لو أنهم أبناء
المهد ذاته.
أنا كلداني قديم
يعشق السحر الأسود
يحاور الآلهة، ويكتب الآن
القصيدة.
-2-
في الربع الخالي
يصرخ الكائن المتروك، كي تأتي
الذئاب، و
ت
م
ز
ق
ه
ارى الآن
وكما لو أن
أمة بشعوبها وقبائلها
تتآكل في ربعها الخالي
وتعافها الذئاب
ل
ز
ع
ا
ف
ه
ا
ومما
هو مدون
في الزمن التام
يقول بأن السوريين
أبناء ايل
ي
ن
ج
و
ن.
-3-
أليس غريبًا
أن المدن التي بنيناها
حين كنا أبناء إيل الأول
هدمناها بعد أن أصبحنا
أبناء الله.
أليس غريبًا
أن تنتصر رعاعية الأنصال
على دقة البنائين، وكما لو أن الأشرار
هم الذين يتقنون
البقاء.
أليس غريبًا
أن تمتص الحياة استمرارها
من جذور ميتة، وكما لو أن علينا
أن نسيء الفهم، كي
تستجيب الحياة
هذه العاهرة
الرعناء
كان يجب
أن لا يحدث هذا بشكل متواصل
كي لا أعلق هذه المصباح
في سقف منخفض
نعيش تحته
مرغمين.
-4-
أنا وأنت
سنجد الطريقة دائمًا
سنجد الطريقة بعد آلاف سنين الغزاة
لن نرفع أصواتنا كما يفعل الغرباء
سنتخاطر كما تفعل الآلهة
ألسنا سوريين
ألسنا أبناء
إيل.
سنفعل هذا
وكما لو أننا، في
الزمن التام.
-5-
في الفجر
وفيما أنا أتساءل
إن كنت سأكتب تلك الرواية
عن أطفال الحرب والأبناء بالتبني
عن الطرق التي تشكلت بها الجيوش الانكشارية
عن إمكانية تحول الابن الطبيعي إلى ابن بالتبني
عن هوية الأم حين تختلف عن هوية الأب
عن الفصام الذي لا ينجو ابن من أنصاله
على امتداد الأمومة العمياء
ورياح السموم.
قلبي هناك
في بلاد لا مرئية
إلا في مرايا المسعورين
قلبي هناك، بيد
آكلة
ا
ل
ا
ك
ب
ا
د.
-6-
وحين أرغب
يمكنني أن أربك الدم في شرايينك
وحين أرغب يمكنني أن أرفع الجدران أمام عينيك
وحين أرغب يمكنني أن أجعل منك طائرًا
أو حجرًا على منحدر وادي جهنم
وحين أرغب يمكنني أن اوقظك
في الزمن التام
كي
ت
ر
ا
ن
ي.
*** *** ***