نصان
البشير النحلي
تَــــــحْرير..
إِنَّ الْطُّغاةَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصيبَةُ ثَرْوَةٍ تَركوا
الْقُصورَ إلى الْجحورِ وَأطْلَقوا جَيْشَ الكِلابِ عَلى الْبلادْ؛
لَنْ يَنْقُصَ الْمالُ الْحَلالُ، فَفي الْخَزائِنِ ما تَكَدَّسَ مِنْ
عَذاباتِ السُّلالَةِ!
في جِهاتِ الأَرْضِ أَيْضًا إِخْوَةٌ في الْحَرْبِ يَنْتَظِرونَ بَدْءَ
مَواسِم الذَّبْحِ الْمُقَدَّسِ لِلشَّرابْ؛
يَكْفي التَّوّجُّهُ بِالدُّعاءِ إِلى الإلهِ على طَريقَةِ مَذْهَبٍ
يُرْضي الْجُناةْ،
يَكْفي اسْتِشارةُ تاجرٍ في أَيِّما جِهَةٍ لِيَكْتَمِلَ الْخرابْ.
إِنْ زَهْرَةٌ بَسَمَتْ رَأَيْتَ ضِباعَهُمْ خَفَّتْ لِتَأْكُلَ
قَلْبَها، وَرَأَيْتَ في دَمِها الْكِلابْ،
وَسَمِعْتَ مِنْ غِرْبانِ أَزْمِنَةِ التّهارُشِ في الْخرائبِ فَرْحَةَ
النَّصْرِ الْمُحَقَّقِ بِالأَناةْ
وَعَرَفْتَ فَرْحَتَهمْ بِتَحْريرِ الْخَراب مِنَ الْحياةْ!
***
يا وَيْحَ حُلْم عُراتِها وَحُفاتِها.
خَنَقَ الْبِلادَ
رُعاتُها وَدُعاتُها؛
في كُلِّ قَبْوٍ خُطَّةٌ مِنْ خَيْطِ حِقْدٍ مُحْكَمَهْ،
في كُلِّ رُكْنٍ خُطْبَةٌ تَضَعُ الْطُّغاةَ قُضاةَ الْمَحْكَمَهْ،
وَيُوَظَّفُ التّاريخُ مِنْ قِبَلِ الْجُناةِ،
تُوَضَّبُ الآنَ الْوَقائِعُ وَالْقَوانينْ
حَتّى تَصيرَ بِلادُنا
- يا وَيْحَ حُلْمِ عُراتِها وَحُفاتِها-
أَرْضَ الْمَزابِلِ يَقْتَنيها ابْنُ السَّفاهَةِ مِنْ وَراءِ بِحارنا
ما أَكْرَمَهْ!
*** *** ***