ستكون الآلات القادرة على فهم اللغة مفيدة جدًا، لكننا لا نعرف كيف
نبنيها.
تقريبًا في منتصف منافسة محتدمة في لعبة الغُو
Game of Go
في سيؤول، في كوريا الجنوبية، بين لي سيدول أحد
أمهر اللاعبين على الإطلاق، وألفاغو
AlphaGo
برنامج الذكاء الصناعي المطور من قبل غوغل، قام البرنامج بخطوة غامضة
مبرهنًا على تفوقه المثير للأعصاب على خصمه البشري.
ففي الحركة السابعة والثلاثين، اختار ألفاغو أن يضع حجرًا أسود في موقع
بدا مضحكًا للوهلة الأولى. كان جليًا فقدانه لمكان مهم – وهذا من أخطاء
المبتدئين في لعبة تتمحور حول السيطرة على الفراغات في اللوح، مما دفع
معلِّقَيْن تلفزيونيين للتساؤل إذا ما أخطأوا في تفسير الحركة أم هو
خلل في البرنامج. في الحقيقة، وخلافًا لأي خبرة تقليدية، ستمكن الحركة
37 البرنامج من بناء قاعدة رائعة في منتصف اللوح، لينتصر برنامج غوغل
بجدارة بفضل حركة لم تكن لتخطر على بال إنسان.
طوال عقود ازدرى علماء البيولوجيا العاطفة
emotion
والشعور
feeling
بوصفهما غير مهمين. لكنَّ أنطونيو داماسيو
Antonio Damasio
أثبت أنهما محوريين في السيرورات التنظيمية للحياة
لدى جميع المخلوقات الحية تقريبًا.
التبصر الأساسي عند داماسيو هو اعتباره أن المشاعر "خبرات عقلية
بالأحوال الجسدية" تنشأ عندما يفسر الدماغُ العواطفَ، وهذه هي حالات
فيزيائية تنشأ كرد فعل جسدي تجاه المؤثرات الخارجية. (يكون ترتيب
الأحداث كالتالي: أنا أتعرض للخطر، فاختبر الخوف، فأشعر بالرعب).
واقترحَ أن الوعي، سواء أكان "الوعي الصميمي" البدائي عند الحيوانات أو
تصور الذات الموسع عند البشر، يتطلب ذاكرة تسجيلية فردية، وينشأ من
العواطف والمشاعر.
تعود وجهة نظره هذه إلى بداية تسعينيات القرن الماضي، معتمدًا في
الأساس على الدراسات السريرية لمرضى غير قادرين على اتخاذ قرارات سليمة
كون مشاعرهم معتلة بسبب أذيَّة دماغية أصابتهم، على الرغم من أن
تفكيرهم المنطقي لم يتأثر. وتمكن من القيام بهذه الأبحاث بمساعدة
دراسات تشريح الأعصاب التي قامت بها زوجته، هانّا داماسيو، وهي غالبًا
مؤلف مشارك الى جانبه. لطالما اعتمد عملهما على التطورات التكنولوجية.
ومؤخرًا، تممت أدوات كالتصوير العصبي الوظيفي، الذي يقيس العلاقة بين
العمليات العقلية والنشاط في أجزاء الدماغ، استخدام داماسيو لعلم تشريح
الأعصاب.