قصيدةٌ شِبْهُ مُخْتَلَقَة
تشارلز بوكوفسكي
ترجمة: دارين ناظم
أتصوركِ تشربينَ من سبيلٍ، بيدينِ ضئيلتينِ زرقاوينْ
لا!
يداكِ ليستا ضئيلتينِ
إنهُّما صغيرتانِ
والسّبيلُ كانَ
في فرنسا،
حيثُ كتبتِ إليَّ تلكَ الرِّسالةَ الأخيرةَ
عليها أجبتُكِ
ولم أسمع منكِ بعدها.
اعتدتِ أن تكتُبي قصائدَ مجنونةً عن الله والملائكةْ.
كُلَّها بحروفٍ كبيرةٍ
وعرفتِ مشاهيرًا من الفنانيينَ
أغلبَهم كانوا عُشَّاقَكِ
وكاتَبْتُكِ
"لا بأسَ،
افعَلِّيها
ادخُلِّي حياتَهُم،
لستُ بالغيّورِ،
لأننا لم نلتقِ أبدًا".
كنا على وشكِ،
مرةً
في نيواورلينز
على مسافةٍ قريبةْ
لكننا لم نلتق أبدًا
وأبدًا لم نتلامسْ.
هكذا أمضيتِ مع المشاهيرِ، وكتبتِ عن المشاهيرِ
وبالطَّبعِ اكتشفتِ
أنَّ المشاهيرَ معنيونَ بشهرتهم، وليس بالفتاةِ الجّميلةِ الشَّابَّةِ
في أسرَّتِهمْ.
الفتاةُ الّتي كانتْ تُعْطيهمْ
ثمَّ
تستَيقِظُ في الصَّباحِ لتكتُبَ قصائدَ بحروفٍ كبيرةٍ
عن الله والملائكةْ.
نعرِفُ أنَّ الإلهَ ماتَ
هُم أخبَرونا
لكن بالإصغاءِ إليكِ
لم أعُدْ مُتأكِّدًا
رُبَّما مَرَدُّهُ حُرُوفُكِ الكبيرةُ
وكنتِ من أفضلِ الشَّاعِراتِ
وقُلتُ للناشرينَ
والمُحَرِرينَ:
هيَّ،
انشروا لها هيَّ،
هيَّ
"إنَّها مجنونةٌ لكنَّها ساحِرةْ
وما مِنْ زُورٍ في نارِها".
أحبَبتُكِ
كما يُحِبُ رَجُلٌ امرأةً لا يَلمِسُها
بَل فَقَطْ يُراسِلُها
ويَحتَفِظُ ببَعْضِ صُوَرِها.
وكنتُ لأُحِبَكِ أكثَرْ لو أني جلَستُ في غُرفَةٍ صغيرةٍ
ألُفُّ سيجارةً
وأُصغي
إليكِ في الحَمَّامِ تقضينَ حاجةً،
لكن ذلكَ لم يحصلْ.
رسائِلُكِ ازدادتْ حُزنًا
عُشَّاقُكِ خانوكِ
"يا صغيرةْ"
كاتَبْتُكِ
"العُشَّاقُ يخُونونْ"
وهذا لم يُساعدْ.
قُلتِ إنَّهُ صارَ لديكِ مِقعَدٌ للبُكاءِ
وأنَّهُ كان على جِسرٍ
والجِّسرُ فوقَ نَهرٍ،
وأنَّكِ جلستِ على مِقعَدِ البُكاءِ كُلَّ ليلةٍ
وانتحبتِ
بسببِ العُشَّاقِ
الَّذينَ جرحوكِ ونَسَوكِ.
كَاتَبتُكُ ولكنْ
أنتِ بعدها غِبتِ
وصديقٌ كتبَ إليَّ
عن انتحاركِ
بعد ثلاثة أو أربعةِ أشهُرٍ من وقوعهِ
لو كنتُ التقيتُكِ
لكُنتُ على الأرجحِ لأكونَ غيرَ أمينٍّ لكِ
أو أنتِ لي،
ما حصلَ
كان الأفضلْ.
*** *** ***
|
| |
|