نشيدٌ بين الخرائب وقصائد أخرى
أوكتافيو باث
معكِ
كهبَّةِ ريحٍ
فيروزيةٍ تفرُّ
الببغاوات أزواجًا
حماسة
العالمُ يشتعلُ
شجرة
تغلي بالغربان
تستعرُ دون أن تحترقَ
ساكنةً
بين أزهار عبَّاد الشمس العالية
أنتِ
استرخاءة الضوء
النهار
كلمة واسعة مضيئة
خفق أصوات
نهداكِ
ينضُجان أمام عينيَّ
أفكاري
أخفُّ من الهواء
حقيقيٌّ أنا
أرى حياتي وأرى موتي
العالم حقيقيٌّ
أرى
أسكنُ في شفافية.
*
نشيدٌ بين الخرائب
يَهبطُ الليلُ على تيوتيهواكان
Teotihuacan
في قمةِ الهرمِ، يدخِّنُ الفتيةُ الماريغوانا.
غيتاراتُ مبحوحةٌ تُغنِّي.
أيَّة عشبةٍ مخدِّرة، أيُّ مشروبٍ روحيٍّ يقدرُ أن يهَبَنا ما نعتاشُ
منهُ؟
أين تُنبَشُ الكلمةُ،
التناسبُ الذي يحكمُ الإنسانَ والخطابَ،
الرقصُ، المدينةُ والميزان؟
يتفجَّرُ الغناءُ المكسيكيُّ شتائمًا،
نجمةً ملوَّنةً تخمِدُ،
حجرًا يسُدُّ علينا بابَ اللَّمسِ،
للأرضِ طَعمُ ترابٍ معتَّق.
العيونُ ترى، الأيدي تلمسُ.
هنا، يكفي من الأشياء القليلُ:
ثمرةُ صبَّارٍ برية، كوكبٌ شوكيٌّ من المرجان،
ثمارُ تينٍ،
عنبٌ بطعمِ القيامةِ،
مَحارٌ، عذريَّاتٌ خائفة،
ملحٌ، جبنٌ، نبيذٌ، خبزٌ شمسيٌّ.
من عالي بشرتها الملوَّحةِ بالشمس، فتاةُ الجزيرة ترمقُني،
مثل كاتدرائيةٍ مكسوةٍ بالضوء.
أبراجٌ من الملح، على أشجار الصنوبر الخضراء في التخوم،
تبرزُ أشرعةُ المراكبِ البيضاء.
يُشيِّدُ الضوءُ معابدًا على سطح البحر.
*
أوراق اعتماد
أَكتبُ:
أكلِّمُكِ،
أُكلِّمُني.
بكلماتٍ من ماءٍ، من لهيبٍ، من ترابٍ
وهواءٍ،
نخترعُ جنَّةَ النظرات.
ميرندا وفرديناند ينظران في عيني بعضهما
بلا خفقةِ رمشٍ، بلا انتهاءٍ،
حتى يصيرا حجرًا.
هي طريقةٌ للموتِ
مثل كثيرٍ غيرها.
هناك في الأعلى،
تكتبُ الكواكبُ دائمًا
نفسَ الأصوات،
نحن،
هنا في الأسفلِ، نكتُبُ
اسمَ موتنا.
لا يكون الزوجان
couple
زوجين، إلا بعيدًا عن الجنَّةِ.
نحن المطرودون منها،
المحكومون باختراعِها،
بزرعِ أزهارها الهاذيةِ،
لنقطفَها جواهرَ حيَّةً،
نعلِّقُها حول جيد.
نحن محكومون بمغادرة الجنَّةِ:
العالم كلُّه
أمامنا.
*
الشجرةُ تتكلَّم
مقطع
لا، لم أكن دون كيشوت يومًا
ولم أرفع
عن أحد ظلمًا
(حتى ولو كان المساجين يرموني بالحجارة أحيانًا)
ولكن ما أريد
هو أن أموت مثله
بعينين مفتوحتين.
أن أموت
مدركًا أن الموت عودة
إلى
حيث لا ندري
إلى
حيث ننتظر الموت
بلا آمال
متصالحًا مع الأزمنة الثلاث
والاتجاهات الخمس
الروح
- أو ما يسمى هكذا -
وقد غدت شفافية
لا أطلب الإلهام
بل فقط
أن أفتح عيني
أنظر إلى هذا العالم، ألمسه
كما تنظر إليه شمس غاربة.
أريد أن أكون سكينة الدوار
ضمير الوقت
لبرهة بالكاد تساوي
رفة رمش روحي السجينة.
أريد أن أكون وميضًا خاطفًا
أو ثبات انعكاس
على لجَّة تلك اللحظة
ذاكرة ونسيان.
أخيرًا
أريد أن أكون
ذات الوضوح الفوري.
الترجمة عن الفرنسية: أسامة أسعد
*** *** ***