وصل
غاندي إلى مرسيليا بتاريخ 11 أيلول/سبتمبر 1931 في الساعة السادسة صباحًا. وقد
استقبلَه سيلٌ من المصوِّرين والصحفيين الذين استقبلَهم غاندي بكل سرور في
حجرته الضيقة من الدرجة الثانية. وأعلنَ قائلاً:
لم
أُحَـضِّـرْ أيَّةَ خطة ولا أيَّ خطاب ولا أيَّ عرض موجَز ولا أيَّ برنامج من
أجل إقامتي في إنكلترا. سأقوم بكل شيء بحسب ما تمليه علَيَّ اللحظةُ الراهنة،
واثقًا بصوتي الداخلي. فإذا كانت إنكلترا تُقَدِّر حجمَ قوة الحركة الوطنية
فإنني أتوقَّع أنْ تأخذَ مطالبَنا بالحسبان، ولكنْ إذا كانت للأسف ترى أننا
أقلية فعندئذٍ يجب عليَّ أنْ أكونَ مستعدًّا للعودة إلى الهند ولاستئناف النضال.
عندما مرَّ غاندي على الجمارك، سأله المفتِّشُ إنْ كان يمتلك شيئًا عليه أنْ
يُصرِّح به. فأجاب غاندي:
إنني متسوِّل مسكين. هذا كلُّ ما أملكه على الأرض: ست بكَرات غزْل وأواني خاصة
بالسجن ووعاء فيه حليب ماعز وستة مآزر مصنوعةٍ منزليًا ومنشفة وسمعتي التي لا
يمكن أنْ تساويَ قيمةً كبيرة.