الــقــبــر
حسين
ناصوري
القبرُ
على الغيمَةِ
والموتُ
على صدركَ
وأنا... أهرُبُ
أهرُبْ
كي تبقى وحدكَ
مع صُوَرِ الأشياءِ
المصنوعةِ مِنكْ...
ليلُ المصباحِ المشنوقِ
ظلامًا
والنافذةُ الصمَّاءْ
تُؤنِسُ عُزلتُها
أنفاسُكْ
والأرقُ اللَزِجُ
على جبهَتِكَ
المُغتَصَبَةْ
يَمتصُّكَ حتى ...
آخِرِ
شريانٍ أصفرْ
تِلكَ الأوراقُ
مُخَضَّبَةٌ باليأسْ
بصماتُكَ
تشهَدُ أنَّكَ
قاتِلُها
والضوءُ الخافِت
في حِبرِكَ
يرتَسِمُ على شفتيكْ
بسمَةَ قهرٍ...
مُصطنعةْ.
أرضُكَ مُقفِرَةٌ
وسماؤكَ
يغزوها الليلُ الأبيض
والأُفُقُ يضيقُ
يضيقْ
حتى لا يبقى
من ذاكَ الحُلُمِ
المُترامي...
إلا
أشلاءُ العودةِ
والنومِ كطِفلٍ
يرجو ألا ...
يُصبِحَ رجلا ...
كُنتَ تظُنُّ
بأنَّكَ
سوفَ تُحَلِّقُ
بجناحيكَ الورقيين
وتعلو...
حتى تفنى
بُعدا ...
وتناسيتَ
فضاءً قلِقًا
تملؤهُ الأشواك
وينابيعُ النارْ
تسألُ...
مَنْ ملأَ البحر؟
وتَمُرُّ على جرحِكَ
كسفينةِ مِلحْ
قُرصانٌ...
كنزُكَ
في ثلجِ الصحراءْ
تحفِرُ مأساتكَ
فوق الموجْ
تفخرُ ...
أنْ لكَ في هذا
الصخبِ النازِفِ
هَمسَةْ ...
تلمَعُ فوقَ
ضِفافِ الضوءْ
كالنجمةِ
تحسَبُ أنْ
لا أحَدَ يراكْ
شفّافٌ
كالعدمِ الظامئِ
كاللهبِ الجامِحِ
في أقبيَةِ النارْ
يُبهِرُكِ القدرُ اللاذِعُ
وبريقُ الأرواحِ الذائِبَةِ
على أرصِفَةِ الشمعْ
تعتَقِدُ
بأنَّكَ ... حيْ
والقدرُ وأنتْ
فوقَ الغيمةِ
تنتظرانْ...
رُوحُكَ
تُدميها التوبَةُ
غارِقَةٌ
في الإثمِ الطاهِرِ
تتهاوى ...
في ذِكرى جَسَدٍ
يحمِلُ دمعةَ ندمٍ
واحِدَةٍ ...
سوداءْ ...
كُنتَ بريئًا
قبلَ هُروبِكَ
مِنْ ملكوتِ الحُريَّةْ
كانَ طريقُكَ
مِنكَ – إليكْ
شمسُكَ شمعَةْ
تاريخُكَ أقصرُ
من عبثِ الصُدفةْ
كُلُّ الأشياءِ
أنتَ وأنتْ
إلا أنتْ
ترفُضُ حتى أن
تُصبِحَ
شيئًا مِنكْ ...
***
*** ***