|
العـدالة والأخـلاق
الأمير پيوتر ألكسييڤتش كْرَپوتْكِن (1842-1921) مفكِّر ثوري روسي؛ وهو جغرافي وجيولوجي وعالم اجتماع، كما أنه منظِّر للأنارخية[1]. كتب في الأخلاق والتاريخ، وقام بوضع «القانون البيولوجي للتعاون»[2] القائم في الطبيعة والمجتمع. وقد ألقى كْرَپوتْكِن هذه المحاضرة في كلٍّ من مانشستر ولندن في العام 1880، لكنها لم تُنشَر باللغة الروسية إلا في العام 1920. وهو يحاجج فيها الداروِني الإنكليزي ت. هَكْسلي الذي يؤكِّد، مناقضًا داروِن، على «عدم وجود منشأ طبيعي للأخلاق في الإنسان» وعلى أن «الطبيعة تعلِّم الإنسانَ الشرَّ فحسب». * * *
كلَّما ظهر شعورٌ في المجتمع بضرورة إعادة بناء العلاقات القائمة بين البشر لا بدَّ أن ينتعش النقاشُ حول المسائل الأخلاقية. والواقع أن من الطيش الحديث عن إعادة بناء البنيان الاجتماعي دون التفكير في مراجعة المفاهيم الأخلاقية. ولهذا السبب يستيقظ هذا الاهتمامُ النشطُ بالمسائل الأخلاقية. لذا قررتُ أن أتحدث عن علم الأخلاقيات ethics، أي عن أسُس المفاهيم الأخلاقية ومنشئها في الإنسان. في الآونة الأخيرة، ظهرت أعمالٌ غير قليلة حول هذه المسألة؛ غير أني سأتوقف عند المحاضرة التي ألقاها، منذ مدة وجيزة، الپروفسور المعروف من جامعة أكسفورد ت. هَكْسلي، وهي بعنوان التطور والأخلاق. إن الفكرة الرئيسة عند هَكْسلي هي التالية: تجري في العالم سيرورتان: السيرورة الكونية للطبيعة والسيرورة الإيثيقية، أي السيرورة الأخلاقية التي تتجلَّى في الإنسان فقط. و«السيرورة الكونية» هي حياة الطبيعة كلِّها، الحية وغير الحية، بما فيها النبات والحيوان والإنسان. ويؤكِّد هَكْسلي أن هذه السيرورة ليست سوى «صراع دموي بالأسنان والمخالب» وأنها «صراع مستميت من أجل البقاء يخلو من أية منطلقات أخلاقية». وبالتالي، فالدرس الذي نتلقَّاه من الطبيعة هو «درس الشر العضوي»؛ بل لا يجوز حتى اعتبار الطبيعة «لاأخلاقية»، أي غير عارفة للأخلاق، وإنما هي عديمة الأخلاق بالتحديد. هذا هو، بحسب هَكْسلي، الدرس الوحيد الذي يمكن للإنسان أن يستمدَّه من حياة الطبيعة. ولكن ما إن يتَّحد البشر، اتحادًا غير متوقع على الإطلاق، في مجتمع منظَّم حتى تظهر لديهم، لا يُعرَف من أين، «سيرورة إيثيقية»، على الضدِّ من كلِّ ما علَّمتْهم إياه الطبيعة. وغاية هذه العملية ليست الإبقاء على الأقدر، وإنما على «الأفضل من المنظور الأخلاقي». وهذه العملية المجهولة المصدر، التي ليست من الطبيعة بأيِّ حال من الأحوال، بدأت تتطور عن طريق القوانين والعادات، ودعمتْها حضارتُنا، ومنها تشكَّلت أخلاقيتُنا. فما مصدر هذه السيرورة الأخلاقية إذًا؟ نعيد القول، مقتفين أثر هَكْسلي، إننا إذا قلنا بأن هذه المنطلقات الأخلاقية في الإنسان قد تمَّ تلقينُها من قِبَل المشرِّعين، فهذا يعني عدم إعطاء أيِّ جواب، حيث إن هَكْسلي يؤكِّد، بصورة محددة، أنه لم يكن في مقدور المشرِّعين استنباطُ هذه الأفكار من خلال مراقبة الطبيعة. فهو يقول: لم توجد سيرورة أخلاقية لا في المجتمعات الحيوانية، ولا لدى البشر الأوائل، مما يعني (إنْ كان هَكْسلي محقًّا) أن البداية الأخلاقية في الإنسان ما كان لها أن تمتلك منشأً طبيعيًّا. وبالتالي، يبقى التفسيرُ الممكن الوحيد لظهورها هو المنشأ «فوق الطبيعي». وإذا كان من المستحيل أن تتطور العادات الأخلاقية (الإحسان، الصداقة، التعاضد، الكبح الذاتي للنزوات والأهواء، التضحية بالنفس) من المرحلة السابقة على وجود الإنسان أو من عصر الإنسان البدائي، فيبقى شيء واحد هو: تفسير نشوء الأخلاق بأنه حدث بإلهامٍ متعالٍ على الطبيعة، بإلهامٍ «إلهيٍّ». وبالفعل، فمن الأمرين أحدهما: إما أن هَكْسلي، الذي يؤكِّد أن «السيرورة الأخلاقية» لا وجود لها في الطبيعة، مصيب، وإما أن داروِن مصيب، وذلك عندما أقرَّ في مؤلَّفه الأساسي أصل الإنسان، مقتفيًا أثر بيكون وكونت، بأن الغريزة الاجتماعية عند الحيوانات، التي تعيش كقطعان، قد تطورت بقوة إلى درجة أنه يضعها في مرتبة أرقى من غريزة حفظ الذات. وبما أن داروِن يرى أن هذه الغريزة قد تطورت أكثر فأكثر، بعد ذلك، عند الإنسان البدائي بفضل موهبة النطق والمأثورات والعادات المتشكِّلة، فمن الواضح، فيما إذا كانت وجهةُ النظر هذه صحيحة، أن البداية الأخلاقية في الإنسان ليست أكثر من تطورٍ لاحقٍ لغريزة التَّعاشُر[3] التي تميِّز جميع الكائنات الحية تقريبًا والملحوظة في الطبيعة الحية برمَّتها. على هذا النحو فسَّر داروِن – عارف الطبيعة عن قُرب – الشعور الأخلاقي. أما بالنسبة لنا، فالأهم هو أن كلَّ مَن يأخذ على عاتقه عبء الانشغال بمسألة منشأ الأخلاق في الطبيعة على محمل الجِد سيرى أن الحياة قادت معظم الحيوانات التي تعيش حياةً اجتماعيةً إلى تطوير غرائز معروفة، أي العادات الموروثة للطبع الأخلاقي. لذا نجد في مجتمعات الطيور والثدييات العليا (ناهيكم عن النمل والزنابير والنحل) الأصولَ الأولى للمفاهيم الأخلاقية، حيث نجد لديها عادة العيش في جماعات، الأمر الذي بات ضروريًّا بالنسبة لها؛ وكذلك نجد عادة أخرى، وهي: «لا تفعل بالآخرين ما لا تتمنَّى أن يفعلوه بك»، وكثيرًا ما نجد لديها حتى التضحية بالنفس لصالح المجتمع[4]. لذا يمكن القول بأن أخلاقيات التَّعاشُر والتعاضد قد تشكَّلت في عالم الحيوان، وأن الإنسان البدائي كان يعرف جيدًا سِمَة الحياة الحيوانية هذه، كما يتبيَّن من أساطير الشعوب البدائية وأديانها. أما الآن، ومن خلال دراسة المجتمعات البدائية الناجية، نجد أن أخلاقيات التَّعاشُر تلك قد واصلت تطورَها لدى تلك المجتمعات، بالإضافة إلى أننا نكتشف لديها جملةً من العادات والأخلاقيات الكابحة لاستبداد الفرد والمؤسِّسة للمساواة في الحقوق. وفي الحقيقة، تشكِّل المساواة الحقوقية أساس الحياة القبَلية. فعلى سبيل المثال، إذا ما أسال أحدُهم دَمَ فردٍ آخر من قبيلته فلا بدَّ من إسالة الكمية نفسها من دمه. والقانون في الكتاب المقدَّس يقول: «العين بالعين، والسن بالسن، والجرح بالجرح، والحياة بالحياة، لكن ليس أكثر» – وهي القاعدة الملحوظة في وضوح لدى جميع الشعوب التي لا تزال تعيش حياة قبَلية. أما العين بالسنِّ، أو الجرح الطفيف بجرح قاتل، فيخالف التصور المتعلق بالمساواة والعدالة. وإذا ما نظرنا عن كثب إلى هذه التصورات البدائية، أي المتعلقة بالمساواة، فسوف نرى أنها ليست سوى تعبير عن وجوب عدم معاملة شخص من قبيلتك معاملةً لا تتمنَّاها لنفسك، أي بالضبط ما يُعدُّ البداية الأساسية للأخلاق كلِّها ولعلم الأخلاق في مجمله. وهكذا فإن «السيرورة الإيثيقية»، التي يتحدث عنها هَكْسلي والتي بدأت في عالم الحيوان، قد انتقلت إلى الإنسان، وبفضل المأثورات تطورتْ أكثر، وبلغتْ أعلى درجاتها في «أبطال» متفرِّدين للبشرية وفي بعضٍ من معلِّميها. وإن استعداد المرء للتضحية بحياته في سبيل إخوته أمرٌ تغنَّتْ به الشعوبُ كافة، وانتقل بالتالي إلى العقائد القديمة. وقد أصبح هذا الاستعداد للتضحية بالنفس، بالإضافة إلى العفو عن الأعداء ووجوب عدم الثأر القبَلي، أساس البوذية والمسيحية. هكذا تطوَّرت المفاهيم الأخلاقية في الطبيعة والإنسان. من خلال ذلك، نميِّز في سهولة ثلاثة عناصر أساسية للأخلاق: أولاً، غريزة التَّعاشُر التي تطورت عنها العاداتُ والأخلاقُ اللاحقة؛ ومن بعدُ مفهوم العدالة؛ بينما العنصر الثالث هو الشعور الذي نسمِّيه، تسميةً غير صحيحة بعض الشيء، نكران الذات أو التضحية بالنفس، أو الغَيرية، أو الشهامة – وهو شعورٌ مدعومٌ بالعقل، وكان الأجدر أن يُسمَّى الحس الأخلاقي. عندما يتعاون النمل لإنقاذ يرقاته من جحرٍ خرَّبه الإنسان؛ وعندما تجتمع الطيور الصغيرة، طائرةً من كلِّ حدبٍ وصوب، لكي تطرد جارحًا ما ظهر للتوِّ؛ وعندما تجتمع الطيور المهاجرة طوال عدة أيام، قبل تحليقها المديد، فتتجمَّع مساءً في أماكن محددة للتدرُّب على الطيران؛ وعندما تتجمع آلاف الأيائل، قادمةً من مسافات بعيدة، لتنتقل معًا من مكان إلى آخر؛ وبعبارة واحدة: عندما تتجلَّى لدى الحيوانات، في مجتمعاتها، الأخلاقُ والعاداتُ التي تُعينها على البقاء على قيد الحياة في صراعها ضد الطبيعة – في ذلك كلِّه يتم العثور على غريزة متطورة، لا بدَّ للنوع المعطى من أن يهلك من دونها. لقد كان التَّعاشُر، وظلَّ، الصيغة الضرورية للصراع من أجل البقاء؛ وهذا القانون الطبيعي تحديدًا أهمله معظمُ الداروِنيين، ربما لأن داروِن نفسه لم يُعِرْه اهتمامًا كافيًا في عمله الأول أصل الأنواع، فلم يتحدث عنه إلا في عمله الثاني تحدر الإنسان. في حين أن لدينا في هذه الغريزة البداية الأولى للأخلاق، التي تطورت عنها فيما بعد المشاعرُ والعواطف الأكثر سموًّا. واستمرَّت غريزةُ التَّعاشُر في المزيد من التطور وسط البشر... لكن غريزة التَّعاشُر وحدها، على الرغم من ذلك، لم تكن كافية لابتداع قاعدة العَيش القبَلي. وبالفعل، تطور لدى الإنسان البدائي، شيئًا فشيئًا، مفهومٌ جديد، أسمى وأَوعى، هو مفهوم العدالة. وقد أصبح هذا المفهوم أساسيًّا من أجل الإنتاج اللاحق للأخلاق. عندما نقول: «لا تفعل بالآخرين ما لا تتمنَّاه لنفسك» فإننا نطالب بالعدالة التي يكمن جوهرُها في الاعتراف بتساوي جميع أعضاء المجتمع من حيث القيمة، وبالتالي تساويهم في الحقوق وفي الحاجات التي يمكن إبداؤها لبقية أعضاء المجتمع. وبالإضافة إلى ذلك، يتضمَّن هذا المفهوم أيضًا امتناع المرء عن ادِّعاء مكانة لنفسه أعلى من الآخرين. إذ من دون هذا المفهوم المُساوي ما كان للأخلاق أن تنوجد أصلاً. وقد تطور هذا المفهوم بالأخص لدى البشر، بمن فيهم المتوحشون البدائيون، حتى قبل أن يؤسِّسوا ممالكهم الصغيرة. ويعترضون على كلامي بالقول بأنه لدى الشعوب البدائية وُجِدَ محاربون وقُوَّاد وسَحرة وشمنيَّة[5] كانوا يتمتعون بسلطة ما. وبالفعل، فإن التطلع إلى التمتع بحقوق خاصة يتجلَّى في المجتمعات البشرية في مرحلة مبكرة جدًّا، والتاريخ الذي يتم تدريسُه في المدارس (بهدف تمجيد «سلطة السلطات القائمة») يتوقَّف في شغف عند هذه الحقائق بالذات، بحيث يمكن تسمية التاريخ المدرسي حكايةً عن كيفية قيام عدم المساواة. لكن في الوقت نفسه، ناضل البشر في كلِّ مكان في عناد ضد اللامساواة الناشئة؛ وبالتالي فإن التاريخ الحقيقي هو حكاية عن طموح بعض الناس إلى إقامة طبقات تسمو فوق المستوى العام، بينما الجموع قاومت ذلك، ودافعت عن المساواة الحقوقية، حيث سعتْ جميع مؤسَّسات الحياة القبَلية إلى إقامة التساوي الحقوقي. لكن هذا لا يكفي؛ إذ يمكن لنا المتابعة. وقد قررتُ طرح السؤال التالي: «ألا يعود أصل العدالة نفسها إلى طبيعة الإنسان ذاتها؟ وإذا كان هذا صحيحًا، أفلا تُعتبَر سمةً فسيولوجيةً أساسيةً من سمات تفكيرنا؟» إن حقيقة أن عملية التفكير لدينا تتم في صيغة تُعرَف في الرياضيات بـ«المعادلة»، وأن في هذه الصيغة بالذات تنعكس القوانينُ الفيزيائيةُ التي نكتشفها، تقدِّم للتفسير الذي أعطيتُه نصيبًا كبيرًا من الاحتمال. ومن المعروف أيضًا أننا، قبل أن نتوصَّل إلى استنتاج ما، تقدِّم عقولنا حججًا: «مع» و«ضد»؛ ويرى بعض الفسيولوجيين في هذه الظاهرة، إن لم يكن التناظر الثنائي لدماغنا، فعلى الأقل تركيبته المعقدة. إلا أن التَّعاشُر والعدالة لا يشكِّلان مجمل الأخلاق؛ إذ يدخل في تكوينها جزءٌ ثالث يمكن لنا تسميته، بسبب عدم توفُّر تعبير أنسب، الاستعداد للتضحية بالنفس أو الشهامة. يدعو أصحاب مذهب الإيجابية الوضعية positivism هذا الحس بالغَيرية altruism، أي القدرة على العمل لخير الآخرين، بعكس الأنانية egotism التي تعني حبَّ الذات. وهم يتحاشون بذلك مفهوم «محبة القريب» المسيحي لأن عبارة «محبة القريب» لا تعبِّر تعبيرًا صحيحًا عن الشعور الذي يدفع الإنسان إلى التضحية بمصالحه المباشرة من أجل الآخرين. وفي الحقيقة، فإن الشخص الذي يتصرَّف على هذا النحو لا يفكِّر غالبًا في التضحية، ولا يُكِنُّ لهؤلاء «الأقربين» أية محبة خاصة، بل إنه لا يعرفهم حتى في كثير من الحالات. لكن كلمات مثل «الغَيرية» أو «التضحية بالنفس» لا تعبِّر، بالمثل، تعبيرًا صحيحًا عن سِمة هذا النوع من الأفعال، حيث إنها تصبح طبيعية عندما يُقدِمُ عليها الإنسان، لا لأنه مُلزَم بها «من فوق»، ولا بسبب الوعد بالثواب في هذه الحياة أو في الآخرة، ولا لإدراكه للخير الاجتماعي، وإنما بمقتضى دافع داخلي لا يُقاوَم. فالإنسان يتصرَّف على هذا النحو، وليس بطريقة أخرى، لأن هذه هي طبيعته ولأنه لا يستطيع أن يتصرف إلا على هذا النحو. «الشعور بالواجب» قوة أخلاقية لا جدال فيها. لكن هذا الشعور يجب أن يبرز في الحالات الصعبة فقط، وذلك عندما يتعارض جاذبان طبيعيان، فنتردد في التصرُّف. لكن «المتفانين» من البشر يتصرَّفون، في معظم الحالات، دون أن يستدعوا هذا الشعور. وإذا تمَّت تزكيةُ هذا الشعور من قِبل العقل، فإنه لا يعود في حاجة إلى أية مصادقة، أو أية مباركة، «من فوق» ولا إلى أيِّ إلزام مفروض من الخارج. فلنُجمِل الحصيلة: حاول كلُّ مَن كتب حول الأخلاق تقريبًا إرجاعَها إلى بداية وحيدة: إلى وحي علوي، أو إلى شعور طبيعي فطري، يفهم المنفعة الشخصية أو المجتمعية فهمًا حكيمًا. لكنْ، عمليًّا، تبدو الأخلاق نظامًا معقدًا للمشاعر والمفاهيم، تطوَّر في بطء، وواصل تطورَه في البشرية. ولا بدَّ، في الحدِّ الأدنى، من تمييز ثلاثة أقسام رئيسية فيه: غريزة (عادة مورَّثة) التَّعاشُر، العدالة كمفهوم عقلي، وأخيرًا القسم الذي يتم تحريضه من قِبل العقل والذي يمكن تسميتُه نكران الذات أو التضحية بالنفس. بل حتى في الوقت الراهن، حيث تُنفَّذُ قاعدةُ «اعمل لنفسك أولاً» الفردانية individualism المتطرِّفة، قولاً وفعلاً، يشكِّل التكافل والسعي النزيه لخدمة المجتمع جزءًا مهمًّا من حياة المجتمع، بحيث ما كان للبشرية لولا ذلك أن تستمرَّ في الحياة ولو لبضعة عقود من الزمن. *** *** *** الترجمة عن الروسية: هڤال يوسف [1] anarchism: دخلت هذه الكلمة إلى القاموس السياسي العربي بمعنى «الفوضوية»، وكذلك «ضد السلطة»، بينما هي تعني في الأصل اليوناني anarkhia «اللاَّسلطة» – وهي الترجمة الأدق، في رأينا، والأصح. (المترجم) [2] يؤكِّد كْرَپوتكن في كتابه الأساسي الأنارخية أن القانون السائد في الطبيعة هو «التعاون من أجل البقاء»، وليس «الصراع من أجل البقاء». (م) [3] الكلمة تعني: تجمُّع، اختلاط، تعايُش؛ والمعنى الأقرب هو ما أوردناه. (م) [4] يرفض عالم الطبيعيات الروسي پيوتر غالپيرين، في بحث له بعنوان الغريزة والأخلاق قمنا بترجمته ونشره في موقع معابر (باب "إپستمولوجيا"، شباط 2007)، اعتبار هذه السلوكيات الحيوانية أخلاقًا، بل يسميها «غرائز». ولكن علينا أخذ الفارق الزمني بين الباحثَين بعين الاعتبار، إذ لم تكن العلوم الطبيعية قد بلغت في العام 1880 ما بلغتْه اليوم بالطبع. (م) [5] مفردها شامن shaman: هو الكاهن الساحر في بعض الديانات الطبيعية (شمال آسيا، أمريكا الشمالية، إلخ) الذي يتواصل مع الأرواح باستعمال فنون الوَجْد ecstasy والغيبة عن الحس trance ويشفي الأمراض. (المحرِّر)
|
|
|