بـغـبـطـة طـائـر أعـمـى...
جانسيت عارف علي
وسـيـطـة
وسيطة من مرقص الجن
تسجد على رُقى مرصوصة
مأخوذةً بأحجارها الظليلة
تختم قراءاتِها على مصباح
مضمومةً كأنجال الماء
مغشية
الموت
يُمِدُّها بشموع وخادمات
حـمـلـة الـريـح
ها
نحن الآن صغيران
قرب ممهور بصوت إله
لم تنحِّه الصفات
حُصَصُنا الملكية
تدوَّن في ألواح السر
كأننا حملة ريح
كأننا وزَّانها
رقـصـة الـبـجـعـات الـكـفـيـفـات
ها
هي
البيضة التي آوي إليها
قد تنمَّشت بالأيائل
وها أنا
أزِنُ المواقيت برقصة البجعات الكفيفات
في نهر وحشي
أتباع مَن نحن؟
وبأمر أيِّ ملك انفتحنا؟!
حـجـر مـتـنـسِّـك
البيوض القليلة المسروقة بيننا
كُسِرَتْ بماءٍ له غرف مضاءة
كأنها مخابز ضوء
حجر
رشيدي مخطوط بحظوظ متنسِّك
له عُرف قرباني
وإشارات منقِّبة
أيتها الإشارة
انحني
هـيـاكـل مـتـعـانـقـة
وكنت
أحلب أيلاً
أجانِسها
وأقفز فوق أعرافها
طار سهم في وسعه أن يكون
فرس ماء
شَبَكَ الهياكل المتعانقة
بسهم واحد
رفعنا إلى حمامة عابرة تحدُّ
ألف عام
انـحـنـاءة
كان
طائرًا من صفاته
لم يَدْرِ
كيف يستحم فوق ركبة الماء
ولا ينحني!
كـثـرة
أخشى عليك إنْ نطقت
أن تحطَّ الطيور
عليك من كثرتك!
مـزمـار عـائـم
أين
يتَّجه القمر حين يخسف كمعبد
صدئ
حين تقبض عليه سحاباتُ الظل
ويُسجَن في مزمار عائم
يلقيه وعل
من مراتب السماء؟
طـائـر أعـمـى
ظنوها عمياء
لأنها تغمض
وتغرق في ملامح تشبه الطيور
لأنها تسير
وذراعها مشبوكة بقرينة
تشبه نباتات البحر
ظنوها عمياء
لأنها تغمض لترى
ذلك الضوء العاثر أمام النهر
وتلك الفراديس المعلَّقة
في الهواء
الرعشة المسحوبة من أعناق الخيل
وتلك النظرة المطروقة في العنق
عـصـفـور فـي سـريـره
طائر مغلق ومختوم
إشارة مخمورة في رحيق الخلوة
إشارة
تتقدس في نصِّها الناقص
رداؤها ملقًى على ظهور الخيل
المُقعَدة
مختونةً
تُرابِط في المعابد
تزدوجُ في سبات له محاريث وأوراق كبيرة
مـوت هـوائـي
ما
من أحد يرافقني ليلاً إلى تربة
حارة
ما من أحد
يرمِّم وجهي الذي يقلِّد نوم
السحاب
أو يضع الزهور في ثقوب العربة
لم أجد مقرئة الفجر التي تنجِّم
وهي تمَّحى قليلاً
قليلاً
اشتهيت موتًا هوائيًّا ترافقني فيه
قرينات الطير الصغيرات
وآخر مائيًّا
حيث تتجانس السراخس
والأسماك المقلوبة
وتحيات الغرقى
اشتهيت أن يُلقى بي إلى نار تتراشق
العظام المنحوتة
سنونوة عرجاء
بقلب نائم
وسبعة طيوف
آزرتْني
نيوجيرسي، الولايات المتحدة
***
*** ***