|
ضَـميـرٌ
حَـيٌّ للسَّـلام[1] مساء الخير، يسرُّني أن تكون حاضرةً هنا
وجوهٌ مُحِبَّة تشاركني هذه اللحظات،
ويُفرِحُني أنني ووليد صلَيبي معًا هنا اليوم. عندما سألوني: ما هي هذه
الجائزة؟، كان كافيًا أن أجيبهم: التفاتة حقيقية
من أصدقاء يعملون من أجل السلام منذ 61 عامًا
في أنحاء العالم، يعملون من أجل السلام
ويقدِّمون جائزةً للسلام. حقيقية، إذن. د.
أوغاريت يونان تتسلم جائزة منظمة Pax Christi
International
للسلام للعام 2006 من
يد المونسنيور ميشيل الصباح، بطريرك القدس
لطائفة اللاتين والرئيس العالمي للمنظمة (على
يمين الصورة، يبدو إتيين دو يونغِه، السكرتير
العام للمنظمة). اليوم، أود لو نتذكر أول
امرأة في Pax
Christi
انطلقتْ معها المنظمةُ من فرنسا،
مارت دورتل–كلودو Marthe
Dortel-Claudot، وهي تصلِّي مع
المطران تياس Théas
من أجل المصالحة الفرنسية–الألمانية آنذاك
(1945)، فأهديها هذه الجائزة بالطبع. أود لو نتذكر جميع
المناضلين في Pax
Christi
الذين رحلوا... أود لو نتذكر جميع الذين
كُرِّموا من 18 بلدًا بمثل هذه الجائزة منذ
تأسيسها في العام 1988: البرازيل (1988)،
الأُروغواي، تشيكوسلوفاكيا، الولايات
المتحدة الأمريكية، زائير، پولونيا،
يوغوسلافيا، البوسنة، تيمور الشرقية، رواندا،
إيرلندا الشمالية، الپيرو، إنكلترا،
أستراليا، الفيليپين، كرواتيا، البرازيل (مرة
ثانية)، وفرنسا (2005). بالطبع، فرحتُ بالجائزة،
شعرتُ أنها من "داخل البيت"... جائزة جعلتْني أتوقف قليلاً
فأنظر إلى الوراء، إلى سنوات طويلة يبدو أنني
كنت أسعى فيها لكي يُترجَم اللاعنفُ أفعالاً
ولكي ينتصر الحب. مسيرةٌ عشتُها يومًا بيوم،
ولم أحصِ الأيامَ يومًا، منذ حوالى ربع قرن... وعلى هذه الدرب، كان
لشراكتنا مع Pax
Christi International، وPax
Christi Netherlands بشكل خاص،
معنًى كبيرًا، إذ سعيتُ لكي تحمل همَّ
اللاعنف في المنطقة، نشرًا وتربيةً وتدريبًا
وتكوين أُطُر جديدة، جذرية في لاعنفيتها. وها
نحن في قلب هذا المسعى معًا – وقد نجحنا. جائزة للسلام تأتي في وقتٍ
يُجَنُّ بالعنف وبالسياسات المتربِّصة
بالسلام في العالم... تأتي، ونحن في لبنان
أيامُنا عواصف وضمائر في مهبِّ الريح، وخوف
من أن تُستعاد ذكرياتٌ، لم يجف دمُها بعدُ، من
حرب وطائفية وإفقار واحتلال وتبعيات ولعبٍ
بنفوس الناس وعقولها... تأتي، ونحن في فلسطين
أنهكَنا الدفنُ اليومي لأحبائنا ومناضلينا،
وأنهكَنا العنادُ بأن لا خيار سوى الثأر
والعنف، حتى بتنا نسأل: أين القضية؟!... تأتي، ونحن في العراق نسيل
دمًا بعدد الساعات والأيام، باسم المذاهب
والسلطة، وباسم "مقاومة الاحتلال"،
غارقين في لعبة العنف والإلغاء بعد لوعةٍ
وحلمٍ باللاعودة إليها... تأتي، والسودان الغني محروم
من غناه... ومصر مترهِّلة، ونار التزمت تتربص
بها... وسوريا أسيرة لماضي التسلُّط ولقيود
الغرب الأعظم حاضرًا... والأردن حائر...
والخليج مسحور بالاستهلاك... وإيران مندفعة
إلى صورة القطب العالمي المحوري... جائزةٌ للسلام تأتي،
وإسرائيل يترسخ أكثر فأكثر في مشروعه
الاحتلالي الاستيطاني العنصري الدموي، ولو
علتْ صيحاتُ المستنكرين، أو حتى الرافضين
الاعترافَ بوجوده... تأتي، في وقتٍ لم يكن فيه
العالمُ رهينةً بيد قطبٍ واحدٍ أوحد كما هو
اليوم، بيد إدارة أمريكية تتفنَّن في بناء
العنف والتهديد وفي اكتساح خيرات العالم... ... وأوروبا اللاهثة وراء
تمايُزٍ يفصلها، وإنْ قليلاً، عن تلك الإدارة
الأمريكية، متورطة بلا شك في العنف والهيمنة
هنا وهناك، وإنْ بحججٍ أكثر "تهذيبًا"... كل هذا، وتبقى قوى الخير في
كلِّ مكان، والمناضلون اللاعنفيون في كلِّ
مكان، والـ"لا" للظلم والعنف صارخةً
منبِّهة، واخزةً للضمائر، في كلِّ مكان... وتبقى Pax Christi
وشركاؤها، نساءً ورجالاً في كلِّ
مكان، ضميرًا حيًّا للسلام. والجائزة لهؤلاء جميعًا، في
كلِّ مكان. شكرًا لـPax Christi International! شكرًا للبطريرك اللاعنفي
ميشيل الصباح، الصامد في فلسطين والمنير
لمسيرة Pax Christi
في رئاستها لعهدين. وبكلِّ محبة، مبروكة
للأستاذ رامي خوري جائزتُه اليوم أيضًا. من
اليسار إلى اليمين: رشا يعيش، البطريرك
ميشيل الصباح، د. وليد صلَيبي، د. أوغاريت
يونان، ماريولاين فيننكس، إتيين دو يونغِه،
وميشايل روكرتس. وكل التقدير للأعزاء – كلِّ
الأعزاء – في منظمة Pax
Christi، واسمحوا لي أن أخصَّ
منهم: Etienne
de Jonghe, Marjolein Wijninckx, Michael Roekaerts,
ورشا يعيش. *
* * ملحق[2] الأصدقاء الأعزاء، الخيار المدني اللاعنفي بين
أيدينا وفي عهدتنا. وسنفرح أكثر فأكثر كلما
التقينا وكبرت مشاريعُنا واتسعت دائرتُنا. اللقاء بكم في قبرص كان
ضروريًّا جدًّا، وحافزًا لاستكمال ما بدأناه.
لم يكن، بالطبع، لقاءً للنقاش النظري حول
اللاعنف، ولا أيضًا لتباحثٍ مطول حول
مشاريعنا المقبلة. كان اجتماع عمل صغيرًا
كسبناه بجانب مؤتمر Pax
Christi
(التي نشكرها مجددًا على تعاوُنها).
[...] أردنا أن نتوجه إليكم بكلمة
شكر ومحبة وتعبيرٍ عن شعورٍ كبير بقرب
إنجازاتنا اللاعنفية معًا. ونتمنَّى أن
نتداول قريبًا جدًّا مع Pax
Christi Netherlands [...] حول
إمكانات دعم خطواتنا المشتركة والخطوات
التأسيسية لكلٍّ منكم في بلده. سررنا بالتحدث إلى كلٍّ
منكم. وليت الوقت كان أرحب معي ومع وليد كي
نطيل الحوار، فتتكشف إمكانات وأفكار وأحلام
كلٍّ منَّا لبعضنا بعضًا. بمحبة، أوغاريت يونان
ووليد صلَيبي بيروت، في 18/12/2006 ***
*** *** [1]
نص الكلمة التي ألقتْها د. أوغاريت يونان،
مؤسِّسة (مع د. وليد صلَيبي) جمعية "حقوق
الناس" و"الهيئة اللبنانية للحقوق
المدنية"، بمناسبة تسلُّمها ود. رامي
خوري جائزةَ Pax
Christi International للسلام للعام 2006 في لارنكا،
قبرص، مساء الجمعة 08/12/2006. [2]
مقتطفات من رسالة بعثت بها
أوغاريت يونان ووليد صلَيبي بعد عودتهما من
مؤتمر لارنكا بخصوص التنسيق بين المجموعات
اللاعنفية العربية.
|
|
|