غاندي ومُهِمَّة فَحْصِ العَتَاد

 

عدنان الصباح

 

تُرى كيف كان الجيش الإسرائيلي سيتصرف لو أنه وجد نفسه أمام آلاف الأطفال والنساء والشيوخ على بوابات جنين أو رفح أو غيرها من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية؟ وكيف كان سيكتب الصحفيون الأجانب وهم يرون أمًّا فلسطينية تبكي فلذة كبدها بدلاً من أن تطلق الزغاريد؟ أية لغة كانت ستجدها الإدارة الأمريكية لتبرير مقتل الأطفال والنساء لدى اغتيال الشيخ الشهيد شحادة في غزة لو أننا لم نعلن أن شحادة كان القائد العسكري لكتائب القسَّام، واكتفينا بالقول إنه مواطن فلسطيني يُذبَح على أيدي الإسرائيليين بحجج واهية وأكاذيب ملفَّقة، وبدلاً من أن ننشر صوره كقائد عسكري، كنَّا قدَّمناه مع أطفاله وأسرته كقائد سياسي؟

العشرات، العشرات من شهدائنا كانوا مجرَّد ضحايا، ذُبِحوا علنًا على أيدي جيش الاحتلال دونما سبب، بينما رُحنا نحن نقدِّم المبرِّر للإسرائيليين، ونقوم بإجراء عمليات المونتاج لصور الشهداء الضحايا، لنحوِّلهم إلى قادة أبطال أذاقوا إسرائيل وجيشه طعم الموت. وغرقنا في الدور بأن رُحنا نطلق على شهدائنا ألقابًا عجيبة غريبة: كأن نقول عن محمد الدرة، مثلاً، "الشهيد البطل"، مع أن العالم – العالم كلَّه – رأى بأمِّ العين كيف قُتِلَ الطفل محمد الدرة بدم بارد، وهو لا حول له ولا قوه. ثم نسمِّي شهيدًا آخر "خبير المتفجرات" أو "بطل الكاتيوشا" (التي لا نملكها أصلاً!) أو "مهندس التفجيرات" أو "بطل العمليات"، وما إلى هناك من ألقاب عجيبة غريبة، لا يقرأها سوى الأعداء، ولا تخدم سوى أهدافهم هم. فنحن – إن كانت هذه الألقاب موجَّهة إلى جمهورنا – نعرف الحقيقة، ولن تغيِّر اللغة في معلوماتنا شيئًا؛ وإن كانت موجَّهة إلى الخارج، فهي لن تخدم سوى الأعداء. فلماذا نفعل ذلك؟!

قبل أيام، زار الأراضي الفلسطينية آرون غاندي، حفيد المهاتما غاندي. استقبلنا الرجل بحفاوة تليق به وبما يحمل من رمز؛ وانتهت الزيارة، وعاد الرجل أدراجه دون أن يلتفت أحد إلى الرسالة التي سعى إلى قولها لنا من خلال زيارته. فالرجل لم يأتِ للاستعراض، ولا لإشهار ذاته، ولا ترفًا، ولا للسياحة والتمتع. لقد جاء ببساطه ليقول لنا إن هناك وسيلةً أخرى للكفاح لازالت ماثلة للعيان؛ ولقد تمَّ تجريبُها وأثبتتْ نجاعتَها من قبلُ في مواجهة شعب أعزل للمحتلين والجيوش الجرارة. لكن ما من واحد من سياسيينا وكتَّابنا ومفكِّرينا كلَّف نفسه عناء مناقشة رسالة الرجل، ولا إمكانيات العمل بها، أو حتى استحالة ذلك. ما من أحد منَّا دعا إلى لقاءٍ ما لنقاش الفكرة واستخلاص العِبَر من الدعوة أو من الفكرة، أو حتى محاولة دراسة تجربة غاندي في ظلِّ معطيات الواقع المعيش في بلادنا. بل إننا لم نهتم بما اقترحه غاندي الحفيد من مسيرة الخمسين ألف لاجئ، واقتراحه بأن يكون أعضاء المجلس التشريعي على رأس المسيرة. ولا إخالهم إلا قد وضعوا أيديهم على قلوبهم هلعًا وهم يسمعونه يقول: "ما الذي سيحدث؟ قد يقتلون مائة، وقد يقتلون مائتي رجل وامرأة وطفل. من شأن ذلك أن يصدم العالم، فيتساءل عمَّا يجري."

آرون غاندي، تصوير باري شينباوم

لقد قدَّمنا عشرات آلاف الشهداء على طريق الحرية. لكن عملاً من هذا القبيل في حاجة إلى قائد مثل غاندي الجَّد ليكون على رأس الجالسين تحت وابل الرصاص. دائمًا كان لدينا من هم على استعداد للموت في سبيل الحرية. ووحدهم مَن كانوا – ولا زالوا – خلف مكاتبهم المكيَّفة يعتقدون أن أمَّهات شعبنا لن تلد بدائل لهم إن هم وقفوا في وجه دبابات المحتلين كمقاومين حقيقيين، مع إدراكهم أن إسرائيل يخشى مثل هذا الكفاح أكثر من غيره بكثير.

ما من أحد منَّا تذكَّر، مثلاً، أن إسرائيل، قبل سنوات طوال، أبْعَدَ عن الأرض الفلسطينية الاختصاصي النفسي د. مبارك عوض (علمًا بأنه يحمل الجنسية الأمريكية) بعد أن بدأ بالدعوة إلى انتهاج أسلوب اللاعنف في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. ما من أحد سأل نفسه: لماذا يطرد الاحتلالُ رجلاً يطالب باللاعنف في مواجهته؟ ومَن يراقب ما تبث أجهزة الإعلام الإسرائيلية من آراء لنا وما تركِّز عليه من تصريحات يرى إلى أيِّ حدٍّ يهتم إسرائيل – حكومةً ومؤسَّساتٍ – بإبراز لغتنا العنيفة وسياستنا العنيفة، بل وتقديمها على أنها أكبر مما هي، وتضخيم لغة العنف لدينا.

قبل سنوات أجرى معي مراسلُ قناة التلفزيون الإسرائيلي الثانية مقابلة، وكان لديه سؤالان، الأول: "ما رأيك بمنح السيد ياسر عرفات جائزة نوبل للسلام مع بيريس ورابين؟" وأجبته بأن "ذلك من حقِّ ياسر عرفات، ولكن على بيريس ورابين أن يثبتا أنهما يستحقان الجائزة وينسحبا كليًّا من بلادنا!" والسؤال الثاني كان: "في حال حصلتم على دولتكم في الضفة الغربية وقطاع غزه فماذا ستفعلون بشان أراضي العام 48؟" وقد كانت إجابتي: "معًا – نحن والقوى الديموقراطية ومحبو السلام اليهود – سنكافح في سبيل الخلاص من الفكرة الصهيونية العنصرية وتجلِّياتها على الأرض – وبالطرق السِّلْمية." وكان أن تلك المحطة لم تبث كلمة واحدة مما قلت، بينما بثَّتْ، في الليلة نفسها، كلامًا لشاب قال: "عن أيِّ سلام تتحدثون؟ وأي يهود هؤلاء؟ عليهم أن يعودوا من حيث أتوا أو أن يُقتَلوا!" والسؤال: لماذا لم تبث القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي تصريحاتي وبثَّتْ عكسها؟! وقد فعلتْ ذلك – ولازالت – ونحن لازلنا نقدِّم لها ما تريد، على طبق من ذهب، بل ونهاجم كلَّ مَن يحاول تصويرنا كضحية لا حول لها ولا قوة، ونسعى لأن نقدم أنفسنا كأبطال لا يُشَقُّ لهم غبار!

يقول الشاعر الكبير طاغور: "إن للقوه المعنوية سلطانًا أقوى من سلطان القوة البهيمية. وفي هذا برهان قاطع على أن الإنسان الضعيف، ذا القلب المؤمن، يستطيع أن يلقي عنه سلاحه، ويقول إن النصر الأعظم هو لقوة الروح، لا لقوة الساعد." وهذا يقودنا إلى ما قاله غاندي نفسه من أن "هدف كفاحنا هو صداقتنا للعالم أجمع". فهل سعينا نحن إلى ذلك، أم أننا في بعض المراحل خطفنا الطائرات وهاجمنا عواصم العالم وبحثنا عن عداء العالم لنا، تحت شعار يغاير النتائج – وهو توضيح حقيقة قضيتنا أمام الرأي العام العالمي، ودفع العالم ليتنبَّه إلى قضيتنا ويستفيق من سباته؟ فالذي حصل أن العالم استفاق من سباته ليبحث عن كلِّ السُّبُل لمحاربتنا، بدلاً من مساعدتنا! ورُحنا نوصَف بالـ"قراصنة"، ولم نتعلَّم بعدُ، حتى على صعيد بنائنا الداخلي، معنى الوحدة. ففي حين تمكَّن غاندي من توحيد طوائف الهند، ورأى في ذلك أهمية قصوى حين قال: "إذا كنا نريد أن تستقل بلادنا، فيجب أن تتحد طوائفنا اتحادًا وثيقًا لا يعتريه انفصام." ونحن لم نتمكن من إنجاز وحدة فصائلنا، لا طوائفنا.

نحن في حاجة إلى لغة جديدة، وأدوات عمل جديدة، ورؤيا جديدة، نتمكن من خلالها من حشر إسرائيل في الزاوية وتقديمه كدولة جريمة وقتل واحتلال، فلا نقدِّم له دائمًا ما يبرِّر، من وجهة نظر العالم، جرائمَه. فالعالم ليس فلسطين، وهو غير مجبَر على تصديق روايتنا، مهما كانت؛ بل إن من حقِّه أن يفحص الروايتين، ويأخذ ما يقترب من قناعاته ورؤاه. ولقد عرفنا دومًا أن إسرائيل أقدر منَّا على تقديم الرواية الأنجح، وعلى إنتاج سيناريو يتلاءم دومًا مع لغة الغرب وثقافته ومفاهيمه؛ في حين نصرُّ نحن على لغة عفا عنها الزمن، ثم نتباكى لأن ما من أحد يعيرنا اهتمامه، وننسى كليًّا أننا لا نعير أحدًا أيَّ اهتمام.

إسرائيل تقتله لغةُ السلام والعدل والحرية والأمان، ويقتله الحديثُ عن الجوع والحصار والموت والفقر والمرض والحواجز والإغلاقات والجدار؛ وينقذُه من عزلته كلُّ عمل عنف يجد فيه ما يبرِّر جرائمه المتواصلة، فيستخدمه كـ"قميص عثمان"، كحجة لا تنتهي في سبيل استمرار جرائمه المتواصلة. إسرائيل تقتله صورةُ طفل فلسطيني مفزوع؛ وتنقذُه صورةُ ذلك الطفل وهو مدجَّج بالسلاح. إسرائيل تقتله صورةُ أمٍّ فلسطينية تبكي بحرقة؛ وتنقذه صورةُ أمٍّ فلسطينية تزغرد وترقص فرحًا لاستشهاد فلذة كبدها على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي – مع أن الجميع يدرك مرارة وحدة هذه المرأة المكلومة الحزينة، وأن الرقص لا يدل دائمًا على الفرح!

يوميًّا تقتحم قوات الجيش الإسرائيلي مدننا وقرانا ومخيماتنا بهدف القتل أو الإصابة أو الاعتقال، ونبقى نحن في بيوتنا، تاركين شباننا يواجهون آلة الحرب الإسرائيلية وحدهم، بصدورهم العارية. وكلُّ ما نفعله، بعد أن تنجز قوات الاحتلال جريمتها، أن نخرج لحمل الشهداء على الأكتاف والهتاف لبطولتهم، بانتظار جنازة جديدة وبطل جديد نقدمه هدية للسماء. لم نفكر – ولو لمرة واحدة – بالخروج، رجالاً ونساءً، أطفالاً وشيوخًا وشبابًا، لنجلس عنوة أمام دباباتهم لحماية شبابنا من الموت أو الإصابة أو الاعتقال.

يلجأ الأسرى للإضراب عن الطعام لتحسين أوضاعهم، ونلجأ نحن للتضامن معهم، ساعة هنا وساعة هناك، وبأعداد يكاد المرء أحيانا أن يخجل من ذكرها! يُضرَب الأسرى في السجون، ونملأ مِعَدنا بشبه طعام، وننام دون أن نخوض، في جوعنا الذي نعيشه فعلاً، معركةً للإفراج عنهم، بدلاً من التصفيق الباهت لجوعهم. يشرع إسرائيل ببناء الجدار، ويكاد أن تنتهي منه، ونحن نصرخ: "أوقفوا بناء الجدار! عدِّلوا مسار الجدار!" ما من واحد فينا أبدًا كان شعارُه: "اهدموا الجدار!" – ولست أدري لماذا. والأخطر من ذلك أنك تجد أحيانًا عدد المشاركين الأجانب في مسيرة ضد الجدار أكبر بكثير من عدد المشاركين الفلسطينيين. والمصيبة التي نخجل أحيانًا من ذكرها أن عمَّالنا وشركاتنا هم الذين نفَّذوا بناء الجدار، على مرأى ومسمع من العالم – هكذا بكلِّ بساطة، ودون خجل!

قبل سنوات شاركتُ في ندوة ضد الطُّرُق الالتفافية مع أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد عُقِدَتْ الندوة في مدرسة تشرف مباشرة على جرَّافات الاحتلال وهي تمارس عملها في إحدى هذه الطرق. ألقينا خطبًا عصماء، وهدَّدنا إسرائيل بالموت والدمار. ثم همَّ الجميع بالمغادرة. فهمست في أذن ذلك العضو "العظيم" في قيادة منظمة التحرير أن علينا أن نقوم بخطوة عملية، كأنْ ننزل ونحن نرفع أيدينا فوق رؤوسنا للجلوس أمام الجرَّافات. فأيَّد الرجلُ الخطوة وشجَّعني، معتذرًا بأن لديه ارتباطاتٍ كثيرة، وعليه أن يغادر، وأن "فينا البركة"! ومن الطبيعي أنه لم يهتم للأمر أحدٌ وهو يرى حجم سيارة القائد "العظيم" وهي تغادر أرض الاجتماع مسرعة، وكأنه كان نادمًا على أن الندوة عُقِدَتْ في منطقة قريبة لهذه الدرجة من الحدث.

لقد انتهى إسرائيل تمامًا من بناء الطرق الالتفافية، وننسى نحن الأمر كليًّا. وانتهى – أو كاد – من بناء الجدار، ونحن ننسى – أو نكاد – أمر الجدار لصالح قصة جديدة ومطلب جديد وإنجاز إسرائيلي على الأرض من جديد.

كلُّ ما نحتاجه، نحن الفلسطينيين، هو وقفة صادقة وجدية مع الذات، نقوم خلالها بفحص سلامة عتادنا وأدوات كفاحنا ووسائلها، علنًا وعلى مرأى من العالم كلِّه، من دون خجل. فمن غير المعقول أن نبني بأيدينا الجدار الذي لم نطالب بهدمه! ومن غير المعقول أن تغيب عن ذاكرتنا كلُّ جريمة بمجرد حدوث جريمة جديدة! ومن غير المقبول أن لا نتمكن أبدًا من رسم لوحة متكاملة لجرائم الاحتلال، تنطلق من الاحتلال نفسه وتنتهي به – بعبارة أخرى، أن تتحد أدوات كفاحنا وأنشطتنا كافة نحو التخلص من الاحتلال، وبالتالي من إفرازاته.

وعلينا، ونحن نقوم بمراجعة حساباتنا، أن نولي أهمية قصوى لاحترام الرأي العام العالمي، وأن نتقن كيفية التوجُّه نحوه لطلب الإسناد والدعم، لا أن نكتفي بصوتنا العالي وبقناعاتنا الذاتية بأن قضيتنا عادلة.

قد يعتقد البعض أن الدعوة إلى الكفاح اللاعنفي هو دعوة إلى الهروب من المواجهة. والحقيقة أنها دعوة إلى شجاعة الشعب، وكفاح الشعب – كلِّ الشعب، لا حفنة من أبنائه تُلقى على عواتقهم مهمةُ تحرير الشعب المكتفي بالانتظار، الذي لا دور له سوى التصفيق لبطولة الأفراد والسير في جنازاتهم.

لقد أوضح المهاتما غاندي طريقته بالكفاح اللاعنفي بقوله: "إنني أنمِّي في الإنسان الشجاعة المطمئنة إلى أن يموت من غير أن يَقتُل. ومن ليست له هذه الشجاعة فالأفضل له أن يبرع في صنعة القتل واستقبال الموت. فهذا خير من عار الفرار أمام الخطر." وقد فسَّر غاندي خططه في كفاحه السلمي، واصفًا المعارك بين الهنود والمحتلين الإنكليز، بين أناس عراة وبين جيش عرمرم مسلح. يقول غاندي: "كنَّا نتقدم في سبيلنا، فتعترضنا البنادق في يد الخصوم؛ إلا أننا نتقدم غير آبهين لها، فتنطلق منها النيران ويسقط منَّا مَن يسقط، وهكذا دواليك. وعندئذٍ كان أعداؤنا يلقون سلاحهم ويجمدون في أماكنهم مرتبكين." وقد أوضح جليًّا حجم إيمانه بأهدافه، واستعداده لكلِّ شيء في سبيل تحقيقها، حين قال: "أفضل أن أرى الهند تلجأ إلى السلاح للدفاع عن شرفها، على أن أقف كالجبان لأشهد عارها... وخير لنا أن نحرز استقلالنا بالعنف إذا كنَّا لا نستطيع الخلاص من الاستعباد إلا بالقتال."

*** *** ***

 

 الصفحة الأولى

Front Page

 افتتاحية

                              

منقولات روحيّة

Spiritual Traditions

 أسطورة

Mythology

 قيم خالدة

Perennial Ethics

 ٍإضاءات

Spotlights

 إبستمولوجيا

Epistemology

 طبابة بديلة

Alternative Medicine

 إيكولوجيا عميقة

Deep Ecology

علم نفس الأعماق

Depth Psychology

اللاعنف والمقاومة

Nonviolence & Resistance

 أدب

Literature

 كتب وقراءات

Books & Readings

 فنّ

Art

 مرصد

On the Lookout

The Sycamore Center

للاتصال بنا 

الهاتف: 3312257 - 11 - 963

العنوان: ص. ب.: 5866 - دمشق/ سورية

maaber@scs-net.org  :البريد الإلكتروني

  ساعد في التنضيد: لمى       الأخرس، لوسي خير بك، نبيل سلامة، هفال       يوسف وديمة عبّود