|
أساطير في
قرية صغيرة، على مقربة من جبل كبير يُسمَّى بـ"جبل
النسر الأبيض" – سُمِّيَ بهذا الاسم لأنه
الموطن الأصلي لنوع نادر من النسور اسمه النسر
الأبيض – كانت عبادة الشمس هي الدين السائد.
أهل القرية كانوا من النوع الكسول جدًّا،
لدرجه أنهم يقضون الشتاء كلَّه داخل بيوتهم –
وهو أمر طبيعي في حرارة منخفضة إلى ما دون
العاشرة تحت الصفر. في ذلك السبات الطويل كان
أهل القرية لا يفعلون شيئًا سوى النوم
والاستماع إلى الحكايات الخرافية حول الموقد.
ولكن حكاية واحدة فقط كانت أسطورة حقيقية،
حقيقية جدًّا، لدرجة أنهم كرَّسوا حياتهم
كلَّها في سبيل تحققها يومًا. يُحكى أنه في الأزل كانت لدى
إله السماء ابنةٌ جميلة جدًّا اسمها أميرة
قوس قزح، كانت تتخذ من الشمس عرشًا لها. في أحد
الأيام رآها أمير الجبل، ودخلا في قصة حبٍّ
منذ اللحظة الأولى. وعلى الرغم من الخلاف
الكبير بين إله السماء واله الأرض، تجاهل
الأميران ذلك، فأنجبا طفلاً رائعًا بنصفين:
نصف سماوي، ونصف أرضي. عاقب إلهُ السماء أميرة
قوس قزح بأن خلق الليل. وهكذا كانت لا ترى
حبيبها إلا في النهار فقط. وأما إله الأرض فقد
عاقب أمير الجبل بأن حوَّل الطفل إلى نسر
أبيض، لا يعيش إلا في الجبل. وتقضي النبوءة
بأن اللعنة على ذلك الطفل غير أبدية، وسينزل
هذا الشاب الفتى إلى الأرض يومًا لكي يحكم
العالم، وتكون القرية عاصمته. فكان سكان
القرية يؤمنون بسيد العالم الذي سينزل إلى
الأرض يومًا. *** الراوية:
على الرغم من الهدوء الذي كان يعمُّ القرية
فقد كانت لديها مشكلاتها الخاصة... [رئيس الكهنة، مع اثنين من
الكهنة، يعيشون في أحد البساتين التي كانت
تُجاوِرُ معبد الشمس الكبير.] الكاهن الأول:
قل لنا، يا كبير المعبد: من أين أتت إلهتنا
العظيمة الشمس؟ رئيس الكهنة:
كانت السماء هي كلُّ شيء. فأرادت أن تظهر،
فخلقت الشمس لكي تظهر. الكاهن الثاني:
هناك سؤال قد شغلني كثيرًا: لماذا الشمس
دائرية على الصورة التي نراها؟ رئيس الكهنة:
الدائرة تشير إلى كلِّ شيء مطلق غير محدود. [لحظات من الصمت.] الكاهن الثاني:
ما هذا الشيء هناك؟ رئيس الكهنة:
ماذا؟ إنني لا أرى جيدًا. الكاهن الأول:
إنه بيت صغير مبني بالحجر الأحمر... ما الذي
جاء به إلى هنا؟! الكاهن الثاني
[يقتربون]: لست أدري. رئيس الكهنة:
إنه معبد! [يدورون حول البناء.] الكاهن الأول:
ما هذا الشيء المكتوب على مدخله؟ رئيس الكهنة:
دعوني أقرأ [يقرأ بصوت عال]: "إلى الإله
المجهول الذي يراني ولا أراه، مباركٌ به هذا
المعبد." الكاهن الأول
[بعصبية]: هذا تجديف... هذا كفر! الكاهن الثاني:
إله مجهول! إنها مهزلة! رئيس الكهنة:
عرفتُ مَن بناه. [في سوق القرية المزدحم
جدًّا، عند محلٍّ صغير للتجارة، يجلس شخصان.] الشخص الأول:
لم لا يساعدك ولدُك آرام، يا سيد ثامار؟
فالعمل كثير. ثامار:
لقد أتعبني كثيرًا. يقولون لي: لديك ولد. آه...
هذا هو الولد. الشخص:
ولدك طيب جدًّا... حاول أن تساعده. ثامار:
إنه مهووس بالطيران. لقد انتزع ريش أجنحة كلِّ
دجاجة رآها لكي يكمل بناء جناحيه. [في نفسه:
أمُّه المتسلِّطة هي السبب.] الشخص:
خذه إلى رئيس الكهنة، لعلَّ الشمس تشمله
ببركاتها. ثامار
[يضحك]: أخاف على دجاجات المعبد إذا رآها! الشخص:
على ذكر سيد المعبد، هل سمعت بآخر الأخبار؟ ثامار:
ماذا؟ الشخص:
لقد وجدوا معبداً لإله آخر! ثامار:
أي إله؟! الشخص:
لست أدري، يا صديقي. ثامار:
ما بها الشمس حتى يختاروا غيرها؟! الشخص:
هناك شائعات تقول إن العجوز آرام هو من وراء
هذا. ثامار:
الكل يعرفه... فهو مجنون. [في بيت ثامار، يجلس الأب مع
زوجه راحاب وابنه آرام، ذي السبعة عشر
ربيعًا، إلى مائدة الطعام.] راحاب:
كيف الحال؟ تبدو متعبًا، يا ثامار. ثامار:
أنا بخير. راحاب:
العمل كثير. لم لا تجلب لك مساعدًا؟ ثامار
[يلتفت نحو آرام بحنق]: لا أريد! [ينهض
ويبتعد.] راحاب:
لا تريد الطعام؟! ثامار:
لا، لا أريد الطعام! [يتوارى في إحدى الغرف.] آرام:
أبي متعب جدًّا. راحاب:
لا عليك! حاول أن تأكل... يبدو عليك الشحوب. آرام:
آه، تذكرت. أهل القرية جميعًا يتحدثون عن ذلك
المعتوه آرام. راحاب
[بشدة]: إنه ليس مجنونًا... لا أحد يفهمه. آرام:
قال لي أبي مرة إنه كان من جيرانكم في الماضي. راحاب: عندما كنَّا صغارًا،
ترك القرية ليعيش على الجبل. آرام:
حدثيني عنه أكثر. راحاب:
أتذكَّره جيدًا. كان غير طبيعي... كلُّ ما
يشغله هو النجوم والفلسفة والتأمل في كلِّ
شيء... [تغرق في لحظات من الصمت تتذكر فيها
ثلاثة صبية يلعبون بفراشة.] صبي ضخم:
سوف أقص جناحيها. [يقصهما، والكلُّ يضحك ويسخر.] صبي آخر:
لقد صارت تشبه النملة! الصبي الثالث:
هذا آرام وراحاب يلعبان بالقرب من تلك الشجرة.
دعونا نريه الفراشة. سيبكي حين يراها! [يضحكون.] [هناك، عند الشجرة، آرام
يجلس مع راحاب، يلعبان بالرمل.] آرام:
راحاب، أنت صديقتي الوحيدة... سأطلعك على سر. راحاب:
ما هو؟ آرام:
لقد صمَّمتُ طائرة من أغصان الشجر، تستطيع
التحليق بقوة الهواء. راحاب:
أنت تمزح، يا آرام! [يُخرِج آرام قطعة من الجلد
عليها رَسْمٌ لطائرة شراعية.] راحاب:
إنها رائعة! [يقاطعهما الصبية الثلاثة.] الصبي الضخم:
سأريك، يا آرام، مشهدًا رائعًا، مشهدًا ستحبه
كثيرًا. [يرميه بالفراشة.] آرام
[ينحني على الفراشة بعد أن سقطت على الأرض]:
ما هذا؟! المسكينة! [يبكي.] راحاب
[بعصبية]: أنت أحمق أم ماذا؟! الصبي الضخم
[يمسك آرام من إزاره ويرفعه إلى الأعلى بقوة]:
اسمعي، يا راحاب: إذا لم تسكتي، فسأهشِّم وجه
صديقك بضربة واحدة. أنا الأقوى! [يدفعه نحو
الأرض بقوة، ويبتعد ورفاقه.] راحاب
[تنحني لكي تساعده على النهوض]: آرام، هل
أنت بخير؟! آرام:
منذ أن فقدت أبي والجميع يحتقرونني. الذنب ليس
ذنبي! [يبكي.] [عودة إلى راحاب الأم وآرام
الابن.] راحاب:
لقد كان يعشق الأشياء الجميلة... إحساسه
المرهف كان رائعًا! آرام
[في نفسه]: لا بدَّ أن لديه خبرة في مجال
الطيران. راحاب:
إلى أين ذهبت بخيالك؟ آرام:
لا، يا أمي، أنا هنا... معك. [بعد أيام، يدخل آرام على
والدته، وهي تقوم بشؤون البيت.] آرام:
أمي... أمي... أريد الذهاب إلى الجبل لجلب بعض
الأخشاب. أبي يحتاج إلى الكثير من الأشجار. راحاب:
رائع أن تساعد والدك! آرام:
سأتأخر بعض الشيء. راحاب: لن يوافق أبوك على
ذلك. آرام:
لن يوافق؟! وتأثيرك السحري، أين ذهب؟ [آرام يمشي بين الصخور بحثًا
عن المغارة التي يعيش فيها آرام العجوز. يدخل
المغارة، ولكن لا يجد أحدًا. لكن أمنيته لا
تذهب سدى. ففي طريق العودة يجد آرام العجوز
أمامه.] آرام العجوز:
هل من مساعدة؟ آرام الفتى:
أنت آرام؟ العجوز:
نعم، هل من خدمة أؤديها لك؟ الفتى:
سمعت بأنك تستطيع الطيران كالنسور. العجوز:
نعم، ولكن ليس بالضبط. الفتى:
علِّمني، أرجوك! العجوز:
ما اسمك؟ الفتى:
اسمي آرام بن ثامار. العجوز:
هل تقصد النجار، زوج راحاب. الفتى:
نعم. العجوز:
أمك إنسان رائع حتى جعلتْك على هذه الشاكلة! الفتى:
علِّمني، أرجوك! العجوز:
إذا لم تحرِّر روحك من جسدك فلن تطير. الفتى:
أحب أن أرافقك. العجوز:
ولكن... أهلك... والقرية... والمعبد؟! الفتى:
أمي تقول: لا يمكن لغير المقدس أن يطير. العجوز:
هي محقَّة. سنبدأ الدرس الأول. [بعد عدة أسابيع، راحاب
جالسة في البيت، تخيط بعض الملابس. يدخل عليها
ثامار، وتبدو عليه أمارات العصبية.] ثامار:
أين ولدك اللعين؟ راحاب:
هل تقصد ولدك؟ ثامار:
نعم، يا امرأة! [تصمت راحاب ولا تجيب.] إنه
يرافق آرام الأبله هذه الأيام... يا ويلي! راحاب
[بريق يخطف عينيها]: حقًّا؟! ثامار:
والشمس لأقتلنَّ ذلك المجنون إذا لم يترك
ولدي. [تواصل راحاب تجاهُله كأنه غير موجود.]
أنتِ السبب... أنتِ السبب! [يخرج.] [تعود بالذاكرة إلى ما قبل
عشرين عامًا. تجلس راحاب على ضفة النهر وحيدة،
تتأمل انعكاس أشعة الشمس على النهر. فجأة،
يقطع خلوتها ثامار.] ثامار:
آسف على مقاطعتك، يا أجمل فتاة في العالم! راحاب:
ماذا تريد، يا نذير الشؤم! ثامار
[ساخرًا]: أخيرًا لن تقوم لحبيبك آرام
قائمة بعد الآن. راحاب: ماذا فعلت؟ ثامار:
اذهبي، وسترين بنفسك... ولكن قبل ذلك، اذهبي
إلى البيت، لتسمعي خبرًا رائعًا حول موعد
زفافنا. إنه سيتم بعد أسبوعين. راحاب
[بدهشة]: ماذا؟! ثامار:
أبوك رجل مسكين، ولا يستطيع مواجهة قوة أبي. [تنهض راحاب، وتذهب نحو بيت
آرام راكضة عبر الحقول، وتدخل عليه. تجده وقد
ملأت الكدمات جسمه كلَّه.] راحاب:
مَن الذي فعل بك هذا؟ آرام:
لقد وقعت من أعلى السلَّم. راحاب:
إنه ثامار، أليس كذلك؟ [يصمت آرام.] اسمع، يا
آرام، لقد تمَّ تحديد موعد زواجي أخيرًا. هيا
بنا نهرب... نحن متحابَّان، وسنتزوج. [يواصل
آرام الصمت.] هيا بنا... هيا بنا... ماذا بك، يا
آرام؟ [تتراجع نحو الخلف.] إنك تغدر بي. لا أصدق
ما أسمع! دعِ السماء تنفعك يا مجنون! أنك لست
من البشر! ما تكون؟! [تخرج راكضة والدموع تنهمر
من عينيها.] [تنهض راحاب عن الملابس،
وتذهب إلى غرفة ولدها آرام، وتبحث في أغراضه
وأوراقه، فتجد قطعة من الجلد مرسوم عليها
تصميم لطائرة شراعية. ابتسامة من نوع خاص
ترتسم على شفتيها.] الراوية:
بعد سنوات، صار آرام الفتى معلِّمًا، يأخذ عن
آرام الكبير تعاليمه وينشرها بين الناس. وعلى
العكس من ذلك العجوز المنطوي على نفسه، صار
لآرام الفتى الكثير من الأتباع والتلاميذ.
وهو الآن، كما نراه، جالس مع مجموعة من
تلاميذه. آرام الفتى:
احفظوا عني هذه الوصايا: الشهوة، إذا حبلت،
تلد الخطيئة؛ والخطيئة، إذا كملت، تنسُلُ
موتًا... أكبركم يكون خادمًا لكم... مَن يرفع
نفسه يتَّضع، ومَن يضع نفسه يرتفع... أمِتْ
أعضاءك التي على الأرض... الزنا والنجاسة
والهوى والشهوة والطمع هي أمور لعبادة
الأوثان، أمور ينزل من جرَّائها غضبُ الله
على أبناء المعصية. تلميذ:
ولكن، يا معلِّم، الناس تسأل: كيف نعبد إلهًا
لا نراه. آرام:
لا يمكن للربِّ أن يكون سلعة تُباع وتُشترى،
أو حانوتًا ينفتح متى نشاء وكيف نشاء، ولا
ترنيمة أو دعاءً بيد دجَّال قصدُه كَنْزُ
الدنانير والدراهم. الله يسمو على الهياكل
المصنوعة والتماثيل المنقوشة. الحواس خادعة...
فصغير اليوم هو كبير الغد، وكبير اليوم هو
صغير الغد. ورُبَّ قريب هو أبعد من البعيد،
ورُبَّ بعيد هو أقرب من القريب. الراوية:
وتنقضي سنوات أخرى، وتتحول تلك التعاليم إلى
شبه عقيدة دينية، تغزو العقول كالأفيون – هذه
العقيدة الآرامية التي تدعو إلى التوحيد
وعبادة الإله الواحد، الذي ليس له شريك أو
زوجة أو ولد، إله مجهول لا تُدركه الحواس. كان
سؤالاً لا يمكن الإجابة عنه. وهذا، في
اعتقادي، سرُّ ديمومته وخلوده عبر العصور.
كانت لدى آرام الكبير أسبابٌ روحية مقنعة
تجعله يحتكر الإجابة. آما آرام الفتى فقد كان
يحتكر الإجابة هو الآخر، لأنه تعلَّم أن
يقلِّد أستاذه في طريقة جلوسه، في طريقة
كلامه، وفي كلِّ شيء. وهكذا صار السؤال أشبه
بحجر الزاوية لهذه العقيدة، أو ربما أشبه
بالشبح الذي يغزو العقول الفارغة والنفوس
المعذبة. لكن هذا الشبح من النوع الطيب جدًّا:
فهو للفقير لقمة عيش مفقودة، لا يلتقي بها إلا
في خياله؛ وهو لغنيٍّ جشع حسابٌ يضاف إلى
حساباته المصرفية السابقة – هو الغني،
المتكبر، الأول والآخر، مالك الملك، والعقل
المطلق، الجبار، العنيد، وهو الرحمن الرحيم! [ويتمكن المرض من تسليم آرام
الكبير إلى مركب الموت. يجلس آرام الفتى عند
رأسه يصغي إلى كلماته الأخيرة.] آرام الكبير:
إني أرى بابًا ينفتح لي، هناك بالقرب من الشمس...
اسمع، يا ولدي: لقد أحببت والدتك كثيرًا،
ولكني تركتها للذئاب، ورحلت أطلب قَدَري...
هذا العالم، يا آرام، كالمنفى، وهو ليس عالمك
الحقيقي... عالمك الحقيقي هناك، وراء الأفق...
آه... آه، يا آرام... هذا العهد أمانة في عنقك...
أتذكُر يومك الأول، عندما جئتني تتعلَّم
الطيران؟ لقد علَّمتك، يا ولدي، ما هو أقدس...
لقد جعلتك تحلِّق في سماء الروح كالملاك...
والآن... آه... [يلفظ آخر أنفاسه.] الراوية:
وراح آرام الفتى يرقب الجثة الهامدة، يرقبها
بشغف غريب. صار يعيش في إحساس من نوع جديد،
إحساس الوحدة القاتل، وبأنه ضائع، غريب عن
هذا العالم. تمر الأيام، ويرفض مقابلة أيِّ
شخص. صارت تأتيه صورٌ من الماضي: الحكايات
التي كانت ترويها له أمُّه عن ذاك الرجل
الأسطوري الذي كان يمتلك جناحين، وعن حلمه
بأن يطير مثل النسور، وعن لقائه بآرام الكبير.
صار يتخيل بأن آرام الكبير يركب على نسر ضوئي،
متجولاً بين الغيوم. الراوية
[يتابع]: وتمرُّ الأيام دون أن تهدأ
معاناته النفسية الحادة. وجهه شاحب، لا يأكل،
منطويًا على نفسه. وبدأ يعاني من نوبات هذيان
تقوده إلى طفولته الأولى، إلى حكايات النسر
الأبيض، وأميرة قوس قزح، وسيد العالم المنتظر.
لم يخطر ببال أحد من تلامذته بأنه يعاني من
اضطراب نفسي حادٍّ، من نوبات هلوسة بصرية
وسمعية، وأحيانًا من هذيان متكرر. فسَّروه
على أن الوحي السماوي بدأ يُثقِل عليه. وهكذا
صدَّق الجميع كلَّ ما يصدر منه. *** بالقرب
من جبل يُسمَّى بـ"جبل النسر الأبيض"،
تمكث مدينة، هي عاصمة أكبر إمبراطورية حكمت
الشرق والغرب. آمن أهل المدينة بالدين
الجديد، عبادة النسر الأبيض، الإله الواحد
الذي لا شريك له. رجال المدينة كانوا محاربين
أشدَّاء، لدرجة أنهم يقضون الشتاء في
الفتوحات وحروب التحرير ونشر مفردات الدين
الجديد. أما الأطفال فكانوا يستمعون إلى
الحكايات الخرافية. ولكن حكاية واحدة كانت
أسطورة حقيقية، حقيقية جدًّا، لدرجة أنهم
كرَّسوا حياتهم كلَّها في سبيل تحققها يومًا:
حكاية نزول آرام من الجبل، حاملاً روح النسر
الأبيض في داخله ليكون سيِّد العالم. ***
*** *** 26/12/2002
|
|
|