|
احتمالات 3 (26) أيُّها الهرُّ العاري بنظرةٍ كنتَ تروزُ الأفقَ ما بكَ؟ كما لَوْ خَلَتْ دنياكَ من
الفصولِ من أبوابٍ تُفتَحُ في
المساء مثل مريضٍ يسحبُ ببطءٍ قدميه كفُّه لا تقدرُ أن تشربَ
السَّماء كوكبٌ تغريه الغفوة لا يدورُ حول شمسه أيُّها العاري، يا ظلَّ
شاعر مائلاً صَوْبَ زمن الأشنَّة
والطَّحالب تفترشُ البينَ بينَ مطرقةٍ
وسندان صرخةٌ صامتةٌ تصرعُ الوجد زرقاءَ تزلزلُ المكان ما بكَ؟ تنظرُ حيث أجلسُ من وراء الزُّجاج في مقهًى بحريٍّ لا تغمضُ الأجفان؟ هل تحزمُ نظراتِك بالأسئلة كطَرْدٍ مختوم مرميٍّ في بريد كانون أَمْ في حلقات النور؟ يا ظلَّ الشاعر، أيُّها
العاري مُواؤك رَفْضٌ طَواهُ الموج فَوَاصِلُكَ كرٌّ فرٌّ وانتظارٌ فيه ما يُشبهُ براءةَ الموت وشيئًا من صمتٍ رَطيبٍ بعد
الغروب لوهلة خُيِّل إليَّ أنَّني
أجالِسُ وجهَك القاسي الرَّهيب تتمتمُ بصوتٍ رقيق دون حنجرة تنتصبُ كإنسانٍ دون قامة رأسُكَ بلونِ الجُّوع يطلبُ مفاتيحَ سيَّارتي بيتي سريريَ الدافئ وملاءاتِه البيضاءَ يا ظلَّ الشَّاعر... أيُّها العاري (27) تُحزِنُني فراشةٌ تجفلُ من أصابعي وبكلِّ سذاجةٍ تقفزُ في النار! (28) خاطرة كوميدية في شباكِ مَرمى المَساء كانَ الهلالُ حارسًا تصوِّب نجمةٌ رَمْيَتَها الحرَّةَ
المباشرة وعلى مدرَّجات السَّماء كانت الكواكبُ جالسةً تصفِّق (29) ذاكرةُ الغيم شهوةُ مَوْجٍ جناحٌ والِهٌ يتحسَّسُ قامةَ الشَّمس (30) في غابةِ السَّماء تتوالدُ قناديلُ وَرْدٍ تضمِّخُ وشاحي وفي فضاءِ بَحْرٍ تتفتَّتُ أقمار أيُّها المسافر... هل تبقى؟ (31) أراها لا تراني شهبٌ عمياء أين تضيعُ لا تدري؟ مثلها أضيعُ في مدارٍ من الهُيام يأسرني أنِّي أعشقُ عمائي يأسرني أنِّي أعشق قلقي زفزاتٌ تَصْرَعُ من أين تأتي شهوةُ الهوى في الخريف؟ والدَّربُ شائكٌ صاعد؟ من أين تأتي شهوةُ الهوى في الخريف والجبلُ بعيدٌ صامت؟ لماذا هذا العراكُ، ما بين الجسد والروح، قاتل؟ (32) جبينٌ من طَلَلٍ أنْهَكَه
المعنى قطرةُ حليبٍ تَنْسالُ على مَيَلانِ خدِّه
السَّاخِن نظرةٌ تسبقُ الغفوة مدارٌ به أتضوَّأ (33) انتظار النهرُ؟ البعضُ غَسَلَ فيه ثيابَه واستحمَّ بعضًا منه حملتْه الجِّرارُ امتصَّتْه الرِّمالُ ومازال كثيرٌ من الأطفال يحملون كؤوسًا تنتظر أن تمتلئَ ولا تمتلئُ بردى موجوعٌ في رئتيه يلهثُ يئنُّ مثلي يسقطُ مغشيًّا عليه يفكُّ بيديَّ ربطةَ عنقه يقبِّلني في شفتيَّ
اليابستين ويَدُ البحرِ ممدودةٌ تحملُ الكأسَ تنتظر 3 شباط 2001 (34) أيقونة صديق أوَترقصُ بلا ضفافٍ
الأنهارُ؟ فرحٌ إلى حدِّه الأقصى ينثرُ على خدِّ البحيرةِ
شاماتِ البجع هو البرتقالُ يشعُّ تحت أصابعِ العشق ويَتَكَوْكَبُ الرمَّان هي المياهُ تعطي جسدَها لِسَفَرٍ بعيد حاملةً بعكَّازها لمكانٍ لم يأتِ بَعْدُ جنونَ دماء أوَترقصُ الأنهارُ بلا
ضفافٍ؟ هي الريحُ تنفخُ في بوقِها معلنةً لعبتَها في سُرَرِ
الوديان هو الحدسُ يجرحُ وجهي قبل مجيءِ الأمطار مدًى غامضٌ مفروشٌ بأجنحةِ
الرَّفض فضَّةٌ يُذَرْذِرُها
سُكَّرُ الأحلام أوَترقصُ بلا ضفافٍ
الأنهارُ؟ (35) أيقونة عشق كاما إيروس كوبيد يا آلهةَ أسرارِ العِشْقِ
في كلِّ مكان ترفَّقي استريحي اخفِضي سهامَك ونامي على شهوةِ الموت تراهنين أَمْ على رنَّة الحبِّ؟ انظري بسهامِك ماذا فعلتِ؟ بين نعاسٍ وصَحْو خفيفًا كثيفًا كان يمشي
الهواءُ والخدودُ مشتعلةٌ
بالعِنَبِ بشهوةِ نَسْرٍ ملعونٍ
فَرَدَ في الأمداء جناحيه واحترق صُعُدًا يستنفرُ الماء شبقٌ مالحٌ قَلِقٌ يترصَّد قامةَ الشِّمس معلِّقًا تباريحه على أذنِها حلقًا كثيفًا خفيفًا كان يمشي
الهواءُ على عتبةٍ – امرأةٍ – خبئ الغسق خزامى مبلَّلٌ بغُموضِ ندًى يتراكمُ رعشةً على مغزلِ
الصَّمت كيف اللَّذةُ تقرعُ
الأجراسَ؟ كيف انفجارُ الحَبَق؟ (36) لحظة أنا وأبديٌّ هو الموج (37) يَفْتِنُني أن تُسْدِلَ شتاءَك عليَّ فتعصفَ بمعبدي رياحُ
كلماتِك ويفورَ في جسدي زَبَدُ
أسرارِك يَفْتِنُني تفتُّح نيسانَ بنافذتك فأمرُّ هكذا ببساطة في سلام الفراشة وصَمْتِ الحُجَّاجِ البطيء يَفْتِنُني خريفُ هَجْرِك حتَّى أتهاوى بِحَفيفي شاحبةً خفيفة أراوِغُ أسوارَك يَفْتِنُني حزيرانُ مجيئِك ليتمرَّغَ في لَظَاك حدسي وينزفَ دمي على حدِّ سنابلك يَفْتِنُني أن تعشقَ السَّرابَ لأتقمَّص نخيلَ الوهم وبحيراتِ تيهك (38) وتنتعلُ خُفًّا بنِّيَّ
اللَّون مُعتمِرًا قبَّعةً من لهفةٍ
خضراءَ بلا انتهاء ممزوجًا برائحة امرأة أيَّها النَّعناع (39) أفكِّر في الرَّماد الأسرع انتشارًا بعد
الاحتراق في ورودٍ من لَحْمٍ وعظم بيضاءَ ملوَّنة أو سوداء في صيرورةِ إنسانٍ عالِقٍ بجسدٍ طحلبيٍّ أفكِّر بشجرة بدءُ طريقِها إحساسٌ وآخرُها كواكب! (40) الوردة؟ كي تؤجَّجَ عاطفتَها ابتكرتْ نحلة! (41) سماءٌ جدًّا خفيضةٌ طفلةٌ وحيدةٌ أنا ورُعْبِيَ هائلٌ حينًا تتهاوى على رأسيَ
النجومُ حينًا أراها كوحشٍ ماكرٍ يقهقهُ يفتحُ شفتيه فتلتمعُ أسنانُ بَرْقٍ جائع *** *** ***
|
|
|