التوحيد العميق في الفكر الهندوسي
رسلان جادالله عامر
الهندوسية Hinduism
هي الديانة الأكثر انتشارًا في شبه القارة الهندية، وهي مجموعة كبيرة
من المعتقدات والتقاليد الدينية التي تعود جذورها إلى أواسط الألف
الثانية قبل الميلاد، وما تزال مستمرة حتى اليوم ولها من الأتباع أكثر
من 900 مليون. وهي ديانة لا يعرف لها مؤسس محدد، وقد تطورت على مدى
عصور طويلة عن ديانة سابقة، ما قبل تاريخية، يطلق عليها المؤرخون
وعلماء الأديان تسمية "الفيدية"
Vedism،
نسبة إلى كتب الفيدا
الدينية التي ظهرت في زمانها، وهي أقدم الكتب الدينية المعروفة في
العالم.
ثم مرت الهندوسية بمرحلة وسيطة هي المرحلة البراهمانية
Brahmanism،
وهي مرحلة تبدأ تقريبًا في القرن التاسع قبل الميلاد، واشتهرت بكهنتها
السحرة الذين كان يـُطلق على الواحد منهم تسمية "برا همان"
Bráhman
أو "براهمين" Brahmin،
واقتصرت خدمتهم الدينية بشكل أساسي على تقديم القرابين وممارسة السحر،
وكانوا يحظون بالمكانة العليا في المجتمع، ويعتبرون طبقته
casta
الأعلى، ويليهم طبقة الأمراء والفرسان
Kshatriya،
وتليها طبقة الفلاحين ومربي المواشي
Vaishyas،
ثم طبقة العمال والحرفيين Shudra،
وأخيرًا طبقة المنبوذين Paria
المعدومة المكانة والدور الاجتماعي.
لكن البراهمانية لم تقتصر فقط على مجموعة من طقوس القرابين والسحر، فقد
تم فيها تأليف مجموعتين كبيرتين من النصوص الدينية هما "البراهمانا"
Brahmana
التي تشرح بشكل أساسي بالتفصيل والتفسير شعائر تقديم القرابين،
و"الأوبانيشادات" Upanishads،
وهي نصوص فلسفية ذات عمق فلسفي فريد، وتضم الجزء الأكبر من تراث الهند
الروحي والتأملي عبر تاريخها، وهي تسمى أيضًا بالـ "فيدانتا"
Vedanta
أي "خلاصة الفيدا".
نظام المجتمع الطبقي وما ارتبط به من تناقضات أدى إلى ظهور ديانتين
رفضتا التقاليد البراهمانية، وهما الجائينية
Jainism،
والبوذية Buddhism،
وكلتاهما ظهرتا تقريبًا في القرن السادس قبل الميلاد، وقد تمكنت
البوذية من أن تصبح الدين الرسمي للهند على يد الملك الشهير أسوكا
Asoka
304-232 ق.م الذي تمكن من توحيد الهند، ولم يكتف بجعل البوذية دينها
الرسمي، بل أرسل المبشرين البوذيين إلى الكثير من مناطق العالم
المعروفة يومها، وقد حافظت البوذية على مكانتها في الهند حتى مطلع
التاريخ الميلادي تقريبًا، حيث عاد بعد ذلك الكهنة البراهمانيون
لاستعادة مكانتهم، وتمكنوا شيئًا فشيئًا من طرد البوذية من الهند،
وشكلوا النسخة الأحدث من الهندوسية، التي ما تزال مستمرة حتى يومنا،
والتي تختلط فيها العقائد الرفيعة المستوى مع المعتقدات والخرافات
الشعبية ذات الجذور المغرقة في القدم.
عند الكلام عن الهندوسية، يتبادر إلى أذهاننا فورًا ذاك العدد الكبير
من الآلهة، ونظام الطبقات، وتقليد حرق الأرامل، وتقديس الحيوانات وفي
طليعتها الأبقار، وسواها من المعتقدات الجد بدائية.
هذا من جانب، ولكن من جانب آخر نجد فكرًا ميتافيزيقيًا فريدًا ومدارس
روحية راقية مثل اليوغا، وأخلاقيات عالية تتمتع بحس الوحدة الانتمائية
والتسامح مع كل الكائنات والموجودات، والمعبر عنها بالعبارة الشهيرة
"أنت ذاك" Tat Tvam Asi.
هذه المقالة تستقرئ بعض ملامح ما في الفكر الهندوسي الميتافيزيقي من
تصور "توحيدي" عميق، يكمن خلف مظاهر "التعددية" والتدين الشعبي
التقليدي، وهي لا تسعى إلى نفي صفة "الشرك" عن الهندوس، فليست الغاية
هنا الدخول في أي جدل ديني، والمقالة تقف على مسافة واحدة من كل
الأفكار الدينية وغير الدينية، والغاية هنا معرفية وإنسانية، وهي تسعى
إلى معرفة الآخر، ومعرفة ما لدى الآخر، وهذان شرطان أساسيان من أجل
الحوار الحضاري مع هذا الآخر والتعايش الإيجابي معه.
ورثت الهندوسية عن الفيدية تعدديتها البدائية ذات الأعداد الغفيرة من
الآلهة، والتي كان من أشهرها إندرا
Indra
إله الرعد والعواصف والمطر، فارونا
Varuna
إله السماء الليلية، الذي أصبح إله النظام الطبيعي والأخلاقي الشامل،
وميثرا Mithra
إله السماء النهارية، الذي تطور إلى إله النور والحق والعدل، وقد
تراجعت هذه الآلهة في العصور التالية، وحلت محلها في المرحلة البراهمية
آلهة التضحية، وبالأخص آغني Agni
إله النار، أما الهندوسية المعاصرة فتشتهر بثالوثها تريمورتي-
trimurti
المؤلف من براهما Brahma
وفيشنو Vishnu
وشيفا Shiva،
رغم احتفاظها بمعظم الآلهة القديمة، حيث تقترن ببراهما وظيفة الخلق،
وبفيشنو وظيفة الحفظ، وبشيفا وظيفة الهدم، وهي وظيفة لازمة من أجل
إعادة الخلق.. واستمرار الوجود، ومن ناحية أخرى يتمتع فيشنو بوظيفة
أخرى، وهي التجسد avatar،
والتي تجعله رسول الآلهة إلى عالم الأرض، وهو يتجسد في كائنات حية
إنسانية وغير إنسانية سمكة، سلحفاة، أسد،... ومن أشهر تجسداته البشرية
راما وكريشنا، وكريشنا هو اليوم أكثر آلهة الهندوس شعبية، وهو مشهور
بقصة عشقه لراعية البقر Radha
المدونة في كتاب غيتا غوفيندا
Gita-Govinda
"أنشودة راعية البقر"، التي تؤوّل في الفكر الهندوسي تأويلاً رمزيًا
يعبر عن عشق روح الإنسان الممثلة بـ "رادها" للإله الممثل بـ "كريشنا"،
كما ينسب إلى كريشنا أشهر جزء في الملحمة الهندية الأشهر
"الماهابهاراتا" وهو قصيدة "بهاغافاد غيتا"
Bhagavad-Gita
"الأنشودة الإلهية"، ذات المضامين الفكرية التأملية العميقة.
يقوم الفكر الميتافيزيقي الهندوسي على تصورٍ لأساسٍ للوجود هو
"البراهمان" Brahmán،
ويجب الحذر وعدم الخلط بينه وبين
Bráhman
التي تعني "الكاهن البرهمي"، ولا بينه وبين
Brahma،
إله الثالوث الهندوسي الأعلى، وهو - أي براهما - إله شخصي كغيره من
الآلهة العديدة، ذات الوظائف المختلفة، أما البراهمان فلا يدل على
شخصية سماوية محددة، وهو كمفهوم يعود إلى مرحلة زمنية أقدم، وهي مرحلة
ظهور الأوبانشيدات، وهو مفهوم يدل على المطلق التجاوزي
transcendental،
اللاشخصي الحيادي، و"الماهية الأولى" التي تتشكل منها كل الأشياء
والظواهر، وهو لا يمكن تعريفه بـ "ما هو"، أي بإعطائه أية صفات أو
تعريفات إيجابية positive،
يل يعرف فقط بـ "ما ليس هو"، أي بنفي كل الصفات عنه، كالقول مثلاً هو
"لانهائي"، "لامتغير"،"غير متأثر"، "غير متحرك"، وما شابه، وهذه الفكرة
تذكرنا إلى حد ما بفكرة "الله المنزه عن الصفات" في الفكر الإسلامي.
لكن هذا المطلق اللانهائي يمتلك أيضًا وجهًا آخرًا، وهو "الآتمان"
Ātman،
وهذه الكلمة في السنسكريتية يمكن أن تعني "جوهر، نفـَس، نفـْس، روح"،
أما في الفكر الميتافيزيقي، وبالأخص في مدرسة الفيدانتا، فالآتمان هو
"النفـْس" أو "الذات" الحقيقية للفرد في ما وراء عالم الظواهر"، وبهذا
المفهوم يصبح الآتمان قريبًا من مفهوم "النفس الكلية"، ولكي يحصل الفرد
على التحرر - أو الخلاص - moksha،
فعليه أن يحصل على معرفة الذات الحقيقية
atma jnana،
التي تجعله يدرك أن الذات الشخصية الحقيقية
subjective self
الآتمان تتطابق مع الذات الموضوعية
objective self
البراهمان.
وإضافة إلى الفيدانتا، فباقي المدارس السراطية الست "الأستيكا"
في الفكر الهندوسي تؤمن أن كل شيء له "نفـْس وروح".
في العلاقة بينهما يشكل كل من البراهمان والآتمان وجها أو بعدا المطلق،
حيث يمثل البراهمان المطلق في صورته الموضوعية، فيما يمثل الآتمان
المطلق في صورته، الذاتية، وهذا التطابق بين الذاتي والموضوعي في الفكر
الهندوسي يحيلنا إلى مفهوم "وحدة الوجود
pantheism
التي يتطابق فيها الله والإنسان والوجود، بل ويذهب بنا أيضًا خطوة أبعد
من ذلك باتجاه الواحدية monism،
التي تضع في أساس الوجود مبدأ واحدًا لا غير، وهذا ما نجده في
"الواحديات" الدينية والفلسفية التي تقول بفكرة الفيض والصدور
emanation،
التي يتموضع الله فيها في أساس ومركز الوجود، بحيث يتمثل فيه الوجود
المحض، ويصدر الكون فيه عن هذا المركز والأساس المصدري بشكل يشبه صدور
الضوء عن الشمس تقريبًا!
لكن المفهوم الهندوسي لهذه الواحدية بعيد هنا عن فكرة الصدور، وهو في
الوقت نفسه بعيد أيضًا عن فكرة "الخلق من العدم" السائدة في الأديان
الإبراهيمية، والتي تلتقي في جذورها مع فكرة "الواحدية"، لأنها تحصر
الوجود المطلق في الله وحده، فهو الموجود الأبدي الأزلي الأوحد، وما
الكون إلا خليقة له من العدم، خلقه بقدرته الكلية، لكن هذا الكون الذي
يغدو – بقدرة الله – وجودًا حقيقيًا، يبقى منفصلاً عن الله، الذي يبقى
منزهًا عن خلقه، ومفارقًا لخليقته.
هذا التنزيه والمفارقة "للمطلق" نجده أيضًا في الفكر الهندوسي، لكن هنا
ليس ثمة وجود حقيقي للعالم، فالعالم هو عبارة عن وهم محض
maya،
ولا وجود له إلا في وعي الفرد الجاهل، وسبب هذا الوهم هو "الجهل"
و"الشهوة"، وهذا يجعل الإنسان يتوهم وجود العالم، ويتوهم وجوده فيه،
وحياته وموته وتقمصانه، هذا كله عبارة عن لعبة
lila
وهم! وللخلاص من كل هذا يجب على الإنسان أن يعي الحقيقة، وأن يستنير
ويتحرر. ويتم ذلك باكتساب المعرفة المقدسة
jnana
وبالالتزام التلقائي بها، وبذلك يحقق الإنسان التحرر
moksha،
وتنقشع معه صورة العالم الوهمية، وتتوقف دورة الولادة والموت الوهمية،
ويسقط قانون العاقبة أو الكارما،
ويعي الإنسان أن الوجود الحقيقي الأوحد هو البراهمان-الآتمان، وأنه هو
بجوهره وحقيقته ووجوده جزء من هذه الكلية المطلقة، التي يعود إليها
ويتماهى معها عندما يتحرر من قيود الوهم التي تفصله وتبعده عنها.
هذه الفكرة ليست بعيدة عن البوذية، فرغم استقلال البوذية عن الهندوسية
الدينية، إلا أنها أبقت على المحاور الرئيسة في الميتافيزياء الفكرية
الهندوسية، وحافظت على مقولة "الوهم".. وأبقت على مبدأ التقمص
والكارما، ولكنها استعاضت عن فكرة التحرر
moksha
بالنيرفانا nirvana،
التي تعني حرفيًا "الانطفاء"
extinction،
واستعاضت بهذه النيرفانا أيضًا عن كل من البراهمان والآتمان، وهناك
مقولة بوذية مفادها أن "السمسارا"
samsara
أي عالم الوجود الوهمي الذي يعيش فيه الإنسان تقمصاته محكوما بقانون
العاقبة أو الكارما، بسبب جهله وشهوانيته هي نفسها النيرفانا أو عالم
الوجود الحقيقي الذي يدركه الإنسان بالاستنارة والتطهر والتحرر من
الجهل والشهوة، وهذا يعني أنه ثمة حقيقة واحدة، وحالتين من حالات الوعي
الإنساني لهذه الحقيقة، فإن حصل ذلك في ظروف الجهل والشهوة.. عجز
الإنسان عن وعي هذه الحقيقة، وزيَّفها، وعاش بالتالي معذبًا في عالم
الوهم "السمسارا"، وإن وعى الإنسان هذه الحقيقة بأصالتها في ظروف
الاستنارة والتحرر أدرك النعيم في الوجود الحقيقي "النيرفانا".
الفرق بين الميتافيزياء البوذية والهندوسية هو في أن الوجود المطلق
يعرَّف في البوذية عن طريق السلب
apophatism،
أي نفي صفات الوجود الزائف أو الوهمي عنه، أما الوجود المطلق فتعرِّفه
الميتافيزياء الهندوسية بشكل إيجابي عندما تجعله تماهيًا مع كلية
البراهمان والآتمان الممثلين لحقيقية واحدة، لكن الميتافيزياء
الهندوسية، تعود بدورها لتعرِّف كلا من البراهمان والآتمان عن طريق
السلب ونفي كل الصفات التي يتصف بها وجودنا الكوني، المعتبر عالمًا
وهميًا عنهما، ويمكن القول إن الخلاص في البوذية يتم كنفي لوجود زائف،
أما في الهندوسية فهو عودة إلى الوجود الحقيقي، أي أن البوذية تقول إن
الوجود المطلق هو "النرفانا" كوجود غير زائف".. فيما تقول الهندوسية إن
الوجود المطلق هو "البراهمان- الآتمان" كوجود حقيقي، وهذا الاختلاف هو
لعبة مفاهيم ومقاربات، فالجوهر من حيث المبدأ هو تقريبًا واحد.
من المهم عندما تعاملنا مع مفهوم المايا الهندوسي ألا يغرَّنا ما به من
تقارب مع "عالم المثل" الأفلاطوني، فوجه
التشابه هو في كون كلا العالمين يدل على حالة "وجود وعيوي"، لكن رؤية
كل من هذين العالمين جد مختلفة، بل حتى أنهما تتناقضان، فعند أفلاطون
"عالم المثل" هو "عالم الوجود الحقيقي"، فيما لا يعدو عالم الأشياء
الكون "نسخة مشوهة عنه"، أما في الميتافيزياء الهندوسية، فـ"عالم
الأشياء" يتطابق مع "عالم التصورات"، وليست الأشياء في حقيقتها إلا
تصورات واهمة، أي أوهام، وبالتالي هو "وجود غير حقيقي" على عكس عالم
مثل أفلاطون.
يرى حكماء الهندوس في البراهمان المبدأ الأساسي للوجود، وهم يسمونه
أيضًا بالكائن الأوحد، ونجد في النشيد 121 من الجزء العاشر من الريغ-
فيدا كلمات تعبر عنه بما يلي:
هو الذي يهب الحياة ويمنح القوة، وظله هو الخلود، وظله هو الموت،
فمن هو هذا الإله؟ ولنمجده بالأضاحي!
وفيه أيضًا:
وهو الذي يقوم وحده فوق كل الآلهة، فمن هو هذا الإله؟ ولنمجده
بالأضاحي!
وفي نشيد آخر من الريغ فيدا يرد:
إن الحكماء يسمون الكائن الأوحد بصور شتى: فهم يسمونه أغني، وميثرا،
وفارونا...
ونحن هنا نلمس بوضوح الرؤية التوحيدية الكامنة وراء مظاهر تعدد الآلهة،
وأن هذه الآلهة كلها في فهم الحكماء لا تعدو كونها تجليات ورموز لحقيقة
إلهية واحدة تتجاوزها وتتقدم عليها كلها.
وفي البهاغافاد غيتا نجد المزيد من التأكيد لهذه الفكرة، حيث يرد على
لسان كريشنا:
إن اكتشاف الكائن الكلي أو الشامل يتيح لنا القضاء على كل رغبة أنانية،
واستعادة الهدوء الذي تعطينا إياه الحكمة، والسلام الذي يسود القلب...
وأيضًا:
وهذا الذي أخلص لي، أنا كريشنا، بكل ما فيه من إيمان، وبكل الحماسة
التي تحملها قناعاته، هذا سأحرره من كل قوة الطبيعة، فينحل بي، أنا
الذي هو جوهر براهما...
مما تقدم نرى أن الفكر الميتافيزيقي الهندوسي، قد طور مفهومًا جد عميق
وشاملاً لحالة "توحيد" monotheism،
فريدة، وهي تختلف عن أشكال التوحيد الربوبي التقليدية القائلة بوحدانية
الله ومفارقته للعالم، المعترف به وجودًا حقيقيًا وإن كان مخلوقًا من
العدم من قبل الله، كما أنها تختلف أيضًا عن وحدة الوجود التقليدية،
التي يتماهى فيها الله مع الوجود ويحل فيه، وكأن الله يغدو روح الوجود
بكل موجوداته.
إننا هنا أمام توحيدية عميقة يندمج فيها كل من التوحيد الربوبي
monotheism
ووحدة الوجود pantheism
والواحدية monism،
وإن كانت تطفو على سطحها ظلال التعددية الإلهية
polytheism،
وفي هذه التوحيدية يصبح الله فيها هو الوجود الحقيقي المحض، الذي
تتماهى فيه الذات الفردية مع الذات الكلية مع الحقيقة الموضوعية، أما
العالم فهو ليس أكثر من وهم.
*** *** ***