نصوص قصيرة
روزيت عفيف
حداد
إعمار
مثلما أمرهم، أصبحت أرضًا
مترامية الأطراف، تصلح لمشروعه.
بوق يزعق، الأشجار المقطوعة
والمتراكمة تعيق مروره؛ يفسحون له الطَّريق. يتلفَّت خيلاء، يكيل
الشتائم للعمَّال وقد بلَّلهم العرق؛ يريد ظلاً لسيارته.
*
تَدَيَّن
غمامة نورانيّة غشت أعينهما، سقط
سلاحهما، أدركا عِلمًا لا لغة له:
- لم أفقد الأهليَّة لتتقاتلا
دفاعًا عنِّي.
أين إيمانكما والعقل؟
*
خطيب
قالوا إنَّ الحبَّ عِشرة ودفء؛
وافقت.
عندما قدَّمت لهم القهوة، كان
يتفحَّصني، يقيس أبعاد جسدي؛ تجمَّد دمي، أحسست بالصَّقيع.
*
اقتحام
جذبته نظرة عينيها، يقترب، أكثر
فأكثر، يتابع، نغمات صوتها وزوبعة شوق تسحبه في نفق لازوردي، تكاد أن
تصبح اللؤلؤة الدَّاكنة في متناول يده؛ حاجة ملحَّة تهزُّه؛ يحاول
الشَّهيق. عند السقوط تلمَّس ساعة برايل؛ ملساء.
*
سؤال
لماذا تهاجر الحمائم من ديارنا؟
لماذا تلجأ إليهم؟
تلتقط الطَّعام من راحاتهم،
تهدل وتتقافز على الأرض،
لا تخشى أقدامهم.
لماذا ترفرف فوق رؤوسهم،
ترافقها عصافير صغيرة،
أرياشها ملوَّنة،
مثل أوركسترا
تعزف سيمفونية الفرح.
تتنقَّل بين النَّاس،
تحطُّ على الأطفال،
معًا يغرِّدون ويلعبون،
صوتهم الجميل يصدح.
وأنا خلف العيون،
دمعي نار على الجفون.
ويمضي النَّهار،
والشَّمس نأت عن الزَّوال.
قبل الوداع، يأتمنون الرِّيح،
لا تكوني عنيفة على الأشجار،
هناك أعشاش تسكنها فراخ،
مازال ريشهم زغبا،
ينتظرون غدًا،
لأجلهم، كبيرهم يكدح.
أمِّي! لماذا تهرب إليهم؟
ألن تعود الحمائم إلى ديارنا؟
*
مهابة
همومي تؤرِّقني؛ أستيقظ فجرًا
قبل صياح الدِّيك. بعد عدَّة أيام، كان يقف لي بالمرصاد؛ تظاهرت
بالرِّباص.
*** *** ***
الرِّباص هو المشي أو القيام بعمل ما أثناء النَّوم دون أن
يكون النَّائم واعيًا أو مدركًا لما يقوم به، وهو لا يتذكَّر
ذلك عند الاستيقاظ. هذا يحدث، عادة، مرة واحدة في الليلة.
بالتأكيد لا يحدث مع الجميع