بوسعي أن أموت
أنور عمران
صارَ بوسعي أن أموتَ الآن..
وأن أجزَّ عشبَ أيامي برصاصةٍ أو حقنةٍ في الوريد
فهذهِ البريَّة البيضاءُ لا ينقُصها سوى كفني...
وأنا وحيدٌ..
مثل روايةِ حبٍ ذهب قارئها إلى الحرب..
لا شيء يدعو لأن أعيشَ يومًا إضافيًا
لا قصيدة ترنُّ في القلب..
لا امرأةٌ تُعِدُّ قهوتها وغمَازتيها لذئبي..
.. ولا إلهَ يصحبني إلى جولتهِ الدوريَّةِ مع الأشرار...
أتممتُ كل واجباتي مثل تلميذٍ مُضجر..
كتبتُ عن الحب كما تخيَّلتهُ لا كما عرفته..
فلم يكن يعنيني من المرأةِ إلا وقْع وسواسي على نهديها،
ولم أكن فارسًا نبيلاً
قرأتُ الأناشيدَ الوطنية على مقاسِ أولياءِ نعمتي
وسرقتُ زيتَ جاري
وأحزمةَ النساءِ اللواتي لسنَ لي
قتلتُ أبي كي أرثَ أسنانَه الصفراء..
أنا بئر الخيانات.. وخادمها
وصارَ بوسعي الآن أن أقول: وداعًا!
لم أُخلِّفْ طفلاً على هذه الأرضِ
..
لئلا يصيرَ صالحًا إذا ما صادفَ عاشقةً في الطريق
ولم أبنِ بيتًا
..
مخافةَ أن يحجبَ عن الريح سُمَي
فعلت ما ينبغي أن يفعلَ الشيطانُ..
وكلما أمعنتُ في مرآتي وجدتُ امرأةً تسقي ربَّها خمرًا
وكلما أصغيتُ إلى مزماري ألفيتُ الزبدْ/..
أستطيعُ إذن أن أموتَ
مثل أي شرفةٍ تطلُ على الصحراء..
*** *** ***
|
| |
|