هـــــــايـــــكـــــو
ماهر حرامي
-1-
جرةٌ مليئةٌ
بالماء الباردِ
تمامًا كأصابعكِ العطشى.
-2-
كحبةِ توتٍ بريّ
تبدو اصبعكِ
عند مغيب القمر.
-3-
تهرولُ الريحُ
نحو أوراقِ الزيزفون،
وأنا أنتظرُ سُعالَ أبي.
-4-
كعادتها أوَّل المطر،
تستقبلني أوراقُ الكِينا
عند باب المقبرة.
-5-
على الرصيف
بقعةُ دمٍ ومطر
بحجم مدينة.
-6-
على بلاطِ المعبدِ،
بخورٌ ولحمٌ محترقٌ
وتاجُ الكاهنِ الذهبي.
-7-
على سجادةِ الصلاةِ،
تمرةٌ ومسبحةٌ وركبةٌ،
بعد المغرب.
-8-
الشعرةُ السوداءُ الوحيدة
في شَعرِ جدَّتي،
لؤلؤةٌ في المحيط.
-9-
آخرُ مساءٍ في شباط
قطَّةٌ وثلجٌ
ومواء.
-10-
القرطُ في أذنها
يتدلى بكسلٍ
آخر الليل.
-11-
آخرُ الليلِ،
زهرةُ الجوري
مبتلةٌ بالندى.
-12-
باكرًا،
يغادرُ النسرُ العجوزُ
إلى سماءٍ أخرى.
-13-
صباحُ حزيران،
يرقصُ الأقحوانُ
بين عشبٍ وأسفلتْ.
-14-
أفعى عجوز
على غصنِ شجرةِ الجَّوزِ
تنتظرُ غيابَ الشمسِ.
-15-
في مقبرةِ البلدة،
وحدها شجرةُ الدلب العجوز
تظلِّل الموتى.
-16-
نسمةٌ عند المغيبِ
تنتظرُ غيمةً كي تمرَّ
ثم تلحقها نحو البحر.
-17-
الأميرةُ في الهودجِ
على سنامِ الجملِ
حسبتها قرنفلة في حضني.
-18-
ثمرةُ التّينِ
تقطرُ حليبًا بين أصابعي
آه
– مازالت خضراء!
-19-
على سفحِ الجبلِ،
رائحةُ الزعتر البريِّ
تزدادُ اخضرارًا عند الفجر.
-20-
حبةُ كرزٍ
وشمٌ على البطنِ،
آخر موسم الحصاد.
-21-
في حقلِ القمحِ،
الفزاعةُ وحيدةٌ في المنتصف –
عشرةُ عصافيرٍ تأكلُ حولها.
-22-
على الاشارات الضوئية
يمسحون زجاج السيارات الملونة
بقماشة سوداء.
-23-
شارعٌ مزدحمٌ –
خمسةُ أغصانِ زيتونٍ ذابلة
على عكَّازة.
-24-
تزهر شجرةَ الخوخِ
مبكرًا هذه السنة
قرب البوابة العتيقة.
-25-
قبل بزوغِ القمرِ،
سنبلةُ القمح تنام
على ساق الفزاعة.
-26-
آذار –
السنديانةُ مكسوةٌ بالأوراق،
الفزاعةُ لم تزل عارية.
-27-
تموز –
يطيرُ شعرُ الغجريةِ السمراء،
ثوبها فوق السنابل.
-28-
على سورِ السجن،
تضعُ حمامةٌ
بيضةً وريشةً زرقاء.
-29-
على ضريحِ الجنرال
تنمو طحلبةٌ خضراء
قرب أكليل الريحانِ اليابس.
-30-
شجرة الكبَّاد المصفرَّة
تنتظر غيمةَ تشرين
وسربَ الأوزِّ المهاجر.
-31-
على شجرة الصبَّار،
ترقصُ النحلة بخفَّة –
فجأةً، تشعر بلسعة.
-32-
في حديقة الحيوان،
وحده الدبُّ القطبيُّ
يشعرُ بالدفء.
-33-
أعطي القردَ موزةً
فيرمقني
بأسنانٍ
صفراء.
-34-
فوق البنفسجِ،
تبكي عاشقةٌ –
لا حاجة للندى.
-35-
بفرحٍ ورشاقةٍ،
تسبحُ أفراخُ السلمون
حول ساقي مالكِ الحزين.
-36-
بعد العاصفة بقليل
تتكوم أوراق الحور والكينا
تحت شجرة السرو.
-37-
ظلُّ العاشقة نائمٌ،
على الأريكة المندَّاة
بعد السادسة بقليل.
-38-
بطٌّ برّي في البحيرة
يدوِّي صوتُ خرطوشٍ
تتلوَّن السماء.
-39-
مظلَّة وزوجانِ من الأحذية،
يلمعُ البرقُ في الأفق –
أكانَ ذلك صوتُ قبلةِ!
-40-
شفتاها ترتجفانِ
إذ تدنو من أصابعي:
قطةٌ مبلَّلة.
-41-
على الرملِ،
صدفٌ متناثرٌ
حول لباسِ سباحة.
-42-
يغمرُ الثلجُ أكوامَ القمامةِ،
سوى ذيل قطٍّ
ويد تبحثُ عن خبز.
-43-
على شاشةِ الكمبيوتر،
ذبابةٌ عنيدةٌ –
لا أستطيعُ القراءة.
-44-
على السياجِ الإسمنتي،
أغصانُ الياسمينةِ
أجنحةٌ بيضاء.
-45-
أرنبٌ أبيضٌ
يقضمُ صندوقَ البندورة –
عينهُ حمراء أيضًا.
-46-
بكسلٍ،
تنحني ورقةُ التوتِ –
على ظهرها قطرةُ مطرٍ.
-47-
بابا نويل
في المرآةِ –
رغوةُ الحلاقةِ على وجهي.
-48-
آخرُ الليلِ
جسدان صامتان
سريرٌ يزقزقُ.
-49-
غزلُ البناتِ
ثيابٌ ملونةٌ –
يبدو أنَّ رمضان قد انتهى.
-50-
بين أغصان الكستناءِ
ثمرةٌ صغيرةٌ
تشعرُ بالدفءِ.
-51-
جدارُ دورةِ مياهٍ عموميَّة
أسماءٌ كثيرةٌ
ورقمُ هاتفٍ.
-52-
في الشارعِ،
رجلٌ يدخنُ سيجارةً
بسرور
صباح الأوَّل من شوَّال.
-53-
وحيدًا،
أشعلُ شمعةً
قبل حلولِ الظلامِ.
-54-
بعد لمعان السماء،
أنتظر بملل
صوت القذيفة التالية.
-55-
أجمعُ عيدانَ الحطبِ
قرب المدفأة المنطفئة
وانتظر البرد.
-56-
كانت مائلة للخضرة
حبَّات الخوخ
قبل أن أسافر الأسبوع الفائت.
-57-
من نافذة القطار
تبدو الأبقار جامدة
قرب حقول الذرة.
-58-
لا تتوقف صغار الماعز
عن تسلق الصخور
عند مرور القطار.
-59-
من النافذة
تتسلل نسائم أيلول –
آه كم هو بعيد البحر.
-60-
في الصباح الباكر،
تسبقني اليمامة إلى الشرفة
تنتظر كسرة خبز.
*** *** ***