عاشرت بردين
عدنان
العماد
أيها القادم
لم تعد جميلاً
كشِّر عن أنيابك القارصة
إنض عنك ثيابك الملائكية
كف عن إدعاء الطهر
توقف... لا تتجاوز هذه العتبة
إرحل عبر هذه القفار
إلى الشمال
حيث الوفرة والغذاء
وحيث العجائز تشويك
أما الأطفال فيهزؤن منك
لأنك عندهم لست سوى دمية
*
إنك تغتال هناءة الصغار
وحيوية الكبار
لا يجدون مفرًا من غطرستك
لا يلتفتون إلى شيء... سواك
كيف يقهرون سطوتك
ولكنك عات.
إنك تمزق الجلد والشعيرات
وتجرح الحبال الصوتية
وتكتم الأنفاس
ترتعد لمقدمك فرائص الأطفال والكهول والسيارات
دون حمحمة تنزل فجأة
فتغتال سعادة العيد
وتركس النباتات حتى أعواد "القات"
*
قبل أن أتجاوز عتبة الكهولة
لم أكن آبه لك
كنت أزدريك حين تتحداني
ولكني ما ألبث أن أحبك
حين تعترف بصلابتي.
كان يحلو لي النوم معك
وكانت اليقظة تطيب بك
كان النشاط والحيوية صنويك آنذاك
كنت اقترب إلى حنانك
أتأمل في البخار المنبعث من أنفك وفيك
أتطلع إلى عينيك
أدنو من شفتيك الدبقتين
وأغفو
وحين استيقظ كنت أخط بيدي
قلبين على نافذتك
واسترخي
*
أتأمل وشاحك الأبيض
المنتشر في الأحياء
وفوق أقبية الأكواخ القريبة من الغابة
حين يذهب الحالمون بعيد الميلاد
للبحث عن شجرة صنوبر مخروطية منتظمة
لإضاءتها وتزيينها
وبث الدفء حولها بالإبتسامات وفرح الصغار
*
كنت جميلاً
وكان وشاحك يغبطني
في الليالي المقمرة
كان يستهويني بياضك
وهدوء الليل
ووشاحك الذي لم تطأه حتى أقدام العصافير
وسكون الهواء
فأنسل إلى الباحة
ألهو معك أمرغك وأتمرغ
وأمارس رياضات شتى
في حضرتك أيها البرد إستوت رؤيتي
وكبرت أفكاري
ولكن الآن هيهات
إنك تغتال أحلام الصغار.
***
*** ***
صنعاء، 23 تشرين أول2007