|
علم نفس الأعماق
- "أما قرأتم، أن الخالق، من البدء، خلقهما ذكرًا وأنثى؟ وأنه قال: يصيران كلاهما جسدًا واحدًا؟" (متى 4:19-5) - نعم، قرأنا، ولكننا لم نفهم. هنا يكمن سرُّ الجنس على نحو دقيق. توجد في الجدار المنيع، الذي يفصِل الإنسان عن الله، نافذة وحيدة فقط، وهي الجنس. والإله نفسه قد فتحها في لحم الإنسان، وأغلقها من جديد باللحم أيضًا. وفي مقدونا أن نلقي نظرة من هذا العالَم إلى الآخر، فقط من خلال هذا اللحم الشفاف ككريستال نافذة نقيٍّ.
تمهيد: في الأسطورة والحكاية يحضر التاريخ بوجهه الآخر، الوجه الذي لم يكتبه المنتصرون بوضوح ودقة؛ يحضر بوجهه المعقد وعبر لغة رمزية مشتركة بين البشرية ككل. فيهما لا يأخذ المرء معلومة جاهزة يحفظها في ذاكرته بل حالة كلية تشاركه حياته، تعطيه موادًا أولية لتأخذ منه أفكارًا ودهشة. والأسطورة والحكاية مثل الإنسان ناقصتين دائمًا ومفتوحتين على الإمكانات كلها. في هذا المقال أحاول البحث في حكاية ذات القبعة الحمراء أو ليلى والذئب التي نعرفها جميعًا في الغرب والشرق، وأحاول اقتراح تأويل جديد لها حرضتني عليه قراءتي لتأويل فروم في كتاب الحكايات والأساطير والأحلام، إذ شعرت أثناء القراءة بوجود إمكانات أخرى أكثر اتساعًا فيها، خاصة وأنها تمس موضوعًا محرمًا في ثقافتنا وهو الخبرة الجنسية لدى المرأة، كما أنها تنقل بعضًا من روح العصور القديمة عندما كان يُحتفل بالطمث كرمز لانتقال المرأة من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ على الضدِّ من حالنا اليوم حيث يُربط الطمث بالنجاسة ويُعد نقمة على المرأة لا جزءًا جوهريًا من طبيعتها. |
|
|